fbpx
الا اليمن “ثانية” بقلم .. أمين خالد الشامي
شارك الخبر
امين خالد الشامي

في كل بلاد خلق الله تتأثر الحكومات و السياسات بالمظاهرات والاعتصامات وحملات الدعم والمُناصرة والتأييد ؟ الا اليمن ثانية!! و البلاد العربية التي شهدت – ولا تزال – موجة من الاحتجاجات “المظاهرات والاعتصامات ” منذ بدايات 2011م اختلفت من حيث التوقيت،ومدى الاستمرارية،كما اختلفت من في النتائج حيث سقطت أنظمة سياسية،وأخرى لا زالت لم تحسم النتائج فيها ،ولا يزال المشهد العربي متشابه منذ 2011 فالمظاهرات والاعتصامات مستمرة،ربما بسبب تغيبها عن المشهد العربي لعقود طويلة،ولم تخرج الشعوب العربية في مسيرات عارمة،تطالب بمطالب سياسية واجتماعية واقتصادية وحين خرجت صار من الصعب عودتها الى ما كانت عليه .

و في ساحتنا اليمنية و بينما وانا مار بميدان التحرير لفتني في احد أرصفته مجموعه من الشباب يعملون على جمع توقيعات شعبيه تطالب بمحاسبة حكومة الوفاق التي اخفقت في تحقيق ابسط مطالب الشباب الذي خرج سعيا وراء حريته وكرامته ، وبعد عدة امتار و في نفس اليوم وفي نفس الميدان شباب أخرين ينفذون حملة مناصر لمحاسبة وزير الكهرباء و الداخلية الذين فشلا في توفير هذه الخدمة أو حمايتها من الاعتداءات المتكررة التي اصبحت مثار تندر الكثيرين من أبناء اليمن وكانوا يحاولون جمع شموع لصنع اكبر شمعه في العالم يدخلون بها موسوعة جنس ، وأعجبتني الفكرة فشاركت بها وتبرعت بشموع، ثم هناك حملة ثالثة لحمله ينفذها شباب وناشطون تحت شعار ” منوره يا حكومة والشعب طافي “. ورغم هذه الجهود المعبرة عن رفض الواقع الذي يعيشه المواطن اليمني ويعاني من أثاره ، اثار سياسة حكومة الوفاق التي حرصت على انتهاج نفس السياسة في في تقسيم البلاد و انتهاج المحاصصة بين القوى السياسية مهما كان مستوى من يتولى هذه المناصب التعليمي و الثقافي و الاخرة الادارية التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه. ورغم أن المظاهرات والاعتصامات تعد أحد أهم أشكال التعبير عن آراء الشارع ومطالبه،وربما تكون أكثرها مباشرة،فإنها من الظواهر الأقل دراسة ’ هذا ما لمسته من تجارب مرينا بها ، ورغم ان الحكومات في كل بلاد العالم تعمل للتحركات الشعبية الف حساب الا أن وضع حكومتنا مع كل هذه التحركات يقابل بالتطنيش الزائد عن الحد وبطريقة تصيب الناس وخاصة الشباب بالمزيد من السخط وكل ما أخشاة أن استمع قريبا الى من يخرج مطالبا باسقاط النظام .

ويأتي تعامل حكومة الوفاق الوطني مع التحركات الشعبية و حملات المناصرة بنفس طريقة النظام “السابق” أما بعدم الاستجابة (التجاهل)،وهو انمط الأكثر شيوعا في النظم السلطوية،او بالقمع و تجاهل المطالب او المغالطة في تحقيقها مثل المسيرات التي نظمها طلاب الجامعة بمشاركة ناشطين وكانت تحمل شعار ” أنا نازل” و التي تعرض فيها الشباب للقمع و العنف الشديد .

على الرغم من أن سلوك التظاهر والحملات الرافضة لممارسات الحكومة يعد من الإنجازات الحقيقية للثورات العربية،حيث أتاحت للمواطن العادي البسيط فرصة للتعبير عن مطالبه وآرائه،فإن مستقبل المظاهرات والاعتصامات بالنسبة لليمن وللمنطقة العربية يحمل تخوفين رئيسيين،ينصرف التخوف الأول إلى التخوف من أن يصبح هذا السلوك ظاهرة متأصلة ومستمرة في الشارع اليمني والعربي،على نحو قد يعطل مسيرة “التحول الديمقراطي” التي تشهدها بعض هذه الدول،وهو ما قد يؤثر بالسلب في هيبة الدولة وأجهزتها المختلفة. ويزيد من تلك المخاوف أن المظاهرات والاعتصامات في مرحلة ما بعد الثورات باتت تتسم بطابعين سلبيين،هما الطابع الفئوي،والانقسام بين ثنائية التأييد والرفض. ويتعلق التخوف الثاني باحتمالات استغلال بعض التيارات الإسلامية،ذات الشعبية الكبيرة،هذه الظاهرة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها،لا سيما وأن الفترة القليلة الماضية عكست إلى حد ما قدرة هذه التيارات على توظيف التظاهر والاعتصام،على النحو الذي يخدم مصالحها الخاصة في المقام الأول.

أخبار ذات صله