fbpx
الشاعر الفنان ” سالم سعيد البارعي”

شاعر وفنان شعبي ارتبط طوال حياته بالشعر والغناء, له الفضل في تقديم أبرز شعراء يافع الشعبيين من خلال تلحين وأداء أشعارهم بصوته. ولد عام 1944م في قرية (الصِّيرة) – الموسطة في يافع, وانتقل إلى عدن في شبابه وعاش بقية حياته فيها, حيث عمل في مؤسسة طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا) حتى وفاته في 10 فبراير 2001م. له أشعار متنوعة غلب عليها الطابع الغزلي, وله مساجلات مع عدد من أصدقائه الشعراء, أمثال الخالدي والكهالي وبن عسكر والغلابي وآخرين. ومن قصائده نقدم بعض النماذج , ونبدأ بقصيدة قالها عام 1961م وظَّف فيها المثل الشعبي “من سكت ما نشَّحوا له”, ونشّح: صب العسل أو السمن على الطعام. والمقصود أن الساكت عن حقه لن يحصل عليه من الغير. يقول البارعي
قال أبو سامي كفى, يا قلب شُف قدها مقوله

من قديم الوقت قالوا, من سكت ما نشَّحوا له

من شكَى يا قلب والاَّ صاح وَيْش با يفعلوا له

وَيْش عليهم من جرى يجري لما تزحف رجُوله

راح ذاك الوقت ذي فيه الشهامه والرجوله

ذي تصُون الودّ والمعروف وتقدِّر أصوله

ما زمان اليوم لا رَدَّهْ ولا قَبَّل قبوله

ذي طَرَحْ لي حِمْل عالجنبين وتعبني شَلُوله

كلما حاولت بَجْبُر خاطري وأرضي فضوله

با تبَصَّرْ له وبَلْقُطْ له مِنْ الجِربه سَبُوله

لا سمح لي صاحب الجِرْبِهْ تلَقَّاني بَتُوله

يقتلب للبارعي حاكم على الجربه ودوله

بعدما كانت نماره تحرسه عُرضه وطُوله

يسهرون الليل لمَّا الصبح مُلتفين حوله

أيش ذي بدَّل زمان العز وَيْش بدَّل فصوله

لَيْش ما حد مننا شكَّل خروجه من دخوله

وافتكر صيره وعَنْبَر بحرها الغالي ولوله

أو ذكر قمة جبل ردفان وتذكَّر وعُوله

أيْشْ من فَيْدِهْ مع الخيَّال لو تعثر خيوله

بعدما قد كان في الميدان له صوله وجوله

وللبارعي قصيدة بعنوان (القناعه) يقول فيها:
القناعه كنز يا أصحاب القناعه
ما نَدِمْ من عاش في الدنيا قَنُوع

والطَّمَعْ قتَّال ما منه نفاعه
من شبع في يوم منَّه با يجُوع

وأنت يا مغرور خلِّيك الدواعه
الدَّلع ما با يفيدك يا دَلُوع

بَنْصَحَكْ يا صاح تتوَقَّعْ وقَاعَهْ
في نزولك دائماً أو في الطلوع

عِيْشْ لك بالعزّ والناموس ساعه
خير لك من عام كامل في خضُوع

لا تغُرَّك شي الزوامل والشَّواعه
والصور ذي تقبلك من كل نوع

شُوف بعد القات لَجْرَدْ والمداعه
با يردُّون الشُّقُر والفُلّ خُوع

هكذا العيَّاب في الدنيا طباعه
لا وفاء يذكر ولا يعرف شروع

صُون نفسك قبل ما تبُور البضاعه
يوم من ليَّام في سُوق الربوع

قبل نجمك ينطفي فجْأهْ شُعاعه
في خريف العُمر وتذُوب الشموع

مَنْ طَرَحْ في عينه اليمنى صُبَاعَهْ
البُكاء ما با يفيده والدموع

أو تناسى ودّ أحبابه وباعه
أو هواهم ذي سكن بين الضلوع

الزمن لا بُدّ ما يلوي ذراعه
با يجي في يوم يتمنى الرجوع

والقصيدة التالية أرسلها الشاعر الفنان سالم سعيد البارعي إلى أحد أصدقائه وفيها يقول:
البارعي قال يا قلبي صَدَق
ذي قال ما صاحب الاَّ وقت ضيق

الصَّاحب الجِيْدْ في وقت الحَزَقْ
يوقف بجانب صديقه والرفيق

ما يختلف لا وَعَدْ والاَّ نَطَقْ
حتى ولو تنطبق بقعا طَبِيْقْ

ومَنْ حِنِبْ في الزمن ذا واعْتَزَقْ
ما يلجأ الاَّ لصاحب أو صديق

صديق وافي وصاحب به يثق
والشيخ صالح قده شامخ وثيق

بَشْرَحْ همومي وضيقي والقلق
لبُو حَمَدْ صاحب القلب الرقيق

ما خاب من دَقّ بابه أو طرق
بالجُود معروف تاريخه عريق

با قُول يا شيخ شُفني في نفق
أسير محبوس في خندق عميق

سَجين رجلي مُقيَّد بالحلق
ساقي مُجَرَّحْ من القَيْدْ الحَزيق

من بعد ما كُنت في الماضي طَلَق
وكانت الرِّجل يا صاحب طليق

سَدَّواعَلَيَّ المنافذ والطُّوَقْ
وعَلَّجُوا البَاب من بعد الطَّويق

ليال وأيام قلبي يحترق
ولا أنطفى شي لهيبه والحريق

والقصيدة التالية أهداها إلى المغتربين لحثهم على العودة لوطنهم وأحبائهم
غاب عنِّي حبيب الروح يا ناس وابْعَدْ
أيْش ذي با يردّه

كل ليله وطرف العين يسهر ويقهد
في فراقه وبُعده

ضاق حالي من الفُرقه وعيشي تنكَّد
لي مِنْ العَيْش مُدَّه

من يفارق حبيبه بات دمعه على الخد
يسهر الليل وحده

وأنت يا طير يا جازع بجَنْحَكْ مُعَمِّدْ
شِلّ خَطِّي ووَدَّهْ

ذي كتبته بدمع العين والله يشهد
يوم قلبي يودَّه

لا أنت يا طير ما تعرف محلَّه تنشَّد
في الرياض أو بجده

قل لمحبوب قلبي ليش بالوصل يوعد
واختلف بعد وعده

بيننا شرط عاهدته وهو لي تعهَّد
حَطّ يَدِّي بيدَّه

واتفقنا على مُوعد مُبَيَّنْ محدَّد
أيْش نسَّاه وَعْدَهْ

قل لخلِّي حرام الظلم والهجر والصد
بعد تاك المودَّه

كل من غاب يتذكَّر حبيبه ويفقد
لا يخليه وحده

————————–—————–
من كتابي (أعلام الشعر الشعبي في يافع)