fbpx
ألجنوب بعيداً عن عيون العالم / مقبل عبدالله محمد
شارك الخبر
ألجنوب بعيداً عن عيون العالم / مقبل عبدالله محمد

ألجنوب بعيداً عن عيون العالم

مقبل عبدالله محمد

هل يذبح الجنوب من الوريد إلى الوريد في ظل تغافل وسكوت عربي ودولي غير مبرر؟ إن العمل على جعل الدين وسيلة والسلطة غاية، يدعو إلى الوقوف طويلاً إزاء ذلك، إذ لا يشك عاقل أن مخرجات مثل هكذا أجندة سوف تكون كارثية تنذر
بطوفان يلتهم كل ما أمامه. الأمر الذي معه سوف تنقلب المفاهيم رأساً على عقب وتتفسخ فيه كل القيم الإنسانية في سبيل تحقيق أهداف مثل هكذا فكر جنوني، فما يجري على أرض الجنوب وفي أبين تحديداً ما هو إلا مجسم صغير لما يراد له أن يكون شرق أوسط جديد بحسب رؤية القائمين على مثل هكذا فكر ويقوم على الضد من المشروع العالمي للشرق الأوسط الجديد، لست هنا بصدد الدخول في مقارنة بين المشروعين لأن النتائج المترتبة على ذلك لا تعنينا وحدنا كجنوبيين بقدرما تعني المنطقة برمتها وما الجنوب إلا جزء من هذه المنطقة المستهدفة. ما يهمنا ويؤلمنا حقيقةً أن تصير أرض الجنوب المحتلة مسرح لتجارب هذا الفكر المتطرف الذي تقف خلفه قوى ظلامية تتمترس خلف جملة من الأساليب الدفاعية ـ التضليل السياسي ـ التي يدرك مدى خطورة فاعليتها فقهاء السياسة. فما نقلته قناة السعيدة اليمنية وال(bbc) اللندنية من تصريحات نارية للشيخ طارق الفضلي قد سبقتها عمليات تهيئة، فقد عمل الصحفي أنيس منصور المحسوب على الأخوان على تمرير مادة خبرية لقناة الـ(bbc) بذل فيها كل مهاراته الاحترافية في استدراج المتلقي إلى أن الحراك الجنوبي مخترق من
قبل القاعدة وأن عناصر الحراك هم جزء من القاعدة. ترى لماذا عملت القاعدة حصرياً على اختراق الحراك الجنوبي حسب إفادات أنيس منصور ولم تعمل على اختراق الثورة الشبابية في الشمال؟ هل لأن أصحاب الامتياز لهذا المنتج ينطلقون من مكان ما يعرفه أنيس منصور.
أيضاً نقلت صحيفة الطريق العدنية في عددها رقم(1195) الصادر يوم الثلاثاء م نقلاً عن موقع التغيير عن طاهر حيدر حيث بدأ مادته الخبرية على النحو التالي (( كشف القيادي في الحراك الجنوبي طارق الفضلي)) إلى
17/4/201آخر الخبر الذي يجعل القارئ في حالة استقراء ناقص يضرب يمناه بيسراه وفي باله أكثر من سؤال.

مكمن الخطورة هنا أن القائمين على هذه العملية الممنهجة أرادوا إخراجها كمنظومة متكاملة بواسطة الخلط والالتباس المتعمد والغش وإثارة الغموض من أجل إلصاق القاعدة بالحراك الجنوبي في محاولة لتشويهه وتعمية وإلهاء الرأي العام المحلي والدولي عمَّ يجري في لودر الباسلة , ففي الوقت الذي يسطر فيه أحرار الجنوب أروع صور التضحية والفداء ضد عناصر القاعدة عمد هؤلاء إلى إلهاء الرأي المحلي والخارجي بقصد تعميته عن الجهات الحقيقة
التي تقف خلف القاعدة. عموماً تبقى الحقيقة حاضرة غائبة أسهم في تغييبها إلى حد بعيد التعتيم لإعلامي العربي والدولي الذي هوت مصداقيته إلى أسفل سلم المهنية والذي فقد وظيفته الإنسانية حين تحول إلى ألعوبة في أيدي زعماء تجارة الموت
وزعماء شركات (البلاك وايت) , وحاضرة على الأرض تدحض كل أساليب الشعوذة السياسية التي يستخدمها دهاة هذا الفكر المتطرف. وإذا كان الرأي العام العربي والعالمي يغفل عن الحقيقة بقصد أو بغير قصد فإن الشعب في الجنوب يعلم حقيقةً من يقف وراء هذا الفكر وآلته التدميرية التي تستبيح أرض الجنوب وتقتل أبنائه بصورة وحشية وهمجية ,كما يعلم شعب
الجنوب من هم الذين احتضنوا هؤلاء العائدين من أفغانستان حين لم يجدوا من يحتضنهم ومن الذي وجههم حين لم يكن لهم من موجه , ويعلم شعب الجنوب أن الجهات التي تلقفت هؤلاء لم تعمل على إعادة تأهيلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع , بل استغلتهم لتعيد إنتاجهم بما يتناسب ومشروعها الأصولي المتطرف القائم على قاعدة إن لم تكن معي فأنت ضدي وعى العالم ذلك أم لم يعي. ورغماً عن ذلك وأبداً سنضل في الوسط فكراً وعقيدة وسيبقى النضال السلمي والحضاري وسيلة والجنوب غاية لن يجف يراعنا ولن تبح أصواتنا دون استعادته.

/span

أخبار ذات صله