fbpx
الثورة مقاومة وبناء : وعدالة اهدافها لا تكفي لانتصارها.. بقلم :فكري بن سهيل
شارك الخبر
الثورة مقاومة وبناء : وعدالة اهدافها لا تكفي لانتصارها.. بقلم :فكري بن سهيل

 

الثورة في مفاهيمها ومظاهرها واهدافها تجسد قيم انسانية نبيلة , والثورة توعية وتنوير واصلاح وبناء وتنمية , والثورة ايضاً فعل وتأثير ايجابي يهدف تحقيق الصالح العام للشعب والوطن , وللثورة ابعاد وطنية وانسانية ومقومات تبني عليها دعائم الانتصار , فالايمان بالثورة والارتباط بها وجدانياً وسلوكياً والتضحية من اجل تحقيق اهدافها يجب ان يجسده كل فرد مؤمن بالثورة وعليه ان يتخلق باخلاقيات الثورة فالثائر على الظلم والاحتلال لا يمكن ان يكون ظالماً ولا فاسداً ولا كذاباً ولا طعاناً , ان السلوكيات والممارسات الخاطئة والتجاوزات هي الوجه الآخر للاحتلال لان الثورة لايوجد لها وجه قبيح وهذا الذي يجب ان نعلمه جيداً ونحذر منه ونحصن ثورتنا من اخطاره . ان الثورة التي لا تحقق تأثير ايجابي على الارض تظل مجرد انفعالات عاطفية مهما كانت تضحياتها الجسيمة وان كانت لها مدلولاتها الوطنية النبيلة فالثورة ترتبط معاييرها بمدى تحقيق اهدافها او على الاقل وجود تخطيط وتنظيم وفعل يسعى لتحقيق الاهداف وليس شعارات فقط والبناء التدريجي لانتصار الثورة يبدأ من تأثير وعي الثورة على مختلف مظاهر حياة المجتمع من خلال الالتزام بقيمها ومبادئها ويكون هذا الالتزام نواة الترابط المجتمعي والشعبي الذي يؤدي الى ايجاد مشاركة شعبية تدعم مسيرة الثورة وتقطع الطريق على تحريف الوعي الشعبي وتقضي على الصراعات والخلافات والمشكلات التي يعاني منها المجتمع وهنا تكمن اهمية فعالية الجانب الوجداني في الثورة لتحقيق اصطفاف وطني يمهد الطريق امام انتصار الثوره . لعل ابرز ماتفوق فيه الاحتلال على ثورتنا السلمية هو استغلاله لجهل البعض بقيمة الثورة واندفاعهم لتغليب مصالحهم وارائهم فعمل على تغذية هذا السلوك من خلال سياسات اسهبنا في التحذير منها ولكن للأسف تأثير هذه السياسة الاحتلالية مازال في توسع وما ساعد على ذلك هي الممارسات والتصرفات الاستحمارية ( واعتذر عن هذا اللفظ ) التي يقوم بها البعض عبر وسائل مختلفة ومتعددة , وعلينا ان نعي بان وسائل اخماد واخضاع الثورة والقضاء عليها لا تقتصر على الجانب العسكري والسياسي بل هناك الحرب الباردة وهي الاخطر وتتمثل في الغزو الفكري ونشر الاشاعات وحرف السلوكيات واختراق الصفوف وكل هذه من اساليب حرب الاستخبارات وتهدف الى تشتيت الصف الجنوبي ونزع ثقة الشعب بمن يشكل خطراً على الاحتلال وتغذية الصراعات والتباينات واقل ما تحققه هذه السياسة هو كشف وجه الثورة امام الاحتلال مما يسهل له القضاء عليها من خلال وضع خططه وسياساته وإستراتيجيته وفق اساليب ممنهجه يستمدها من الحالة العامة للثورة وما تعانية من نقاط ضعف . هناك فهم خاطىء للثورة عند بعض المصنفين على الثورة ساهم في تحجيم دورها وتأثيرها وان كانت لدى البعض منهم نوايا طيبة واخلاص للثورة ولكن كل ذلك لا يكفي , ولا افهم كيف يعتقد البعض ان مفهوم التحرير يقصد به طرد الاحتلال من المساحة الجغرافية للجنوب فقط فالتحرير اعمق من هذا المفهوم السطحي فهو الى جانب ذلك يهدف الى تحرير الانسان اخلاقاً وسلوكاً وانتماء وبناء الوعي الوطني بما يساعد على ايجاد تنمية فعالة تساهم في تطور مستقبل دولة التحرير سياسياً واقتصادياً وثقافياً وادارياً واجتماعياً , وهذا التطور توضع اساساته في مراحل النضال حتى لا تتمخض الثورة عن مولود قاصر لا يستطيع الصمود ومواجهة التحديات فالثورة تهدف بالأساس الى رخاء الشعب وتوفير حياة كريمة آمنة لكل افراده , والاخطر من الاحتلال الجغرافي والسياسي وهو الاحتلال الفكري والأخلاقي والثقافي لان الاحتلال السياسي والجغرافي ينتهي برحيل الاحتلال اما الاحتلال الفكري والأخلاقي سيبقى متمرس في سلوكياتنا وحياتنا وثقافتنا مما يؤثر على مستقبل دولة الجنوب المستقلة ويعرضها للخطر , تحقيق المثالية الكاملة من المستحيل ولكن على الاقل نوفر الحد الادنى من ما يتناسب مع قيم الثورة ومثلها العليا حتى لا نندم . لا يكفي ان نراهن على مشروعية وعدالة قضية الثورة وأهدافها لتحقيق الانتصار ولكن علينا ان نتوكل على الله ونجتهد في طاعته وان نتخلص من شرور انفسنا ونخلص العمل وان نجعل الثورة طريقنا الذي يوصلنا الى المستقبل المشرق ان شاء الله وان نجتهد في سبيل ذلك ونضحي ونحصن الثورة من مؤامرات اعدائها بتماسكنا وتلاحمنا وإخلاصنا للوطن وان نسخر كل الامكانات المتاحة لدعم الثورة وليس لخدمة الاحتلال وتنفيذ سياساته والنضال مقاومة وفكر وتضحية فليسهم كل منا بدوره ولنكمل بعضنا بعضاً وان نبدأ بوقف حالة الاحتقان التي تغذيها سياسات الاحتلال والأجندة الممولة والنزعات المناطقية والأهواء والعقليات المتخلفة , فلا تنتصر الثورة الا اذا كنا في صفها وليس في صفوف اعدائها بوعي او بدون وعي . اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .

أخبار ذات صله