fbpx
الصراع في الشمال .. هل من استثمار ؟

 

المتابع للشأن اليمني يلاحظ أن  دولة الاحتلال  تعيش حالةً من الفوضى بينةً وواضحةً في ظل صراع محتدم بين قوى النفوذ والقبيلة والمكونات الطائفية، والجميع يستعد للاسوء ويعد العدة للانقضاض على مايستطيع في حال اندلاع مواجهة شاملة متوقعة بين الخُبرة إن عاجلا او آجلا كما تشير كل المؤشرات،.
أحداث وزارة الدفاع اليمنية قبل أيام كشفت عورات عديدة للنظام المركب في صنعاء والمتتبع لوسائل الإعلام التابعة لأطراف الصراع يتبين حجم البركان الذي يغلي تحت صنعاء وحوارها المسرحي، سيولٌ من الاتهامات في كل الاتجاهات. إعلام صالح يتهم علي محسن وحميد وحزب الإصلاح واعلام حميد وحزبه يتهم صالحا وإخوانه وعصاباته وتوسع ليدخل الحراك والحوثيين والخمير الحُمر وفرعون وهامان، وهكذا إعلام الحوثيين وهلم جرا، مايكشف حالة العداء المستحكم والمتوسع باضطراد رغم الهالة التي يصنعونها حول حوارهم السحري الذي سيحول اليمن إلى جنة تحسدهم عليها الامم، والتي ستتعايش فيها الوحوش بسلام وتبات ويخلفوا صبيان وبنات.
والحقيقة أنهم يعدون العدة ليوم الحسم الذي يدركون جميعاً أنه سيكون أشد دمويةً من كل ماسبق، فصنعاء تحولت إلى مخزن سلاح كبير يحاول كل منهم من خلاله الاستعداد للقضاء على خصمه.
فأولئك الأخوة الأعداء حلفاء الشر بالأمس يرينا المولى عز وجل فيهم عجائب قدرته بعد أن تحالفوا طوال عقود تحالفا شيطانيا طغوا وتجبروا وقتلوا وافسدوا ونهبوا وسرقوا من خلاله فبغوا في الارض كما لم يفعل قبلهم أحد، وبشكل يشبه الحرب بين عصابات المافيا في شوارع شيكاجو وروما في النصف الاخير من القرن الماضي تعيش صنعاء، وأبليس يتفرج على جنوده المخلصين هكذا يفعلون.
أحداث وزارة الدفاع اليمنية كشفت هشاشة الوضع وماتلاها من تداعيات كشفت حجم الاحتقان، وتبين مرة أخرى ان مايسمى بالجيش اليمني مجرد أرقام لاتملك من خصائص الجيوش وقدراتها سوى الزي العسكري والأسلحة والأسماء في حين لم تحقق تلك الجيوش أي انتصارات سوى قدرة فائقة على قطع الطرق والابتزاز والتقطع وإرهاب المواطنين وهزائم متتالية علىأايدي مليشيات، ذلك أن تلك الجيوش عبارة عن تشكيلات تسكن ثكنات ولاتحكمها أي قوانين عسكرية هم الواحد منهم كيف يحصل على بعض الدجاجات او الخضرة ليبيعها في الاسواق وكذلك القادة يفعلون ولكن بمستوى اكبر والهم واحد الارتزاق قدر الامكان، كما ان ولاءات تلك الجيوش والالوية ولاءات شخصية لامراء حرب وقادة كبار فلاوطن يجمعهم وذلك ماتبين أثناء الصراع المسلح وقبله من فرز واضح عام 2011م.
كما يبدو أن عبدربه هادي قد أدرك أنه مجرد ديكور آني فأخذ هو ومن معه في الاستفادة المادية قد مايستطيعون بعد أن تاهوا بين حمران العيون وادركوا انهم ليسوا سوى بيادق في لعبة صنعاء لاحول لها ولاقوة.
والحال كذلك في دولة الإحتلال يبقى السؤال :  ماذا أعددنا نحن في الجنوب للتعامل مع السيناريوهات المختلفة والمتوقع أن تحدث في صنعاء؟ هل نملك خططا استراتيجية تمكننا من التعامل والاستفادة من الأحداث؟ وهل مانسميها مكونات لديها تصورات لمثل تلك السيناريوهات تمكنها من اخراج شعبها من تحت هذا الاحتلال الذي تتداعى أركانه في عقر داره؟ أم إنها مكونات بنيت فقط لإدارة الصراعات البينية فيما بينها بينما يسرح المحتل المريض والمتهالك ويمرح في أرضنا؟
وفيما ييدو لي كمواطن بسيط إننا سنبقى إلى أجل غير قريب ندور في دائرة الفعاليات والبيانات وحالة الإنفصال الواضح عن الزمان والمكان التي نعيشها، أتمنى أن ننتقل الى العمل المؤسسي والمخطط والقادر على التعامل مع المستجدات والأحداث .
وإلى. ذلك الحين لانملك إلا أن نقول
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين..