قلتها منذ البداية, ومنذ أن كان في الصفوف الأولى للمعركة في لودر بأنه رجلا يستحق الاحترام والتقدير, لانه أبى إلا أن يكون مع أهله في خندق البطولة والقتال والذود عن الأرض والعرض, بعيدا عن رفاهية الحياة وبذخها, وبعيدا عن ترف المسئولين الذين لم ترى منهم محافظة أبين إلا المصائب والنكبات والذين دأبوا جميعهم لنهب خيراتها وإستأثارهم بكل شيء فيها واستغلال مناصبهم وتسخيرها لمصالحهم, وتحويل المرافق التي يشغلونها إلى ملكية خاصة دون مخافة من الله أو وازع ديني أو حتى ضمر يردع مثل هذه التصرفات..

قلناها أنه رجل المواقف والأمل الذي كنا ننتظره منذ ردحا من الزمن ليرتقي بالمحافظة وينتشلها من جب المعاناة ومستنقع الإهمال والتسيب والفوضى والمحسوبية التي تنخر في جسدها والتي تعاني منها كافة مفاصلها..

وفعلا لم يخب ظني في السيد المحافظ ولم تكن كلماتي عنه مدحا لشخصه أو استعطافا لذاته أو استمالة لقلبه,بل كانت أحاسيس ومشاعر صادقة التمستها في شخص هذا الرجل,وتأكدت اليوم وترجمت إلى واقع ملموس أستشعره الكل حينما دارت عجلة التغيير في المحافظة وهبت رياح التغيير والربيع الأبيني على كل الفاسدين والمخربين والمحسوبين على المحافظة..

ليؤكد المحافظة للكل دون استثناء ولأولئك النفر الذين (ينعقون) بما لايعرفون ويتشدقون بما لايفهمون أن أبين مقبله على ثورة تغيير لن تبقي ولن تذر وستقتلع الفاسدين من جذورهم وستأتي بنيانهم من (القواعد) , وتدك حصون فسادهم التي تحصنوا فيها وظنوا أنها ستحميهم من رياح التغيير وثورة الإصلاح التي نأمل بإذن الله أن ترتقي بالمحافظة وتطبب جراحها وتداوي آلامها وتشفيها من أسقامها..

عجلة التعيير دارت وهذا مالمسه القاصي والداني ولا ينكرها إلا جاحد, وبدأ المحافظ بوضع قدميه على سلم الإصلاح والتغيير والارتقاء بالمحافظة وتطهيرها من أولئك الذين لا هم لهم سوى ( أمعائهم ) ( وجيوبهم ) وكيفية ملئها بشتى الطرق والوسائل المخالفة للشرع والقانون ومنافية للأخلاق والأدب..

وبما أنه قد شمر عن ساعديه في محاربة الفساد ومقارعة الفاسدين فإننا نشد على يديه ونؤازره في كل قراراته وإجراءاته القانونية التي من شأنها أن تخدم المحافظة وأهلها وترتقي بها وتساعد في تطورها وتقدمها نحو الأمام بدلا من حالة الركود والتقوقع في ذات المكان منذ سنوات..

نحن والشرفاء من أبناء المحافظة معك قلبا وقالب وسنقف بجانبك في كل ماتراه مناسبا وسيخدم المحافظة وينعشها ويعيد إليها بهجتها ورقيها وازدهارها ويخرجها من حالة (الموت السريري) الذي أوصلها إليه الفاسدين والنافذين والمخربين..

سر نحو الأمام ولا تلتفت لتلك الأصوات (النشاز) التي تبحث عن مصلحتها والتي لاتريد للمحافظة أدنى رقي أو تطور وتريدها أن تظل في مستنقع الإهمال والتسيب والعبثية لتستفيد من هذا الوضع المزري بطرق غير قانونية ومقيتة يبغضها كل من في قلبه مثقال ذرة من خوف من الله وضمير, ويتأفف منها الشرفاء الذين يتوجعون حينما تئن محافظتهم ويبكون حينما تتكالب عليها المشاكل والهموم وتتناوحها الأحزان ويتآمر عليها الأبن قبل العدو..

سر بقافلتك ودع الكلاب ( تنبح ) طالما وأنت مقبل على تغيير واقع المحافظة المزري للأفضل وأضرب بيد من حديد كل أولئك الفاسدين ودك حصونهم الأوهن من بيت العنكبوت وأحفظ شيء من ماء الوجه للمحافظة الذي أهدرته المحسوبية والمناطقية والمصالح الذاتية والجماعية لأولئك النافذين ولا تكترث بمن يثير البلابل والقلاقل ويجعل من نفسه وصيا والابن البار للمحافظة ويدعي حرصه وخوفه عليه وهو الد أعدائها وخصومها..