fbpx
المطلوب حلا تاريخيا

بقلم / علي صالح محمد

 

يقولون ان مصدر كل الصراعات او الخلافات   بين البشر أساسها تضاد المصالح حين تستأثر وتنتفع  مجموعه او فىه او طبقه او جهه جهويه بالثروه  او تستغل  جهد الناس لتحقيق المزيد من  الأطماع  لصالحها  وتحرم  الاخرين   من حق الانتفاع  او المشاركه من خلال الأبعاد و الاقصاء ،  ومن اجل تحقيق  الغايات  تشن الحروب و توظف الأيديولوجيا والعقيدة ، وترفع الشعارات  الملاىمه.

 

.  المشهد في بلاد اليمن  لم يشذ عن هذه القاعده او يخرج عنها بل تعيشه في حلقاتها المتعاقبة  عبر تاريخها  القديم الجديد وان تغيرت المسميات والعناوين في كل مرحله  ، وبالنظر الى  المشهد  القاىم  منذ عام ١٩٦٢  وحتى اليوم  ، نجد  انه  بعد  اكثر من نصف قرن  فان  هذا البلد لم يزل  اسير الصراعات  والحروب المستمره التي تخوضها   قوى منظومه ما قبل الدوله اي القوى  التقليديه ذات الانتماء الإقطاعي القبلي ،من اجل الحفاظ على مواقعها ومصالحها،  ليظل الثأر السياسي هو عنوانا   لكل  الصراعات المستمره  عبر  المراحل المختلفه حتى اليوم  ، ليستمر وضع الهيمنه والاستئثار بوجه كل القوى الحاملة لمشاريع التحديث التي حاولت  ولازالت تحاول ان تتشكل لرسم معالم الدوله المدنيه التي  يمكنها ان تحقق مصالح الناس  بعيدا عن تسلط اشكال ما قبل الدوله.

الأطماع التوسعيه والصراعات التي نشاءت بسببها لها جذورها التاريخيه وفي هذا الاتجاه لم  تسلم مناطق الشمال كتعز  وتهامه  ومأرب والبيضاء وغيرها من أطماع هذه القوى   وإخضاعها تحت سلطتها ونفوذها حتى بعد قيام  الجمهورية بدليل الحروب التي شنت ضدها وتصفيه وإقصاء اهم  رموزها ، وهي الأطماع ذاتها التي حكمت سلوك هذه القوى تجاه مناطق الجنوب كحضرموت وعدن وغيرها  لتمتد  اليها منذ ماقبل الاستقلال في عام ١٩٦٧  تحت مسمى الوحده اليمنيه  التي لم  تزل حلقات الصراع فيها  قاىمه حتى يومنا هذا  ، وهنا لايمكن فصل ماجرى  منذ ما قبل الاستقلال   بافشال مشروع الجنوب العربي   ومن صراعات في الساحه الجنوبيه حتى عام ١٩٩٠بمعزل عن أطماع هذه القوى ومشاريعها التوسعيه  تحت مسمى الوحده (لعوده الفرع الى الاصل) التي أتشحت برداء مشروع الوحده  ساعدها على ذلك المد القومي والأممي  التحرري آنذاك  .

ولعل  حرب ١٩٩٤  والممارسات التي أعقبتها خير شاهد على حقيقه هذه الأطماع وتوجهات اليمننه لابتلاع مناطق الجنوب  ، وعلى حقيقه بروز القضيه الجنوبيه  كتعبير عن حاله الرفض وألمقاومه لهذه  الأطماع التوسعيه  باسم الوحده المشروع الوهم .

 

اليوم وبعد مرور ثلاثه أعوام على ما سمي ثوره التغيير التي تمكنت قوى التسلط والهيمنه من احتواءها ، وبالرغم من المبادره الخليجيه التي جاءت للتسويه وتحقيق عمليه الاحتواء وما فرضته من إجراءات بما فيها ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني الذي استمر ثمانيه  اشهر تمخضت  عنه عدد من المخرجات أهمها تأسيس دوله اتحاديه من خلال  تقسيم بلاد الجنوب وبلاد الشمال الى سته أقاليم ، كمخرج يتم من خلاله حل ازمه الحكم والاستئثار ،والهيمنه ، فهل ياترى نحن فعلا امام  امام حل تاريخي يحقق للجميع أحلامهم وآمالهم با لدوله المدنيه العادلة التي يصبح فيها الانسان المحور الأساسي للتنميه والتطور، بعيدا عن مراكز النفوذ والهيمنه الإقطاعية والقبليه والجهويه ؟

وهل هذه المخارج هي استجابه إقليميه ودوليه لمصالح ومطالب محليه،   ام للمصالح الاقليميه والدوليه ، كما يظهر التقسيم المقترح ( إقليمين في الجنوب ورابعه أقاليم في الشمال)؟ وهل تستجيب  لمطالب الجنوبيين بالذات ؟ وماهي الضمانات التي أعدتها هذه الدول لتحقيق هذه المطالب ،؟ ام ان هناك مبادره إقليميه ودوليه اخرى  لتحقيق هذه المقترحات ؟ باتجاه إيجاد حل تاريخي  لانهاء ملفات الصراع السياسي في اليمن  وىوءسس  لمستقبل بلا صراعات قادمه، من خلال حل قضيه الجنوب ، وقضيه تعز ، وتهامه ، وصعده ومأرب وبقيه  مناطق  الشمال ؟

 

المطلوب طبعا  وجود  حل تاريخي حقيقي ، يحترم أراده الناس وحقوقها ومطالبها وحلمها في جميع المناطق   ، فمن حق البشر ان ينعموا بحريتهم وآمالهم بعيدا عن الاقصاء  والهيمنه والمصادره والاستحواذ على مقدراتهم ومصائرهم ، بعد قرون من الأنين والحلم ،ليس مهما شكل الحلول او المخرجات او المسميات بقدر ماهو مهم جوهرها وما تحققه من تطابق مع أراده الناس  ومصالحهم قي كل مكان ، وقبل ذلك المصداقيه بل والقدره على  تحقيقها .

ختاما:

يقول الشاعر خليل مطران :

لحى الله المطامع حيث حلت           فتلك اشد أفات السلام.

كما يقول  الشاعر محمد الأسمر :

اذا لم تعش بين الرجال معززا             فمت في عراك الدهر موتا محببا .