fbpx
دلالات تكريم المرشدي بعيد ميلاده الـ(75) في منتدى اليابلي

يصادف السابع من فبراير الجاري (يوم غد) مرور عام وفاة الراحل الكبير محمد مرشد ناجي والذي تفرد عن غيره بأنه كتب سيرته الذاتية ووثق لحياته وفنه والفن الغنائي بشكل عام، وهي: أغانينا الشعبية 2- صفحات من الذكريات 3- أغنيات وحكايات 4- الغناء اليمني القديم ومشاهيره، ويضاف لها كتاب (المرشدي في عيون المثقفين) للباحث والشاعر المبدع عبدالرحمن إبراهيم.

سيرة المرشدي عطرة.. كفاحية.. إبداعية متنوعة وبإمكان الباحث أو الكاتب تناوله من زوايا مختلفة: فهو لاعب كرة مبدع, مدرس, سكرتير السلطان الفضلي, الملحن والمؤدي ذو الصوت الرخيم, المتميز في المنولوجات الهادفة والأغاني الوطنية (حوالي 40 أغنية) البرلماني رجل المنتديات.. رجل النكتة.. الخدوم.. الوفي (كما وصفه الراحل الكبير محمد سعيد مسواط في تقديم كتاب (أغانينا الشعبية – عام 1959م) وتشرفت بكتابة تفاصيل سيرته العطرة في إحدى حلقات (رجال في ذاكرة التاريخ) التي نشرتها “الأيام”، المقهورة، في عددها الصادر في 18 مايو 2003م.

نشرت “الأيام” تقريراً إخباريا في الصفحة الأخيرة من عددها الصادر في 9 نوفمبر, 2004م (أي قبل عشرة أعوام) وعنوان التقرير (منتدى اليابلي وشخصيات اجتماعية يكرمون المرشدي في عيد ميلاده الـ75) وأشارت الصحيفة إلى الحضور المتميز لشخصيات اجتماعية من مديريات محافظة عدن كافة في تلك الفعالية الرائعة لفنان الروائع محمد مرشد ناجي وأشارت الصحيفة إلى أن منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي بمديرية الشيخ عثمان نظم أمسية ساهرة أحياها الفنانون نجيب سعيد ثابت وأنيس بعداني وصادق عبده علي وتخللها حفل تكريم فناننا الكبير (طيب الله ثراه) بعيد ميلاده الـ75 الذي نظمته جمعية عدن الخيرية الاجتماعية في مقر المنتدى.

تطرقت “الأيام” إلى حديث الأخ أحمد محسن مشدلي, أمين عام الجمعية والفنان نجيب سعيد ثابت، وتركز حديثاهما حول عطاءات المرشدي في مشوار حياته الكفاحي الإبداعي ثم قدم الأخ المشدلي ترسا لقلعة صيرة وترسا آخر لشعار الجمعية مقرونين برسالة شكر وتقدير للفنان الكبير على عطائه السخي والمتميز في مشوار عمره، وقدم العقيد عبدالله عبده قيران, مدير أمن محافظة عدن حينها هدية تذكارية للفنان المرشدي.

ثم قدم الأستاذ سمير عفارة مدير مدرسة إدريس حنبلة للتعليم الأساسي ترسا لقلعة صيرة للفنان الكبير بالأصالة عن نفسه ونيابة عن هيئة تدريس وطلاب المدرسة تقديرا لعطائه السخي.

شارك في اللقاء وجاهات منتديات عدن والأخ عبدالجبار عوض, عضو مجلس النواب، والأخ فيصل محمد عبدالله, نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية والأمين العام المساعد للاتحاد الدولي للعمال العرب (حاليا) وعدد من الصحفيين والمحامين والتربويين وشخصيات اجتماعية أخرى.

من الدلالات التي حملتها الفعالية الجميلة أنها نظمت في منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي أحد المدرسين الذين تتلمذ المرشدي علي يديه إلى جانب مدرسين آخرين منهم: الأساتذة أفضل خان وسعيد علي فرج وأحمد حسن حنبلة (والد إدريس وجعفر وحمزة) ومدير مدرسته السيد محمد الباقر (والد التربويين علي وأبي بكر الباقر).

ومن الدلالات أيضا وجود ومشاركة العزيزين أحمد محسن مشدلي وعبدالجبار عوض وهما اللذان انتسبا لسنوات إلى صفوف نادي شباب الجزيرة بالمعلا، وللمرشدي ذكريات جميلة مع لاعبي وإدارة ذلك النادي العريق، ولا أنسى هنا الأخ العزيز احمد يوسف النهاري, الذي ربطته علاقة صداقة حميمة بالمرشدي. 

وللمرشدي قصة عجيبة مع نادي شباب الجزيرة في رحلته إلى حضرموت على أنه لاعب، ولكنه دخلها كفنان، والكلام في ذلك يطول.

ومن الدلالات أنها ارتبطت بوجود أعزاء آخرين في الفعالية منهم أولاد الحاج صالح علي عفارة, أول مهندس في إذاعة عدن منذ افتتاحها عام 1954م ومن أولاده المشاركين في الفعالية سمير وكمال صالح عفارة ومن المشاركين أيضا الفنان نجيب سعيد ثابت، وللمرشدي ذكريات مع الأسرة الفاضلة ومن ابرز أفرادها صالح حسن تركي (جد الفنان نجيب لأمه) والفنان الكبير اسكندر ثابت (عم الفنان نجيب).

ومن الدلالات أيضا أو قل المفاجآت الجميلة أن فناننا الكبير (طيب الله ثراه) تلقى أثناء الحفل مكالمة هاتفية من فرنسا, حيث رفع البروفيسور حبيب سروري تهانيه القلبية إلى الفنان الكبير محمد مرشد ناجي وتمنى له فيها عمراً مديداً وعيشا سعيداً وصحة طيبة.

كان يوما من ايام العمر التي لا تنسى، عشنا في سويعاته مع نغمات الفنانين وذكريات الفنان الكبير، ومضت ساعات دون ان نحس بها وغمرت فناننا الكبير سعادة لا تدانيها سعادة وضحك كثيرا وعلق كثيراً على ما قيل، وأسعفته جعبة ذكرياته التي لا ينضب مخزونها.

وفي عصر الخميس 7 فبراير 2013م لبى محمد مرشد ناجي نداء ربه، وترك وراءه سجلاً حافلاً بالعطاءات والأعمال وذكراً جميلاً عند عدد كبير من الأصدقاء الذين خدمهم ويسر لهم مهام تطلبت المساعدة، وكان رحمه الله يحرص على المشاركة في تشييع جنازات الأعزاء، وهي ذات أولوية كبيرة عند المشاركة، ولا يشارك في الشكليات.

ترك المرشدي وراءه ايضا متحفاً افتتحه يوم الجمعة 9 مايو 2003م في منزله الكائن في حي ريمي بمديرية المنصورة، وقام بافتتاحه عدد كبير من الأعزاء تقدمهم الأخ طه أحمد غانم محافظ عدن آنذاك، وأودع المرشدي في متحفه كل مقتنياته وأوسمته وهداياه التي تلقاها من شخصيات داخل البلاد وخارجها.