fbpx
عظة وعبرة من الظلم وليس شماتة !!

 

بقلم الكاتب / حسين صالح غالب السعدي

 

فتنة الإمهال هي الأشد ، تضيع على الظالم فرصة التوبة ، إن الله سبحانه يمهل للظالم بسبب بعد المظلومين عن الله وعن أداء الفرائض وأهمها الصلاة التي ضيعها الكثير وتخاذل في أدائها بل من لا يؤديها وهم القلة فيبتلهيم بمتنفذ ظالم ولكن عند عودة المظلوم بشكائه إلى مولاه يأخذ الله الظالم بجريرة ظلمه وهو غافل لاه فينسى ويعتبر أن ما ظلمه وبطشه وما يحصل عليه من نعيم الملك بسبب حب الله له ، ولا يدري المسكين أن الظلم ظلمات في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم ْبَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الأنعام:44-45)

إن التكبّر على المساكين وقهرهم هو قمة الظلم ومنتهاه ، فالظالم بقوانين الله سبحانه تفوته الأيام وتدوسه الأقدام والذي لا يقيّم الأحداث تلتهمه حتى تعدّ عليه أنفاسه والذي لا يقّدر الناس المساكين والطيبين تلفظه الناس ، والذي يتعمّد بجهل قوانين القهار يبعده ويذله ويقهره ويجعله عبرة في الحياة قبل الانتقام منه يوم أن يلقاه فالله يمهل ولا يهمل !!

أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم ** وذكرهم في الورى ظلم وطغيان
أين الجبابرة الطاغون ويحهموا ** وأين من غرَّهم لهواَ وسلطان
هل خلَّد الموت ذا عز لعزته ** وهل نجى منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الأكوان من عدم ** الكل يفنى فلا إنس ولا جان


كم نصحنا ، وكم بينا في كل مقالاتنا وكنّا نخص المتنفذين ونرشدهم أن الظلم ظلمات ولكن كانوا في سبات عميق والله أعلم ما الذي كانوا يضمروه لمن نصحهم من شرور ولكن :

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراَ ** فالظلم مرتعه يفضي إلى الندمِ

تنام عينك والمظلوم منتبه ** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه يقول في دعائه : { اللهم لا تدعنا في غمرة ، ولا تأخذنا على غرة ، ولا تجعلنا من الغافلين } وهو الخليفة العادل ، الذي قدم كل ما يملك من أجلي وأجلك وأجل كل مسلم الى قيام الساعة فرضي الله عن صحابة رسول الله ، وفي المقابل كلنا يتذكر [ شارون ] الذي كان يلقب بالبلدوزر والذي ارتكب مذابح لا حصر لها وما فعل في الأسرى ، وقد ظهر للكل ، كيف جرّعه الله الموت وهو حي لعدت سنوات ثم مات { … يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }

نحن نبين هنا لليس للشّماتة بأحد فقد جاء في الأثر { لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك } وإنما لأخذ العظة والعبرة . كم من الظالمين من أمهلهم الله عقود كاملة ليعودوا ويتوبوا ، لكنهم أهملوا الإمهال وعشقوا هتك ستر الله ، فهتك سترهم ، وأذلهم شر إذلال فاعتبروا يا أولي الألباب ويا أولي الأبصار ، والحمد لله رب العالمين .