fbpx
عرب 48

 

كتب | منصور صالح
من ابشع وأسوأ ما يردده بعض ممن يعتقدون أنهم يخدمون القضية الجنوبية ويعملون في سبيل الانتصار لها هو استخدامهم لمصطلح او لفظة (عرب 48) في اشارة الى أبناء الشمال الذين قطنوا الجنوب وعدن تحديدا قبل الاستقلال عن بريطانيا.
التسمية ممقوتة أولا لما فيها من روح عنصرية ،إذ لا يمكن ان يحدث في أي بلد في العالم ان يعيش أي شخص لأكثر من 60عاما ومع ذلك يأتي من يعتبره غريبا عن هذا البلد الذي ولد وترعرع فيه، بل ان في امريكا وبريطانيا والسويد وكل دول اروبا تمنح الجنسية لمن يعيش فيها لخمسة أعوام فقط.
ثانيا لمن لا يعرف ما المقصود بعرب الـ48 فهي التسمية الشائعة في العالم العربي للعرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (بحدود الخط الأخضر، أي خط الهدنة 1948، ما يعني ان من يعتبرون من قطنوا عدن في 48م هم عرب 48م أي ما يقابل الفلسطينيين فهو انما اعتبر الجنوب أو عدن اسرائيل، أي انها هي دولة الاحتلال وليست المحتلة وبأننا نحن اليهود وهؤلاء هم ضحايانا من العرب الفلسطينيين.
الفوضوية في تبني الشعارات النزقة أو تعزيز الوعي بمصطلحات لا ندرك معناها ،يسيء للقضية ولا يخدمها، كما يسيء للثقافة الجنوبية التي لا نفتى ان نفاخر بها أمام العالم وباننا شعب راقي ومتحضر في حين تبدو تصرفات بعضنا أكثر قربا للنزق والفوضوية ولا تمت بأدنى صلة للحضارة والثقافة والمدنية .
بناء جنوب جديد يحتاج الى ثقافة جديدة تنبذ التطرف، وتحترم حقوق المواطنة للجميع ، ومن يدفع به جهله لأن يضع نفسه في مقام اسرائيل فعليه ان يدرك ان اسرائيل ليست سوى سرطان في جسد الامة وعدن والجنوب لم ولن تكون أبدا سوى مدينة الحب والسلام، وتعايش الثقافات والحضارات والأديان.