fbpx
من بين حطام الألم

 

كتب : رائد الجحافي

ازلام عتمة الليل يمرقون خفية في قذارة التاريخ، يعلن الفجر لقد آن الأوان أن تمسحوا عفن بؤسهم المنفوش، أنهم ثلة جاءت إلينا ذات أيار ملعون، قدموا يحملون تابوتهم ليعودوا محملين بحلمنا المحبوس، ليتهم عادوا من حيث جاءوا لكنهم ظلوا جاثمين على أرضنا يعبدون لحظات استراق ما تبقى من حلم الصغار أطفالنا القادمون إلى اللاشيء، غدا سيكبر الصغار، ولقمتهم ترفث في حلوق أولئك العابثون اللصوص، أنه الظلام الرابض في اقبيتنا والفجر المختبي، ينتظر لحظة القدوم ولو سرا ليداعب الحلم الجديد، الفجر ومخاض لحظة ميلاد نور غدنا المكبوت في رحم التروي، الانتظار يوغل فينا فاجعته، وعلى غير هدي تمضي مآقينا دهشة التباطؤ لتلقي اوزارهم، تنبري مرايا العبث وخراب بقاياهم حيث الجرم يمتزج بشيطانية ذات الروح الشريرة المخبوئة في ثنايا واحراش نتؤءات اكلة لحوم البشر، سيمضوا ذات وقت قريب وسيخلفون مساحة اثرهم بوح مكان مظلم سوداوي الهيئة لزوجة حطام محتوياته تنذر بوباء من نوع آخر نادر، ورائحته مزيج انبعاث عفن نشأة أولئك الغزاة الذين تأكسدت نواياهم بخبث الخديعة ووحشية الجبن، سيرحلون يلفهم العهر ويحتويهم ترهل قبحهم، سترافق ذكراهم أصل الرذيلة، فهم القادمين من نشأة الانحطاط، واستثناء سيتوقف التاريخ ليؤمن صبحنا بأن هذه البراعم والصغار الذين يسوقون بؤسهم اليوم غدا سينعمون بمعبد الحلم الجميل، وسيصبح الغد وطنا يرتديه شموخ ذكرى أولئك الشهداء، الذين سقوا بدمائهم تربة الجنوب.