fbpx
الضالع شهيد يأتي وشهيد يرحل

 

كتب/ رائد الجحافي
أضحى المشهد اليومي في الضالع شبه مألوف، صبح كل يوم يتجمع الآلاف أمام بوابة مستشفى النصر بمدينة الضالع استعدادا لتشييع جثمان شهيد واحيانا عدة جثاميين، وما يكاد يمضي اليوم حتى تستقبل ثلاجة المستشفى شهيد او عدة شهداء آخرين، لم تكن الضالع ساحة معركة حتى يصبح احتمال سقوط المزيد من الشهداء أمر وارد، فغالبية الضحايا هم من الأطفال والنساء، هناك اسرة بكاملها قضت بتدمير منزلها على رؤوس افراد الاسرة، وهنا طفل لفظ آخر انفاسه بقذائف دبابة أطلقها جنود الاحتلال عند قصفهم المعتاد بصورة عشوائية لقرى الأهالي في الضالع، فوحدات الجيش المتمركزة في الضالع تتعامل بكل وحشية مع الجميع حيث تمارس ارهابها على السكان، لكن آن لها تحقيق مرادها والجميع يزداد صلابة وصمود، الأطفال يشرعون عقب كل قصف لمناطقهم بالتجمع وحمل رايات الجنوب وترديد الشعارات المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب، بينما تصطف النسوة أمام مواكب تشييع الشهداء لترديد الزغاريد، والجميع يحملون على اكفهم أكفانهم فلعل من يخرج لا يعود ثانية إلى بيته، المجازر تتجدد والدماء لم يجف نبعها، والضالع تنزف لكنها تزداد صلابة وتحدي، لا وجود لمفردات الاستسلام في قاموص حياتها، هكذا عهدناها تمنح الجنوب تضحيات وتضحيات، لكن ثمة من يصرخ متسائلا، ترى أولئك الذين يستخدمون جنوبيتهم للبحث عن مشاريع منتقصة، أين يقفون من هذه الدماء والمجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال اليمني؟ ألم يدكوا بعد أنهم يغردون خارج السرب وأن الدماء المسفوكة ليس ثمنها ما يبحثون عنه من وهم، وأن شعب الجنوب لم ولن يقبل بأي مشاريع منتقصة، فالأستقلال لا سواه هو مطلب شرعي لهذا الشعب الذيلن يتراجع ولو كلفه ذلك كل حياته.. فهل تعقلون؟