fbpx
هل تحقق القبيلة ما لم تحققه الثورة السلمية ؟

بقلم | عباس السفياني

انتفض شعب الجنوب في2006م بثورة سلمية شعبية تحررية ضد الاحتلال اليمني الذي احتل الجنوب واستباحها في 1994م بعد فشل اتفاقية الوحدة التي قامت بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والذي بموجبها تم دمج الدولتين في دولة واحدة سميت الجمهورية اليمنية في 22مايو1999م .

 

 

ولكن الوحدة كانت فخ تم نصبة للإيقاع بدولة الجنوب والطريق التي مهدت لاحتلالها واستباحتها فارتمت الجنوب وشعبها في مستنقع هذا الفخ المليء بالآفات القبلية والإرهابية والعصابات الناهبة والمسترزقة التي لأتفهم من مشروع الوحدة شي سواء الغنائم والفوائد التي سيتم نهبها والاستيلاء عليها واغتصابها من الجنوب.

 

فانتفض شعب الجنوب من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا في ثورة سلمية حضارية كانت الشعلة الأولى التي استمد منها الربيع العربي وهجه في الدول العربية التي وصل إليها وهج هذا الربيع،، ثورة سلمية حضارية شهد لها الكثير من السياسيين والكتاب والمثقفين العرب والأجانب وشهدت لها الكثير من الشعوب..

 سبع سنوات من النضال السلمي رسم خلالها شعب الجنوب أروع الصور النضالية في عشرمليونيات ثورية تحررية أقامها في العاصمة عدن بالإضافة إلى المظاهرات الأسبوعية التي تنطلق في عواصم المحافظات الجنوبية الست وفي عواصم مديرياتها ومنها تلك المظاهرات التي يقيمها طلاب الجنوب كل يوم اثنين من كل أسبوع بما يسمى يوم الطالب الجنوبي تعبيرا عن الامتداد الثوري السلمي من الساحات والميادين إلى المدارس والجامعات في سلسلة نضالية ثورية استمدت من الآباء إلى الأبناء وخاصة بعد أن نالت المدارس والجامعات نصيبها من التهميش والتجهيل المتعمد الذي يمارسه الاحتلال اليمني بطريقة منظمة يهدف من خلالها إلى القضاء على مستقبل الأجيال التي يعول عليها بناء الوطن والمجتمع ونهضته وازدهاره .كما يطالب المشاركون بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية.

 

كما تقام المظاهرات السلمية اسبوعيآ كل يوم خميس تحت مسمى يوم الأسير الجنوبي يشارك فيها الآلاف من ابنا الجنوب في كل المحافظات الجنوبية وفي المديريات والمراكز و يرفع المشاركون صور الأسرى الجنوبيين الذين تمتلئ بهم معتقلات وزنازين الاحتلال اليمني فيردد المشاركون  الشعارات الثورية المطالبة بإطلاق سراحهم.وتطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية.

 ومع  زيادة الظلم واشتداد العنف المفرط الذي يستخدمه الاحتلال لقمع شعب الجنوب ونضالهم السلمي وارتفاع عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين قسريآ تم الإعلان عن تصعيد ثوري سلمي ينفذه شعب الجنوب لمواجهة همجية الاحتلال فكانت البداية بعصيان مدني حضاري طوعي ينفذ كل اثنين وأربعاء من كل أسبوع من السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا تغلق خلاله كافة المرافق الحكومية والمحلات التجارية..كما يتم غلق  المنافذ الحدودية التي تربط الجنوب المحتل بالعربية اليمنية وترفع خلالها  أعلام الجنوب وصور الشهداء والمعتقلين.

