fbpx
شبابنا هم همّنا الكبير بقلم / حسين صالح غالب السعدي
شارك الخبر
شبابنا هم همّنا الكبير بقلم  / حسين صالح غالب السعدي
حسين صالح غالب السعدي الصورة الحديثة

مرحلة الشباب هي مرحلة القوة والفتوة والنشاط ، فإذا أستغلها الشاب الاستغلال الأمثل حضي وأدرك ونال مالا يمكن أن يحظى به أو يدركه أو يناله في غير هذا السن ، وإن لم يستغلها الاستغلال السليم سوف يُسأل عنه كما جاء في الحديث الصحيح : ( …. وعن شبابه فيما أبلاه ؟

فتأمل أنه أول ما يُسأل عن العمر كله فيما أفناه وذلك لأهميته في حياة المسلم .

وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم : ( اغتنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك …. ) يُسأل عن الشباب خاصة فقد رتب الله لمن نشاء في طاعة الله في سن الشباب أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما عند البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ … وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ …. )  .

فمما يؤسف له نرى واقع تجلى وظهر في القلة من شبابنا من لا همّ له إلا أذية الناس بأنواع من الأذى مع الأسف الشديد ، فقد ظهرت على بعضهم بعض المنكرات العقدية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية وغيرها مثل تعاطي المخدرات ، واللف والدوران والفهلوات والسرقات والتقطعات في الأماكن العامة والخاصة للناس وابتزاز خلق الله ثم البعد عن الصلوات والقيام لها ، فمسئوليتنا جميعا من الأب والأم والمدرس والخطيب والكاتب والمربي في القيام بالتوجيه والتحذير من الفلتان المقيت خصوصا بعد أن فقدت الدولة مصداقيتها أمام المجتمع في تحمّل مسئولياتها وسيطرعليها مجموعة من المتنفذين أعداء الدين فعلينا جميعا كمجتمع خارج عن نطاق الدولة الهشة هو أن نوجه شبابنا على دراسة سيرة شباب الصحابة وكيف كانت تربيتهم التربية السليمة وكيف أنهم فعلوا العجائب في العلم والجهاد والعبادة !! ليستفيدوا منها .

كما أننا نطالب شبابنا أن لا يستسلموا للواقع المرير الذي نعيشه هذه الأيام من التربية الخاطئة للمجتمع ويجب أن يعلموا أنهم يتحملون نصيب وافر من المسئولية في انتشال أنفسهم والمجتمع ككل من التبعية السيئة للعادات الدخيلة التي أضرت بمجتمعنا والعودة الحقيقية والتعلق بالله سبحانه وتعالى ، خصوصاً إذا عرفنا أن الشباب يمتلكون قدرات عظيمة يمكن أن توظف التوظيف الصحيح لما ينفعهم والبدائل والوسائل السليمة التي تخدم الشباب كثيرة ومتنوعة إذا كانت الهمة عالية عند الشباب منها ، تنظيم الشاب لبيته ثم لمكتبه ومسجده ومدرسته وشارعه والحي الذي يعيش فيه وتنظيم أوقاته والبحث عن عمل يساعده على تقويم نفسه التقويم السليم مع المحافظة على العلوم الشرعية والإلمام ولو جزء منها وكذلك الدخول في دورات علمية مفيدة مثل دراسة اللغات والحاسوب والبحث عن الشلة الصالحة التي تعينه على إصلاح نفسه ومجتمعه والقيام بدور الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والذود عن الكرامة عند أن تنتهك ولكن بعد الدراسة المستفيضة عن الأحكام الشرعية عند أي عمل حتى لا يقع الشاب في براثن الخطأ الشرعي فيتحول عمله من إصلاح إلى إفساد والعياذ بالله ، لأنه لا يمكن لشاب مثلاً أن يدافع عن الأرض والكرامة وهو لا يصلي !!! فلو قدر الله أن قُتل أو قَتل كيف يكون مصيره وهو لا يصلي ؟!!! وما هو الحكم الشرعي لعمله الذي يقوم به ؟ فلينتبه لمثل هذه الأمور المهمة ، فلابد من معرفة الأولويات التي يجب على الجميع معرفتها وهي [ الحكم الشرعي ] لكل عمل يقوم به الإنسان قبل أن يقدم عليه .

إن الشباب هم محط آمال كل أمة من أمم الأرض سواء كانت مسلمة أم كافرة متطورة أو غير متطورة قديمة أو حديثة ، ولذلك فأن كل أمة تضع في أولويات اهتماماتها العناية بالشباب والتركيز على كل ما من شأنه إصلاح الشباب والاستفادة من قدراتهم ، وهذا الهدف هو هدف مشترك بين كل أمم الأرض أما أمتنا فإنها تتميز عن كل أمم الأرض بأنها إلى جانب ذلك كله بل قبل ذلك كله تهتم بكل ما من شأنه فوز الشباب بجنة عرضها السموات والأرض والنجاة من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى عياذاً بالله من ذلك ، فحثهم ربهم سبحانه وتعالى على طاعته وتقواه وحذرهم سبحانه عن كل ما يوصلهم إلى معصيته والوقوع فيما يسخطه ويأباه .

نسأل الله أن يصلحنا جميعا ويصلح شباب المسلمين وأن يوفقهم جميعاً لما يحبه ويرضاه وأن وأن يخرجنا من هذا الحال الذي نحن فيه إلى أحسن حال ،،

والحمد لله رب العالمين . 

أخبار ذات صله