fbpx
الصحفي الكويتي انور الرشيد يكتب عن مجزرة الضالع
شارك الخبر

 

قبل نوم ليل البارحة اطلعت على تغريدات المجتهد الذي اتابعه ولفت نظري تغريدة يذكر بها أن السعودية تعمل جاهدة لفصل الجنوب اليمني عن الشمال لكي تستطيع أن تحصل على منفذ بحري على بحر العرب في جنوب الجزيرة العربية استعاضة عن مضيق هرمز وأنها تتعامل مع علي عبدالله صالح ومشايخ حضرموت للدفع في انفصال الجنوب عن الشمال ، هذا الكلام يأتي في وقت يشتعل به الجنوب اليمني للمطالبة بالانفصال وعودة الوضع على ماكان عليه قبل الوحدة في الوقت الذي ولازال الشعب الجنوبي يتعرض لأبشع أنواع القتل والتدمير يوميا من اجل استقلاله عن الشمال الذي سيطر ونهب ثروات الجنوب ، ويضيف المجتهد في تغريداته بأن هناك تعاون بين البيض والسعودية لتحقيق ذلك الانفصال وهذا الكلام عاري عن الصحة جملة وتفصيلا لأني أنا شخصيا التقيت بعلي سالم البيض في بيروت الأسبوع ماقبل الماضي وكان يشكوا تجاهل دول الخليج لمعاناة شعب الجنوب وهذا ما لمسته أيضاً عندما أوصلت رسالة من اكاديميين من الجنوب للدكتور محمد الصباح وزير خارجية الكويت السابق وتم تجاهل هذه الرسالة ، ما يهمني هو حقيقة المجازر التي ترتكبها قوات الشمال في حق شعب الجنوب اليمني فيوم أمس ارتكبت قوات الشمال مجزرة حقيقية راح ضحيتها 14 مواطن جنوبي في الضالع اثناء إقامة مجلس عزاء والصور التي وثقت تلك المجزرة مرعبة لايمكن تخيل أن مجزرة بهذا الشكل يمكن أن ترتكبها سلطات بلد ضد مواطنيها ، لذلك ما قاله المجتهد يوم أمس ينقصه الدليل القاطع للتثبت من صحة من ماذكره بشأن دور السعودية بانفصال الجنوب عن الشمال ، الحقيقية اليوم هي أن شعب الجنوب يقتل بدم بارد وهي سياسية ضمن سياسات تتبع في مختلف الدول العربية التي اصبح بها القتل يومي وممنهج حتى أصبحنا نسمع عن القتل وكأنه امر طبيعي لا يستحق التوقف عنده في الوقت الذي تصر به الشعوب العربية على نيل حريتها من الاستبداد العربي العميق الذي خلق فصائل ارهابية باسم الدين والجهاد لتقتل الشعوب العربية في كل مكان وزمان ، يوم أمس اطلعت على فيديو احد المغفلين الذي وضعوه في شاحنة واتجه بها نحو مستشفى بحجة أن به قوات سورية ومن كان يصور كان يشرح ويكبر ويطلب أن يتقبله الله شهيدا ،لا افهم هذا الجهاد المتخلف الذي يسعى لتدمير حتى المستشفيات وبها مرضى وأطباء وممرضين وممرضات أي جهاد هذا الذي يتحدث عنه من يريد تدمير كل شيئ حتى المراكز الصحية !؟ المنطقة العربية لاشك بأنها تمر بمرحلة غاية بالخطورة والاستبداد العربي العميق استرد عافيته بعد الصدمة التي انتابته بعد تسارع سقوط الأنظمة الاستبدادية وما يقوم به اليوم في مختلف المجتمعات العربية ماهو إلا ارتداد حقيقي عن المكتسبات التي حققتها الشعوب العربية بالتحول من مجتمعات تحكمها نُظم استبدادية إلى مجتمعات وشعوب ولو لوهلة من الزمن اعتقدت بأنها انطلقت لفضاء الحرية والديمقراطية ، المرحلة الحالية واجزم باعتقادي هذا ستكون مرحلة انتقام من الشعوب العربية التي انتفضت ضد الاستبداد وها نحن نشاهد ما يحدث بمصر وسوريا والعراق وتونس واليمن المسكين الذي أدخلوه بمأساة حقيقية وإنسانية ، وبطبيعة الحال المتصدر للمشهد العربي اليوم هم الأنظمة الاستبدادية المتبقية وهي التي تدير اللعبة الغذرة والتيارات الدينية التي هي صنيعة تلك الأنظمة الاستبدادية فهذه التيارات هي من يقوم بالأدوار القذرة نيابة عن الأنظمة الاستبدادية فهي التي توصل رسالة قطع الرؤوس أن لم ترضخوا لنا وهي التي تفجر وتقتل باسم الدين ، وأجزم بأنهم يقومون نيابة عن أنظمة الاستبداد بكل الأعمال الغذرة مستندا على منطق حيث لايعقل أن يتجمع أوغاد باسم الدين والجهاد وأسلحة وتدريب وقتال دون أن يكون لديهم تمويل لتمويل هذه العمليات الإرهابية التي يقومون بها ، فهم بحاجة لغذاء وسلاح ومسكن وملبس كل ذلك يحتاج لتمويل كبير من المستحيل يغطيه تبرع هنا أو هناك أذن هناك من يمول تلك الجماعات الإرهابية ويدفع بها ويرتكب خطيئة افغانستان مرة اخرى ليرجع هؤلاء الملطخة أيديهم بالدماء لمجتمعاتهم ليمارسوا سفك الدماء كما حصل في التسعينيات من القرن الماضي

أخبار ذات صله