 وكل هذا يتم بطريقة سلمية حضارية تحررية على الرغم من همجية الاحتلال اليمني الذي يمارس كل همجيته وتخلفه في محاولة للقضاء على الثورة السلمية ومحاولا إجبار شعب الجنوب على تغيير نضالهم السلمي إلى نضال مسلح ،وعلى الرغم من العنف المفرط الذي يسقط عشرات الشهداء والجرحى بالرصاص الحي جراء هذه الهمجية التي أوصلت أعداد الشهداء والجرحى بالآلاف إلا إن شعب الجنوب صامد في نضاله السلمي الحضاري ولم يغير من طرق ووسائل نضاله لكي تتماشى مع شدة العنف المفرط الذي يمارسه تجاهه الاحتلال اليمني.

 

 

ولازالت الثورة السلمية مستمرة في الميادين والساحات ومصممة على تحقيق هدفها المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وبعد أن قطع شعب الجنوب شوطا طويلا في النضال السلمي وقدم ألاف الشهداء والجرحى وآلاف الأسرى نلاحظ البداية الأولى لدخول القبيلة الجنوبية على خط الثورة الجنوبية وذلك بعد اغتيال المقدم احمد بن حبريش مقدم الحموم ورئيس تحالف قبائل حضرموت بطريقة همجية على أيدي إحدى نقاط الاحتلال اليمني في حضرموت وبعد القرارات التي تم الاتفاق عليها في اجتماع الثلاثاء الذي حضرة خمسة عشر إلف مشارك من قبائل حضرموت والتي كانت عبارة عن إعلان ثوري قبيلي جنوبي يلزم قبائل حضرموت في إحدى فصولة بحمل السلاح وبداية لإعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال اليمني الذي استباح الأرض والعرض ونهب الأخضر واليابس ..وبداية الانطلاق من حضرموت لطرد الاحتلال وإسقاط حضرموت بيد قبائلها والتي يمكن اعتبارها بداية لإعلان الكفاح المسلح الذي سيعم كل محافظات الجنوب بحيث تتكفل كل محافظة بإسقاط محافظتها وطرد الاحتلال اليمني منها ..كما سيتم إنتاج قيادات وتحالفات قبلية بديلة لقيادات ومكونات الثورة السلمية.

 وهذا يأتي بعد أن تشعبت الثورة السلمية الشعبية ودخولها إنفاق مظلمة من خلافات وتباينات أرهقت الثورة وأدت إلى إطالة طريقها أنبئ بعجزها عن إسقاط الجنوب وطرد الاحتلال اليمني منة وإعلان فشل القيادات والكيانات السياسية التي ركبت الثورة السلمية منذ انطلاقها.

 فهل تحقق ثورة القبيلة ما لم تحقيقه الثورة السلمية الشعبية؟وهل ستكشف لنا الأيام القادمة عن تحالفات قبلية في بقية محافظات الجنوب على غرار ما نتوقع مشاهدته  في محافظة حضرموت تحمل السلاح وتعلن الكفاح المسلح وتحل محل الثورة السلمية ؟ وهل سيتحول الشهيد المقدم بن حبريش إلى بطل وقائد ثورة شعب الجنوب الثانية على غرار الشهيد راجح غالب لبوزة بطل وقائد ثورة شعب الجنوب الأولى؟>

 

 

أن الأيام القادمة ستكون أيام مصيرية وحاسمة بالنسبة للجنوب وشعب الجنوب أن استطاعت قبائل حضرموت تنفيذ قرارات اجتماعها الذي انعقد يوم الثلاثاء 10/12/2013م ستشهد الجنوب حراك قبليا ثوريا تحرريا يعم كل محافظات الجنوب المحتل الست يكون مرهونا بتحقيق قبائل حضرموت تقدما ثوريا على الأرض من خلال  إسقاط المحافظة بيد أبنائها ليديروا شئونهم وطرد الاحتلال اليمني منها والاستيلاء على حقول النفط والغاز وقطع طرق النهب والفيد وطرق المخدرات والخمور التي تسيرها العصابات اليمنية التي جعلت من حضرموت طريق لغنائهم الفاحش..وان غدا لناضرة قريب والأيام القادمة قادرة على الإجابة على كل التساؤلات..