fbpx
نقطة نظام25 | إهداء قبلة الشهداء..ضالع الصمود

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نقطة نظام25

(الإهداء:إلى كهف الأباة.. قبلة الشهداء..ضالع الصمود)

 بقلم بسام فاضل 

مقدمة المقال:

سلام  من  صبا   بردى   أرق   ***   ودمع  لا  يكفكف  يا (……)

وذكرى  عن  خواطرها  لقلبي   ***   إليك    تلفت    أبدا     وخفق

وحولي   فتية    غر    صباح   ***   لهم في الفضل  غايات  وسبق

وبي  مما  رمتك  به   الليالي   ***   جراحات لها  في  القلب  عمق

على  لهواتهم   شعراء   لسن   ***   وفي  أعطافهم  خطباء   شدق

غمزت  إباءهم   حتى   تلظت   ***   أنوف  الأسد  واضطرم  المدق

وضج  من  الشكيمة  كل  حر   ***   أبي   من   أمية   فيه    عتق

سماؤك من حلى الماضي كتاب   ***   وأرضك من حلى  التاريخ  رق

 بنيت  الدولة   الكبرى   وملكا   ***   غبار   حضارتيه    لا    يشق

 برزن وفي  نواحي  الأيك  نار   ***   وخلف   الأيك   أفراخ    تزق

إذا رمن  السلامة  من  طريق   ***   أتت  من  دونه  للموت  طرق

بليل      للقذائف      والمنايا   ***   وراء  سمائه  خطف   وصعق

وللمستعمرين    وإن    لانوا   ***   قلوب   كالحجارة    لا    ترق

رماك  بطيشه  ورمى (…..)   ***   أخو  حرب  به  صلف  وحمق

دم   الثوار    تعرفه  (……)   ***   وتعلم    أنه     نور     وحق

جرى  في  أرضها  فيه   حياة   ***   كمنهل  السماء   وفيه   رزق

بلاد    مات    فتيتها     لتحيى   ***   وزالوا   دون   قومهم   ليبقوا

وحررت  الشعوب  على  قناها   ***   فكيف   على   قناها   تسترق

وكم  صيد  بدا  لك  من   ذليل   ***   كما مالت من المصلوب  عنق

نصحت  ونحن  مختلفون  دارا   ***   ولكن  كلنا  في   الهم   شرق

ويجمعنا   إذا   اختلفت    بلاد   ***   بيان   غير   مختلف    ونطق

وقفتم  بين   موت   أو   حياة   ***   فإن رمتم نعيم  الدهر  فاشقوا

وللأوطان  في   دم   كل   حر   ***   يد   سلفت    ودين    مستحق

ومن  يسقى  ويشرب  بالمنايا   ***   إذا الأحرار  لم  يسقوا  ويسقوا

ففي   القتلى    لأجيال    حياة   ***   وفي الأسرى فدى  لهم  وعتق

وللحرية     الحمراء      باب   ***   بكل    يد     مضرجة     يدق

                                       (الشاعراحمدشوقي )

جرت العادة  منذ قديم الزمن توقير وتبجيل وتقديس الأوطان, والدفاع عن حريتها والذود عن حماها واجب وشرف قلمــــــا يناله الإنسان ويجد ألفرصه المناسبة للظفر به.

 والانتصار لحريتها وتحررها من كل غاز ومتجبر ومـــــحتل أرقى مراتب الوطنية والشــــــــــــــــرف ولذلك يرتقى أولئك المـــــــــــــجاهدون والمناضلون في سبيل دحر الاحتلال عن أوطانهم وتحررها من كل من وطئت إقدامهم عنوة تحت القوه أراضيها .

وفي المقابل فان كل من يثبت تواطئه وتعاونه مع كل مــــــن يسئ للأوطان فانه مذموم مكروه ,ويندرج في هذا الإطار كل من ساعد وساهم في جلب العار لوطنه وهيئ اجتياح الغزاة لبلدانهم ونعتتهم الشعوب وساكنيها بأشد الألفاظ منها الخيانة التي تأتي مـــــراتب وأعلاها الخيانة العظمى .(وقديما قال هتلر  بحق من ساعدوه في احتلال بلدانه أحقراناس الذين  ساعدوني على احتلال أوطانهم ).

