fbpx
أخوان ماركس ونافورة الرئيس علي ناصر محمد

كتب علي شايف الحريري

 أزمة القيادة التي يعاني منها الجنوب ليست وليدة اللحظة بل منذ الاستقلال الأول من بريطانيا بعد ان استولت الجبهة القومية على الحكم وابتدأت بتصفية المناضلين ومطاردة رجالات الجنوب العربي الذي استماتوا ضد يمننة الجنوب العربي ورفضوا إشراك المستوطنين اليمنيين في مرافق الدولة ..

 

غير ان العقول الخاوية في الجبهة القومية سلمت مفاصل الدولة الحساسة الى المستوطنين اليمنيين ومنها وزارة امن الدولة المخابرات ” وضل الشرجبي يعبث برؤوس أحرار الجنوب دون ان يجروا أحدا على ردعه بل كان يبث في قلوب الرفاق الذين نصبوه الرعب ..

 

كنا يوم في مجلس أحدى قيادات دولة الجنوب السابقة ,, وكنا نحملهم مسؤولية التوقيع على الوحدة  سألته , طيب أنت كنت في منصب كبير وبيدك ان ترفض ؟؟. أفصح لنا انه لم يكن يستطيع ان يعترض  لان هناك لوبي يمني في جسد الدولة سوف يقوم بتخلص منه أن قال لا أو عارض.

 

والى ألان لازلنا نعاني من ارث فكري جثم على الجنوب وثقافة دخليه على مجتمعنا الجنوبي فكر إقصائي اشتراكي  مات في عقر داره روسيا.

 

وهنا حكاية سوف اسردها لكم حصلت في عهد الرئيس علي ناصر محمد قصة تدل على خواء تلك العقول والقصة بحد ذاتها مسلية  ..

كان في مهندس  من محافظة عدن ” عدني” وأهل عدن معروفين بطيبتهم أكمل دراسته في الخارج  مهندس وعاد الى عدن كتلة من الحماس يريد أن يقدم خدمه للبلد وكانت فكرة إنشاء ” نافورة”  هي المسيطرة على تفكيره .

 

حاول تقديم طلب السماح له بعمل نافورة في أي جولة توافق عليها السلطة غير أن مقترحه لقي رفض واستنكار من الرفاق ” ايش هي هذه النافورة نحن دوله اشتراكية , ولأكن صاحبنا المهندس لم يكل ولم يمل..

وفي يوم التقى صدفة بالرئيس علي ناصر محمد في الفتح , صاحبنا مسك بالرئيس علي ناصر  وحط له فكرة النافورة  وكلنا نعلم ان الرئيس علي ناصر كان أكثر انفتاح وتفكير بين الرفاق والجميع يشهد له بذلك وهذا سبب كافي دفع بالرفاق الى تضييق الخناق عليه لإزاحته من الطريق …

 

وافق علي ناصر على الفكرة وأعطاه التسهيلات والتوجيهات للعمل  وتم عمل نافورة في جولة كالتكس ..

 

وذات صباح اشتراكي يقرح قريح في عدن  مرالرفاق من جولة كالتكس وتفاجئوا بنافورة تضخ ماء من الأعلى الى الأسفل   واحد يقول هذه ضد الوطن عمل امبريالي رجعي واحد يقول في أجهزة تنصت على الدولة تحت النافورة والثاني يقول أمريكا وإسرائيل لها يد ,,

 

 المهم استدعوا المهندس للجنة المركزية جاء الرجال ينتفض من ألفجعه قال لهم ياجماعة الخير هذه نافورة مافيها أي أجهزه تنصت  تضخ ماء من اسفل الى اعلى  مافي أي تكلفة ” بوزة” ماء انا جبتها على حسابي وفتشوها مافيها شي أجهزت تنصت .

.

الرفاق  كانوا في ضيقة بعد قليل السفير الروسي سوف يمر بسيارته من جولة كالتكس  ماذا سيقولون له عندما يسألهم عن النافورة الذي في الجولة ولاتعلم عنها  والدتهم روسيا شياً !!!

 

هذه قصه من حياة عاشها شعبنا لمدة 30 عام تحت قيادة خاوية كلها ساهمت في تعبئة شعبنا تعبئه خاطئة وحشوه بشعارات قوميه وهميه كاذبة وتم تتويج هذه الشعارات عام 90 حينما تم إلقائنا جميع في هذه الوحلة التي ندفع دماء خيرة أبنائنا الى اليوم  .

 

عندما نكتب عن الماضي ليس لتشفي بل نكتب لكي نستخلص العبر والدروس من الماضي ونستفيد للحاضر.

 

 لأننا كما يبدو إلى ألان  لم نتغير كثير عن الأمس  ولازال أنتاج الماضي يتكرر من جديد والعقلية الاشتراكية لبست ثوب الحراك الفضفاض  ورفاق الأمس المتصارعون جلبوا لنا صراعهم القديم الى جسد الثورة لينهكوه..

 

 فهل سنتعلم من الماضي عبر لنكون أقوى غداً آم سنبقى نتلقى الصفعة تلو الصفعة على خدودنا  ” وكأنك يابو زيد ماغزيت “