fbpx
لعمليات القيصرية التي تعرض لها حوار اليمن أدت الى وفاة الجنين

 كتب : عبد الله ناجي راشد بن شملان

كان اليمنيون ومعهم العالم يتوقع من الحوار الوطني الشامل في اليمن اخراج اليمن من ازمتها ودلفها الى مرحلة جديدة من التوفق والوئام وبنا الدولة اليمنية الحديثة، غير ان المبادرة الخليجية التي بني على اساسها ذلك الحوار والتي وضعها اساسا ووافق عليها بعد تعديلاتها اقطاب الحكم السابقة والمتصارعة في اليمن وعلى راسها الرئيس السابق على عبد الله صالح.
المبادرة في اول خطاء استراتيجي لهاهو تجاهل قضية شعب الجنوب كقضية محورية سياسيه تمتد جذورها الى العام 1994م والتي لها توثيقاته في مجلس الامن تظمنتها قراراته رقم 924ن932للعام 94م. والخاصة بعودة الطرفين الى الحوار وعدم جواز الوحدة بالقوة، غير ان المبادرة قد سارة وفقا لسياسة الامر الواقع والمفروض على الجنوب بالقوة العسكرية وحاولت المبادرة تضمينها على استحياء في اللائحة التنفيذية للمبادرة ،لغرض ادخال الجنوبيين في الحوار وشرعنة أي نتائج يخرج بها الحوار
وايمانا بالحوار كمبداء امثل لحل القضايا السياسية في عالمنا المعاصر شارك احد مكونات الحراك الجنوبي السلمي في الحوار وهو مكون مؤتمر شعب الجنوب برئاسة محمد علي احمد اثباتا لقناعة الجنوبيين بالحوار وفقا لمبداءالسقوف المفتوحة المتفق عليها مع ممثل الامين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر والتي كانت ضمن الشروط لمشاركة الجنوبيين في الحوار والتي سلمت له اثنا المقابلة به في مطار عدن الدولي بحضور عدد من مكونات الحراك السلمي الجنوبي وتم التأكيد على هذا المبداء من قبل رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الرئيس عبدربه منصور هادي في افتتاح الجلسة الاولى للمؤتمر حين قال ليس هناك أي سقوف محددة للحوار 
وانطلاقا من هذا الاتفاق قدم مكون الحراك المشارك في المؤتمر رؤيته للحل العادل للقضية الجنوبية والمتمثل بالحرية والاستقلال وتقرير المصير لشعب الجنوب من خلال الرؤية التي قدمها بطريقة قانونية وعلميه تجاوزه كل الرؤءااالمقدمة الى المؤتمر التي تفتقد الى المنطقية والموضوعية بإشهاد الكثير من الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر والرقابة عليه .
دون شك ان مكون الحراك بحكم عدالة قضيته استطاع ان يسيطر على مشهد الحوار بفعالية عالية خلال الجلسة العامة الاولى للمؤتمر وان يوصل كل الاطراف الى الاعتراف بان الوحدة قد اجهضتها الحرب واوصلهم الى الاعتراف بادانة الحرب الظالمة على الجنوب وما ترتب عنها من مظالم ضد الجنوبيين وتمت الموافقة بالاجماع على ضرورة الاسراع بتنفيذ النقاط العشرين التي كان يفترض تنفيذها قبل بدء المؤتمر لطمأنه الجنوبين ودفعهم للمشاركة في الحوار رغم ان هناك اغلبية من المكونات الجنوبيه يرفضون الحوار وفق اتجاهات المبادرة الخليجية ، وتمت الموافقة ايضا في الجلسة الختامية الاولى على الموافقة على اضافة 11 نفطة خاصة بالجنوب باجماع كل المكونات ودخلتن ضمن قرارات المؤتمر وتحقق ايضا الاتفاق على مبداء الندية في الحوار من خلال لجنة القضية الجنوبية والمتمثلة بلجنة 16) 8 من الشمال و8 من الجنوب وقد بدأت اللجنة فعليا بمناقشة اتجاه الفيدرالية من اقليميين واتجاهات المناصفه في السلطة والثروة بين الشمال والجنوب مع حق الارادة الشعبية في التعبير عن ذاتها على مختلف المستويات بعد ان تحفظ الشماليون على النص الصريح بحق تقرير المصير ،