لان فـــــي هذا الموضوع نظر لما تسببه من عذابات للشعب الواقع تحت الاحتلال ويكون هـــــنا تباين كبير بين مواطنيه من الصعوبة بمكان تقريب الفوارق والصفح عـــــن جريمة من هذا القبيل ولأنها تضل عواقبها وتبعاتها لزمن وتأثر في النفس البشرية علـــــــى مر العصور تتناقل جيل بعد جيل وتأثيرها يكون فـــــــي ما يلصق في الشعوب وأيضا تضل تورق المتسبب الذي وقع تحت هذه المحنه السيئة .

في حقيقة الأمر تظل الأوطان غطاء وملجئ لا يمكن أن تتخلى عن أبنائها وحضنا دافئ يضمد جراحات الأبناء وتذكر تلك الوشائج التي اجتمعوا في ضلها على حد تعبير المثل القائل إذا كرهت أخيك فتذكر محاسنه ,لأجل أن تلتمس له عذرا .

إلا أن الوطن وكل أبنائه لا يمكن أن يغفر والخيانة التي ترتكب في حق كتغليب الغازي المحتل على أبنائه فمن الممكن أن يسامح في نهب لمال عام ومن الممكن أن تسمح  في قتال بين أسره مــــــن رواسب ألجاهليه والخلافات ألسياسيه إلا أن فــــــــي قضية كقضية الخيانة والعمالة من عظمتها بحيث تترك أثرها علــــــى مستقبل الأوطان والأجيال وتتسبب في مساوئ كثيرة عـــــــرفتها البشرية وتناقلت ذمها وسماتها المقيتة وكيف تبلدت شعوب بـــــعد ازدهار جراء ذلك .

كانت حكومة فيشي في فرنسا مثال لتواطؤ قلة من  الفرنسيين مع هتلر والنازية الألمانية وتلك المآثم التي ارتكبتها في حـــق وطنها وكانت دليلا للغازي ونفور عامه المجتمع من فعلها وركنهم إلــى المقاومة سبيلا لطرد الاحتلال النازي ومن تواطأ معهم والويلات التي ترتبت بعد رحيل الاحتلال .

حقيقة أخرى أناس ينفر ويلوم مـــــــن ينطق بهذه الألفاظ كالعمالة والخيانة ولا كننا في مقام كهذا وقد بلغ الحال مبلغا وانكا الاحتلال جراحات لم تندمل وتضمد دون رحيله وغرس مخالبه حتى وصلت الكبد, لابد من المصارحة فهذا منطق ليس من صنيع الجنوبيين لكنه صنعة قديمه أملاها الوقع التي عاشت فيه شعوب استعبده واحتلت وكانت من الأهمية أن يكون الميزان مقام لأجل تحررها .

وتساؤل أخر كيف تحررت الشعوب من دون أن تقيم الحد على محتليها والمتعاونين معه وكيف رجحت كفة محرريها ومن ارتضوا  فدائها ولم يساءلوا عن سلطه ومغنم وإلا كان الكل في مقياس واحد وتساوى الفاسد مع الشريف والخائن مع الفدائي ووووو.

اعلم أن هذا الكلام فيه نوع من الألم ولكنها حقيقة لابد من الوقوف فوقها ومن دونها سنضل نترنح من نطيح اللوم والخوف من كلمات كهذه ويضل الوطن محتل للغزاة أسيرا للمتواطئين.

لنمضي إلى هبتنا وثورتنا ولا يشغلنا ما أصابنا على ما ننشده طالما الجزاء من جنس العمل والختام إلى طريق أتى منها المعربد الغاشم أن يسرت له وختامنا مسك وختام شهدائنا رياض ألجنه  .

فان كنت قد أصبت فمن الله وان أخطئت فمـــــــن نفسي فأعينوني عليها .

بسام فاضل 28-12-2013م