أن كنتم صادقين في تعيين اقاليمكم يجب اولا عودة المؤسسات التي نهبت ودمرت في الجنوب بما في ذلك مؤسسة القوات المسلحة والأمن بعدتها وعتادها ورجالها ومن هنا يمكن التفكير بأننا ربما نعتبركم صادقين , ثانيا سحب قواتكم من الجنوب بما فيها قوات الخوف ( الأمن المركزي ) .

 في ما مضى تحاربنا  نتيجة للسياسات الهوجاء في ( الماضي ) تحت الشعارات المعروفة من الجانبين ( الامبريالية والرجعية ) من جهة و( الشيوعية والألحاد ) من جهة أخرى , وجاءت الوحدة وعرفت الناس أن تلك الشعارات ماهي إلا مضيعة للوقت ,ومن يومها إلى اليوم ونحن نتراجع إلى الوراء والسبب أن القائمين على شؤون البلاد لم تكن تتوفر لديهم النية الصادقة لا في الوقت الحاضر ولا في الماضي وهذه هي النتيجة , بينما العالم في تطور مستمر ,

  توحدنا وياريتنا لم نتوحد , لكن ومن خلال تلك الوحدة التي كانت هدفنا العظيم خاصة في الجنوب , فجأة أصبحت وحدة مشؤومة , وتبددت الآمال وضاع مستقبل الأجيال , وطمس تاريخ بلد بحالة مع الأسف ودمرت الحياة  بكل مناحيها , وأصبح الجار عدو للجار وتولد في النفوس الحقد والكراهية وربما لا تنتهي تلك الأحقاد من النفوس لزمن طويل , نتيجة لما حصل من أقصاء وتهميش من قبل طرف شأت به الظروف والاقدار أن ينتصر في حرب ليست متكافئة مع طرف آخر وهو الجنوب .

 لقد دخلت الأمم المتحدة بصورة استثنائية في اليمن عن طريق وثيقة عدتها دول الخليج بالظاهر وبالسر شاركوا في أعدادها خبراء من دول أخرى , وسموها في ما بعد ( بالمبادرة الخليجية ) وبينت كل مشاكل المتصارعين فيها لكن بتسمية أخرى وهي ( آليتها التنفيذية ) كل ذلك لا يهم طالما وقد عرفنا أنها لم تذكر ( قضية الجنوب في تلك المبادرة وبالتالي لا يحق لهم حتى التحدث عن قضية الجنوب )

   لكن تواصلت المسرحية وتساقطت أبطالها وبقيت ( فئرانها ) تلعب بذيولها حتى انتهت تلك المسرحية لكن هؤلاء ( الفئران ) في النهاية اكتشفوا بأنهم لوحدهم بدون متفرجين ( مشاهدين ) لكنهم اصروا على موقفهم حتى وأن بقي هؤلاء لوحدهم وهم فعلا لوحدهم في هذه المسرحية .

   المسرحية فشلت والقرارات صدرت ( تغطية للفشل ) والمخرجات تعثرت والأقاليم تعقدت وتداخلت والمصير مجهول كما هي اليمن دائما فاشلة وتابعه للآخرين لا يوجد لها قرار مستقل , والسؤال هنا , لماذا نكذب على أنفسنا , كيف ونحن لم نستطع السيطرة على دولة واحده فما بالك بمجموعة من الدول تولد فجأة ضمن مجتمع متخلف لا يعرف سوى القتل وسفك الدماء وتوجد في هذا المجتمع قوى متنفذه تعودت على شعب ضعيف لا يجرؤ يوما أن يقول لاء  لهذه المجموعة المتسلطة على رؤوس الشعب في الشمال منذ عقود مضت , وهذه المجموعة لا تزال بيدها كل شي حتى اللحظة .

 واهم من يقول أنه سيحصل تغيير في اليمن مهما صدرت من قرارات , كانت اقاليم أو غير ذلك فهناك مصالح تتبعها مراكز قوى هي من تتحكم في تلك القرارة وبما تريد ووفق العادة المعتادة

  في صنعاء يقتل الانسان تحت مبرر الثأر والجنود يتفرجون وفي مناطق أخرى يحدث ذلك القتل أيضا , واليوم هييء لذلك مساحة اوسع من المناطق للتناحر من جديد تحت عذر الدولة الجديدة عن طريق  الأقاليم كما يصفون ويصنعون لأنفسهم

  إلى متى يا ساده الضحك على الدقون , أن كانت الاملاءات من الخارج فالجنوب لن يقبلها وأن كانت من المحتل في صنعاء  فمرفوضة أيضا , لاء أقاليم مقبولة ولا حكم محلي مقبول الشي الوحيد المقبول هو عودة الجنوب إلى أهله على كامل أرضة قبل عام 90  .

 هم حددوا الأقاليم كما يريدون وبموجب اتفاقهم وشروط أحزابهم عند توقيعهم على وثيقتهم المزعومة وليس كما يريد الرئيس أو اللجنة كما روج لذلك , هناك احزاب رفضت التوقيع على الوثيقة حتى يتأكد لهم وبموجب ضمانات من الرئيس وهيئة رئاسة المؤتمر بأن الأقاليم سته وليس اقليمين وفعلا التزموا لهم المعنيين وقد حصلوا على شروطهم  وصدرت الأقاليم بموجب املاءاتهم .

  المشكلة أن قرار تعين هذه الأقاليم هي شبيهة ب ( قرار الوحدة ) المتسرع في عام 90 , مع فارق الوقت والمكان وكثرت المخادعين والمخدوعين من كل الاطراف الحاضرون في مؤتمر الحوار اليمني , لكن المهم في هذا كله أنهم يدركون بعدم وجود ارضية  (مرغوبه ) لتلك القرارات أو الأقاليم خاصة في الجنوب وبالتالي يعني فشلهم كما هو الحوار وفشله .

  أخواني شعب الجمهورية العربية اليمنية لا شك أنكم تعرفون تاريخ الجنوب , وحيث أنه لا يقبل الظلم ولا الخنوع لأحد ومستحيل بقاءه مع عصابه متخلفة ولها جذور اجرامية يصعب القضاء عليها حتى أنتم لن تستطيعوا القضاء على هذه العصابة , نحن نعرف تاريخكم أيضا وفي كل الحالات نحن أخوة وجيران وبيننا حدود دولية معروفة وسنظل جيران ونحترم بعضنا , فقط مطلوب منكم ولو مره حفاظا على الجيرة بأن تقولوا كلمتكم أن الوحدة انتهت بلاشي من الوهم والاحلام الكاذبة الجنوب قرر مصيره ولن يرضى بغير الحرية والاستقلال وسينتصر اليوم أو غدا لا محالة .