fbpx
يافع نيوز د.جار الله اليافعي

مقالات للكاتب

الاشتراكي كتب بيان يوم الكرامة (21/فبراير 2014) عدن

في البداية أحب أن أبين للقراء ولشعب الجنوب أنه ليس بيني وبين كاتب البيان أي خلاف كوني لا أعلم من كاتبه أو كيف جاء – رغم وضوح توجه البيان ومعرفة الأنامل التي صاغته وأخرجته للجماهير، كما سيأتي- لكنني ومن حسٍ وطني صرف أحببت أن أوضح ما جاء في البيان من جُملٍ تضارب أهداف الثورة الجنوبية الداعية لتحرير واستقلال الجنوب والذي ضحى من أجلها شعب الجنوب بالغالي والنفيس، ولن اتكلم عن هزلية البيان بمفرداته البسيطة وأخطائه الإملائية الكثيرة فهو بيان لا يرتقي لمستوى الفعالية والحدث لعدم إدراك كاتبه أو كتّابه كيف يتم اختيار اللغة السياسة الرصينة حين اختار اللغة السياسة البسيطة للألفاظ والجمل وكأن كاتبه لم  يكتب بيانا سياسيا من قبل.

لكنني سأتكلم عن مضمون البيان وما جاء فيه من مغالطات خطيرة تضر الثورة الجنوبية وأهدافها متجاوزا  المغالطات الكثيرة إلى أهم ما جاء في البيان من مغالطات، وقبل أن أدخل في لب الموضوع أتساءل كيف وافقت قوى الثورة الجنوبية على مثل هذا البيان وكيف تُليَ من فوق منصة الدرويش وتداوله الإعلام الجنوبي دون أي رد أو تساؤل عن أي جهة يخدم هذا البيان؟.

وحتى لا أُشرِّد بالقارئ سآتي بالنقاط والمغالطات كما جاءت في البيان وأجعلها بين قوسين ثم أكتب التوضيح وهكذا:

توضيح ما جاء بين القوسين من البيان كما هو في بعض أخطائه الإملائية.

1-     جاء في البيان (ان احياءنا لذكرى إفشال المسرحية الهزلية لما سمي بانتخابات الرئاسية عام 2012م والتي سجل فيها شعبنا الجنوبي موقفاً تاريخياً تجاه مساعي صنعاء لكسب شرعية على بلادنا).

التوضيح في قوله سجل فيها شعبنا موقفا … إلخ حتى يستقيم الكلام مع أهداف الثورة كان على الكاتب أن يقول:  استطاع فيها شعبنا إفشال مسرحية الانتخابات… التي كان المقصود منها تزوير إرادة الشعب الجنوبي من قبل الاحتلال اليمني لإضفاء شرعية  تواجده على أرض الجنوب.

2-   جاء في مقدمة البيان (فنحن ندرك بأن اعلان الاقليم هو استباق للمفاوضات الندية , وهوا محاولة لأسقاط الهوية السياسية لشعب الجنوب . ولآكنهم لم يدركوا بأن اعلان الاقليم يعيد الجنوب الى هوية الوطنية السياسية السابقة ويسقط امكانية أي حل يرضي الطرفين).

التوضيح: هنا جاء في البيان في الجملة ما بين القوسين مغالطتان، الأولى كلامه عن محاولة اسقاط الهوية السياسية للجنوب وعودة الهوية الوطنية السياسية السابقة للجنوب.

فهو يعني النظام الساسي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الحزب الاشتراكي) في الوقت الذي أجمعت فيه كل القوى الثورية الجنوبية التحررية، السياسية والميدانية على أن عودة النظام السياسي السابق ولّى زمنه وأن الدولة الجنوبية القادمة لن تكون نظاما سياسيا بصورة ما كان قبل (67) أو ما كان قبل (22/ مايو/1990) لكننا نتعجب من كلامه عن وجود الهوية السياسية للجنوب في الوقت الحاضر ونحن في ظل الاحتلال وعدم وجود الدولة فنستنتج أمرين لا ثالث لهما الأول: أن كاتب البيان يهذي ولا يعرف ما يقول وهذا مستحيل فلزم  الثاني -وهو المؤكد- أي أنه يقصد بالهوية السياسية للجنوب حاليا الطرف الذي يمثل الجنوب بنظره وهو الحزب الاشتراكي اليمني، ووجوده منذ سقوط الجنوب في (7/7/1994) ضمن العملية السياسية اليمنية لتشريع الاحتلال اليمني في الجنوب دليل على ذلك فهو ما زال يحمل الهوية السياسية السابقة للجنوب بنظر كاتب البيان؛ لأنه من وقع على اتفاقية الوحدة كطرف مشارك مع الشمال.