غير انه بعد ان قطع الحوار شوطا في هذا المضمار استشعرت القوى المتنفذة في الشمال من ان الجنوبيين قد بدأوا فعليا في السير الصحيح لاستعادة دولتهم سلميا فما كان منها الى ان بدأت تثير الاعتراضات على لجنة 16 وتحاول تسميتها باللجنة المصغرة وعدم اعترافها بالندية بين الشمال والجنوب ونتيجة للموقف الثابت لمؤتمر شعب الجنوب وعدم خضوعه لأي ابتزاز يضر بالقضية الجنوبية بداء التآمر المكشوف على مكون مؤتمر شعب الجنوب بعد ان علق المكون مشاركته في المؤتمر لعدة اسابيع تم محاولة ايجاد البديل لهذا المكون من بعض القوى الجنوبية الجاهزة للاييجار بالدفع المسبق والمؤجل غير ان مؤتمر شعب الجنوب بعودته الى الحوار قطع على تلك القوى المحاولات الياسة للحوار باسمه لتمثيل شعب الجنوب .
ولعدم تنفيذ النقاط العشرين وغيره من النقاط 11 ومحاولة ممثلي المؤتمر الشعبي العام عرقلة سير الحوار في لجنة 8،8 اضطر مكون الحراك الى تعليق مشاركته في الحوار لمدة شهر كامل فما كان من تلك القوى وللأسف في ضل مباركة رئاسة المؤتمر وامانته العامه الى خلق اسطوانة الاقليم الشرقي بهدف ثني الجنوبيين على مشروع الاقليمين
وامام تصدي الحراك لهذه المؤامرة فما كان من رئاسة مؤتمر الحوار وامانته العامه الا المطالبة باستبدال 3 من اعضاء مكون الحراك في لجنة الثمانية واستبدالهم باخرين وذلك في تحدي سافر للتدخل في مكون الحراك ويخالف كليا الانظمة والاعراف واللوائح الداخلية للمؤتمر ،
عند رفض مكون الحراك لاي ابتزاز حاولت الاطراف النافذة في المؤتمر الشعبي العام والاصلاح ورئاسة المؤتمر وامانته العامة ان تعقد الجلسة الختامية الثالثة دون ان يكون هناك أي حل للقضية الجنوبية ومحاولة تاجيلها وهناك عدد من اللجان لم تكمل تقاريرها ولا يجوز عقد جلسة ختامية قبل استكمال اعمال مختلف اللجان وفق اللائحة الداخلية للمؤتمر ، ولكن رئاسة المؤتمر وراعيي المؤتمر واصحاب المبادرة يريدون النجاح لهم وان كان غلى حساب القضايا العادلة للأخرين غير ان مكون الحراك وانصار الله استطاعوا افشال هذه المحاولة 
لم يمكن بوسع تلك القوى اليائسة والمسيطرة على المشهد والتي تحاول من خلال المؤتمر انتاج نفسها من جديد الى ان تتعدى حدودها وتتجاوز منظومة واخلاقيات الحوار الى تفريخ مكون الحراك وتفتيته واضافة ناس اخرين للتفاوض باسم مكون مؤتمر شعب الجنوب ،وامام مثل ذلك الصلف المتهور ما كان امام ةمؤتمر شعب الجنوب الا اعلان الانسحاب المبرر الذي تضمنه بيان الانسحاب محذرا من ان أي قوى تتحدث باسم شعب الجنوب لم تمت له باي صلة كانت ويحملها المسؤولية التاريخية امام الشعب والوطن 
التعثر المستمر للحوار الوطني وعدم ولادته الطبيعية في وقته المحدد حذا بالقائمين عليه الى اجراء عدة عمليات قيصريه لولادة مخرجاته ولكنها رغم ذلك بإعلانها انهى اعمال المؤتمر واختتامه تكون رئاسة المؤتمر والراعين له قد تسببوا في موت الجنين ليعلنوا موت الجنين وبقى الام على الحياة ،فليس هناك أي مخرجات طالما ظلت القوى الحاكمة هي نفسها وهي من تنفذ المخرجات وهي الضمانات وهي دولة المستقبل الدولة اليمنية الحديثة أي مستقبل….. واي حديثة انها القديمه بعينها بشحمها ولحمها 
انها فضيحة الحوار الوطني اليمني والايام القادمة كفيلة بإظهار الواقع بتجلياته الكارثية لحقيقية
 
                                                                  عبد الله ناجي راشد بن شملان
                                                            عضو مؤتمر الحوار الوطني المنسحب  من الحوارضمن مكون الحراك