fbpx
الحرب الإعلامية على الجنوب

لقد فرض الاحتلال اليمني علينا واقع آخر يقوم على إلغاء كل ما هو جنوبي وصحافتنا الجنوبية تعرضت للإلغاء وأصبح المحتل هو ووفق أعراف وتقاليد المنتصر والمهزوم وبالعرف المتخلف يقرر معايير من هو الصحفي ومن هو الإعلامي لذلك لا مكان للجنوبيين في معايير المحتل الذي تعمد إلغاء وتهميش الصحافيين الجنوبيين وسعى جاهدا للقضاء على الصحافة الجنوبية التي كانت هي الرائدة على مستوى العالم العربي، فمن الجنوب وتحديداً من عدن انطلقت أولى بذور الصحافة في خمسينيات القرن الماضي وإذا كانت صحيفة الأيام قد تأسست وصدر العدد الأول منها في العام ١٩٥٨م قد تعرضت وتعرض ناشريها الأستاذين الفاضلين هشام وتمام باشراحيل لأبشع حرب قذرة من قبل سلطات الاحتلال اليمني، ولم يقتصر حد تلك الحرب عند إيقاف الصحيفة بل جرى شن هجوم مسلح على مبنى الصحيفة في صنعاء وفي عدن وتدمير ممتلكات مؤسسة الأيام ومصادرة أعداد الصحيفة وشد الخناق على مراسليها وكل من ينتمي إليها ولا تزال المحاكمات جارية حتى اليوم لأسرة باشراحيل كما يجري اعتقال المناضل احمد عمر العبادي المرقشي حارس مبنى الأيام بصنعاء بعد توجيه تهمة كيدية له والحكم عليه بالإعدام، ولم تقم نقابة الصحافيين اليمنيين بأي دور تجاه صحيفة الأيام بل لقد كان جل ممثلي نقابة الاحتلال جزء من ذات الحرب التي تعرضت لها صحيفة الأيام.

وكانت الحرب الإعلامية ولا تزال الجزء الأكبر من الحرب التي يتعرض لها الجنوب وثورته السلمية، حيث عمل المحتل على تسخير إمكانات واسعة وكبيرة لإعلامه الذي وجهه ويوجهه لضرب ثورة الجنوب بتزوير حقيقة ما يعيشه شعب الجنوب لخداع الرأي العام الخارجي وتضليله، وفي ضل سياسة ممنهجة وخطيرة جرى تهميش صحافيي الجنوب وتغييبهم وحرمانهم من التأهيل والدورات المهنية وفرض واقع تجهيلي تجاههم في حين جرى أعداد إعلاميين من العربية اليمنية وتمكينهم من الحصول على المنح الدراسية الخارجية وإعدادهم بحسب متطلبات الإعلام الراهن وتقديمهم لوكالات الأنباء والقنوات الإخبارية والصحف العربية والعالمية كمراسلين لها، وحينها يجري تقديم المادة الصحافية بطريقة استخباراتية مفبركة لوسائل الإعلام تلك، وهو ما أدى إلى التعتيم الإعلامي الذي عانى ويعاني منه الحراك السلمي الجنوبي إلى هذه اللحظة، هذا بالإضافة إلى احتكار وسائل الاتصالات والتحكم فيها وحجب المواقع المنتديات الجنوبية ورفع سعر التكلفة على خدمة الانترنت ومنعها على الكثير من مناطق ومدن الجنوب.

كما عمدت صنعاء إلى إنشاء إعلام معادي لمواجهة ثورة الجنوب التحررية تمثل إعلامها ذلك بالعديد من القنوات الفضائية التي تأتي قناة (سهيل) التابعة لحزب الإصلاح اليمني التكفيري بالمرتبة الأولى من حيث استهداف الجنوب ومحاولة تزوير حقائق ما يجري في الجنوب وفبركة وتزوير الأخبار وتشويه صورة الثورة الجنوبية، يضاف إليها قناتي اليمن، وعدن الرسميتين، وقنوات سبأ والعقيق والسعيدة والشبابية، التي تنهج بذات النهج العدائي للجنوب وثورته التحررية، يضاف إليها الكثير من المواقع الالكترونية والصحف الورقية، أبرزها صحيفة أخبار اليوم، الأهالي، الصحوة، الناس، والكثير من الصحف الأخرى التي تحمل تراخيص صحف مستقلة، لكنها عبارة عن صحف موجهة تستهدف ثورة الجنوب.