الجنوب كله يتألم ويهتف ويصرخ للضالع ضالع الصمود ضالع الشهامة والكرم والعزة والشموخ الجنوب كله بنسائه ورجاله رجاله وأطفاله لانهم يعلمون ان الحب الذي لحضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى وعدن وابين ولحج يسكن ارواحنا ويستوطن اعماق قلوبنا دمائنا غالية ولكنها ترخص لاجلك يا جنوب ….
عتابنا على قناتنا قناة عدن لايف لاننا نرى فيها ( صوت الحقيقة وإرادة الشعب ) كما هو شعارها لا نريدها إلا أن تكون مع نبض الشارع الجنوبي فإذا وافق نبضها نبض قلوبنا ولامس صوتها صدى جراحاتنا وهمومنا وإحزاننا كنا لها حراس ووهبناها عذب الإحساس لأنها لنا لا علينا والذي لنا ينبغي ان يكون أوسع من كل ضيق واعمق من كل عميق واسمى من المسمى واروع من الرئع ولا تلوموني فانا عرفتكم وعرفتموني عبر أثيرها يوم كانت تغرد وحيدة في مدار آخر كنا نهرول خلفها اغنياء وفقراء نبحث عن طبق بمقاس معين ونأتي بمهندس في الخفاء وبعيدا عن اعين رجال الاستخبارات والأمن القومي لنترك كل القنوات ونشاهد قناتنا التي تحارب لأجلنا ولأجل وصول أصواتنا الى العالم ..
ولا ننسى محاربيها جميعا من مضى ومن بقي وعلى رأسهم مديرها الأخ عبد الناصر الجعري الذي اجتهد وثابر وصبر وتحمل الكثير من المتاعب والمشاق والمعاناة ومعه طابور من الرجال والشباب المثقف جمال المفلحي محمد الهمشري ابو عهد الشعيبي خالد سيف نزار الماس اياد الشعيبي والذين كانوا يعملون في ظروف صعبة ويتنقلون في عواصم المدن العربية والعالمية وهم يعلموا ان مصيرهم الاعتقال وعذابات سجون سلطات الاحتلال كان ياتيني الاتصال من معدي البرنامج لاتفق معهم على الإعداد لما سيتم إذاعته كانت هناك الكثير من الابتكارات والاجتهادات الأكثر من رائعة كانت الثورة تزداد زخما يوما بعد يوم وكانت الأسماء المتطوعة للعمل في تلك الظروف الصعبة اسماء نسجل احترامنا لها امثال الاعلامي المبدع ردفان الدبيس والاخ ابو سهيل وغيرهم ممن نكن لهم كل الاحترام والتقدير..
وليعذرني ممن لم يسعفني الهامي لذكره لكنني احببتهم ولا زلت كما احبهم ولا زال شعب الجنوب العظيم وهناك الكثير من الداعمين الذي يقول لي احدهم عند زيارته لي وانا على سرير المرض في قاهرة المعز وهو يشاهدني لاول مرة فيقبلني على جبيني ثم يقول انته لا تعرفني ولكنني اعرفك واعرف الشيخ انور الصبيحي ثم يقول هل تعلم انك كنت تتكلم من منزلي والقناة لا زالت عبر النت ثم عدد لي وذكر فلام وفلان وفلان ممن كانوا خلف القناة وخلف الانتصارات التي حققتها ثورتنا ..
ولهذا كله لا احب ان أرى القناة التي ارتبطت بثورتنا وعانت لمعاناتنا ان تنتكس او تنهزم في معركتها مع المحتل او تقبل ان تباع او تشترى او يؤثر عليها عامل سلبي , لتبقى قناتنا الحرة والمنبر الحر وستجدنا جميعنا ملتفين حولها حافظين لها حقها النضالي الذي اختلط بنضالنا في الداخل على ثرى ارض الجنوب … مأساة بل هي كل المآسي نعيشها في الضالع بعيدا عن تغطية كل وسائل الإعلام يا أحرار الجنوب في الداخل والخارج حتى قناتنا التي نحبها ونبجلها غطت مشكورة ثم تراخت او غفلت سهوا عن مصائب وجرائم لم يجف الدم ولم ينتهي التشييع ولم يشفى الجريح ولم يصمت صوت الرشاش والمدفع فلما الصمت ؟ مجزرة سناح وما تلاها من المجازر حتى اللحظة واحتضان الضالع لفعالية التصالح والتسامح واستضافتهم لأهلهم واخوانهم من ابناء الجنوب الاحرار كانت اوسمة شهادة تعلق على اعناقنا لنفخر بها ولنقول للجنوب كله نفديك ارضا وانساناً بحرا وبراً وهواءً لأننا نحبك يا وطني ….
كتب : شيخ مناف الهتاري