وليس الأعجب منه أنه تناقض كما قد يُظن حين أكد كاتب البيان عدم إدراكهم بأن إعلان الأقاليم واستباق المفاوضات الندية محاولة لإسقاط الهوية السياسية للجنوب، ثم أكد عدم إدراكهم بأن إعلانها سيعيد الهوية الوطنية السياسية السابقة للجنوب وكأنه يحذرهم وينصحهم في آن واحد.

بل قصد الكاتب احتمالا لا يحمل وجها آخر -كما سيأتي التوضيح- وهو تأكيده عن وجود الهوية السياسية للجنوب، لكنه يحذر من استباق إعلان الأقاليم لأنه يهدد تلك الهوية المشاركة في وحدة اليمن، بل ويضيف أن إعلان الأقاليم سيعيد الهوية الوطنية السياسية السابقة للجنوب، وهو يقصد هنا بالحامل السياسي للجنوب (الحزب الاشتراكي) فهو يقول إذا كان الإعلان تمخض عن فيدرالية بين جنوب وشمال فإن الهوية السياسية ستكون كما كانت بين الطرفين الذين وقعا اتفاقية الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني+ المؤتمر الشعبي العام) والمؤتمر حاليا تمثله (القوى السياسية اليمنية) عبر التصحيح بل يلومهم ويعاتبهم بقوله أنهم لا يدركون أن عدم إعلان فيدرالية من إقليمين (وهو الحل الذي يرضي بنظره الطرفين) فإن الجنوب سيستعيد الهوية الوطنية السياسية السابقة أي النظام الشمولي السابق بكل عناصره، وقد تلاحظ التفريق عند الكاتب في الألفاظ الهوية السياسية فقط  يقابلها الهوية الوطنية السياسية السابقة.

المغالطة الثانية: جاء في البيان أن إعلان الأقاليم يسقط امكانية أي حل يرضي الطرفين.

وهنا يتضح جليا أنه يقصد الفيدرالية بين جنوب وشمال كون الجنوب لا يرضى إلا بالتحرير والاستقلال وهو ما يرفضه الاحتلال فتعذر التراضي بين الطرفين اليمن والجنوب فخرج الجنوب من حسابات كاتب البيان فتأكد لنا أن حسابات كاتب البيان أن أي حلٍ للخلاف عبر الأقاليم لا يرضي الحزب الاشتراكي كما جاء في تأكيدات الحزب في الرؤية للنظام الجديد لليمن الجديد الفيدرالي والتي قدمها لمؤتمر الحوار اليمني وهو الحل من إقليمين؛ وكونه يتكلم عن طرفين وعن وجود هوية سياسية قائمة في الجنوب، مع عدم وجود هوية سياسية في الجنوب قائمة – كون الجنوب تحت احتلال- فهو يقصد بالهوية السياسية، وجود الحزب الاشتراكي الذي وقع اتفاقيات الوحدة والطرف الآخر الحكومة اليمنية، كما تقدم.

 وعليه فإن أي حلٍّ (من أقاليم) لا يرضي الطرفين (الشمال في قواه السياسية والجنوب بتمثيل الحزب الاشتراكي) فإن الجنوب سيستقل عن الشمال ليعود إلى هويته الوطنية السياسية السابقة إبّان حكم الاشتراكي للجنوب وهذا يؤكده قوله عودة الهوية الوطنية السياسية السابقة للجنوب، وفي كلا الحالتين يقول لهم (سلطة الاحتلال) عليكم أن ترضوا بعودة الحزب الاشتراكي ليحكم إقليم الجنوب وهو ما يشير إليه بالهوية السياسية للجنوب فقط كما تقدم أو أنه سيعود ليحكم الجنوب مستقلا عن الشمال، وهو ما يشير إليه بالهوية الوطنية السياسية السابقة للجنوب، وهو يخيرهم بين أمرين بوضوح لا لبس فيه.

3-    جاء في البيان (سواء على صعيد التطورات النوعية في مسيرة ثورة شعبنا السلمية التحررية ولاسيما الهبة الشعبية في 20ديسمبر 2013م ، او على صعيد صراع مراكز النفوذ في صنعاء).

التوضيح سأناقش فيه فقرة واحدة هي (أو على صعيد صراع مراكز النفوذ في صنعاء) كاتب البيان أدخل هذه الجملة إما لكونها تكميلا لشرح الواقع في إطار الدولة الواحدة بين الجنوب والشمال وإما أنه سهى عن تكميل العبارة فلم يقل (على صعيد صراع مراكز نفوذ دولة الاحتلال في صنعاء).

وبما جاء في الفقرة رقم(2) في التوضيح نعتقد أنه تعمد هذه الصيغة لتكرير مثل  هذا الجملة في الفقرة (3) من البيان حيث جاء فيها (رغم استخدام نظام صنعاء للقوة العسكرية المفرطة) فقال نظام صنعاء ولم يقل الاحتلال وهو ما تكرر في البيان عدة مرّات.

ويؤكد هذا جملة أخرى من البيان في الفقرة رقم (2) حيث جاء فيها (مؤتمر الحوار الوطني)  وكان عليه أن يقول الحوار اليمني وليس الوطني. وهناك مغالطة أخرى في نفس الفقرة (ان شعب الجنوب قد اعلن للعالم اجمع رفضة الواعي للمشاركة فيما عرف بمؤتمر الحوار الوطني ) فشعب الجنوب لم يرفض المشاركة بل رفض الحوار برمته فكان عليه أن يقول:( إن شعب الجنوب قد أعلن للعالم أجمع رفضه الواعي للحوار اليمني وما ينتج عنه من مخرجات).

4-    جاء في البيان الفقرة(3)  (أن شعب الجنوب يؤكد ليس رفضه لمخرجات حوار صنعاء وحسب ، بل وسيقاوم محاولة فرضها علية بكل الوسائل السلمية الممكنة) وأكد ذلك في الفقرة رقم (4) والفقرة  (7) .

التوضيح : كاتب البيان في كل هذه الفقرات يؤكد أن المشكلة في المخرجات فقط وليس في الحوار الذي شرعن للاحتلال أو في الاحتلال ذاته فمشكلته تقسيم الجنوب إلى إقليمين كما جاء في الفقرة (4) من البيان (ان شعبنا الثائر لن يقبل وسيقاوم مسعى تقسيم اراضيه) وهنا يتضح لك جليا ما تكلمت عنه سابقا من مغالطات وأن الكاتب للبيان خدم فكرة الحزب الاشتراكي اليمني ويؤكد هذا كله في قوله في نفس الفقرة (فالجنوب كان ومازال وسيظل شعباً واحداً وجغرافياً واحدة وتاريخ سياسي واحد وهويه وطنيه واحده ومصير واحد الى الابد) من هذا كله قوله وتاريخ سياسي واحد …إلخ هل الجنوب فقط تاريخ سياسي واحد؟ وطبعا بما إنه لم يكن الجنوب قبل (30/نوفمبر/1967م) تاريخ سياسي مستقل فهو يقصد فترة الحزب الاشتراكي كما قدمت لكم التوضيح في الفقرة رقم (2) من المغالطات.

وفي الختام سأعلق باختصار عن الإدانة والتضامن مع الضالع وحضرموت وشبوة وعدن في الفقرة (8) من البيان كون ذلك فضيحة  كبيرة الواجب سترها ولأن المفروض أننا شعب واحد كما قال هو في الفقرة (4) وهذا يعني الوقوف معا كالجسد الواحد في كل الظروف مهما كانت صعبة فهل فهم كاتب هذا البيان هذا المعنى العظيم حين أدان وتضامن مع شعبه؟!.

الخلاصة

كاتب البيان له صورتان في هذا البيان الصورة الأولى يتحدث فيها عن التوجه الذي يريده هو وهذا كله أو جلّه أوردناه في توضح المغالطات، والصورة الثانية يتكلم فيها باسم شعب الجنوب الرافض للاحتلال كقوله في الفقرة رقم (1) من البيان (ان شعب الجنوب قد حسم خياراته في التحرير والاستقلال والسيادة على كامل ترابة الوطني و قدم في سبيل ذلك قافله من الشهداء والجرحى والمعتقلين منطلقاً من حقة الشرعي والعادل في ذألك) وكما جاء في الفقرة (5) من البيان والفقرة (7).

د/ علي جارالله اليافعي