fbpx
القربي: نهاية العام ستشهد ميلاد اليمن الجديد
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن الهجمات التي تحدث من وقت لآخر على الحدود اليمنية ـ السعودية، وآخرها مقتل عدد من الجنود السعوديين برصاص من داخل الأراضي اليمنية، هي «إشكالية تعاني منها اليمن مثلما تعاني منها السعودية»، مشيرا في حوار مع «الشرق الأوسط»، أجري على الهاتف من لندن، إلى وجود تنسيق عال بين صنعاء والرياض لضبط الحدود ومنع عمليات التسلل والتهريب.

وقال القربي بأن ما حدث أخيرا، من عمليات إطلاق نار، هي عمليات يقوم بها مهربون. ولقي جنديان سعوديان مصرعهما أثناء أداء واجبهما على الحدود اليمنية في التاسع من أبريل (نيسان) الحالي، حيث تعرضا لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية، مما أدى إلى مقتلهما. كما تعرضت دورية يمنية لإطلاق نار من مجهولين داخل الأراضي اليمنية الاثنين الماضي مما أدى إلى مقتل جندي آخر. وقال القربي بأن «الجانب الأمني من التحديات الرئيسية التي يواجهها اليمن»، داعيا السعودية ودول الخليج إلى المساهمة في تأسيس ودعم وبناء الأجهزة الأمنية اليمنية.

وأكد الوزير اليمني أن بلاده تعول كثيرا على مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سيعقد في العاصمة البريطانية لندن في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، من أجل تقديم الدعم المادي واللوجستي لبناء الجيش اليمني والأجهزة الأمنية الأخرى. وقال: «أصدقاء اليمن سيبحثون تقديم الدعم المادي واللوجستي لبناء القوات المسلحة اليمنية على أساس وطني ومن جميع أبناء اليمن لكي تقوم بعملها في حفظ الأمن في كل أنحاء البلاد». وأضاف: «نعول على السعودية كثيرا بحكم أنها الجارة الأقرب والأكبر بأن يكون لها دور في هذا الجانب».

وكانت الخارجية البريطانية أعلنت قبل أيام مشاركة عدد كبير من الدول في مقدمتها المملكة المتحدة والسعودية واليمن، في اجتماع أصدقاء اليمن الذي يعقد في لندن يوم 29 أبريل الحالي. وكانت هذه المجموعة قد تشكلت عام 2010 لتنسيق الدعم الدولي المقدم لليمن، وهي تضم 39 دولة ومنظمة. ومن المتوقع أن يصادق هذا الاجتماع على اقتراح وزير الخارجية اليمني بتغيير هيكل مجموعة أصدقاء اليمن بحيث يكون دعمها لليمن موجها أكثر.

وقال القربي لـ«الشرق الأوسط»، بأن الاقتصاد سيكون من أهم القضايا التي سيناقشها مؤتمر لندن: «فهو «العصب الرئيسي للاستقرار في كل بلد»، موضحا أن «عناصر الإرهاب تستغل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتردي الأحوال المعيشية، لكي تقوم بعمليات مسلحة تهدد النسيج المجتمعي». وأضاف: «نحن نعول كثيرا على مؤتمر لندن أن يبحث موضوع إطلاق أموال المانحين التي جرى تقديمها في السابق لليمن لمساعدته في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.. وتقدر بنحو ثمانية مليارات دولار». وقال القربي بأن مجموعة أصدقاء اليمن اشترطت في السابق تشكيل هيئة تنفيذية مهمتها التنسيق بين المانحين واليمن، وقد جرى تأسيس هذه الهيئة بموافقة الدول الصديقة.. والمطلوب الآن البدء في تسريع صرف تلك الأموال المعتمدة. وقال: إن «هذا الإجراء سيساهم كثيرا في تسريع عجلة الاقتصاد اليمني، وهي الجزء الأهم الذي يمكن أن يخرج به مؤتمر لندن».

وعلى الجانب السياسي أكد القربي لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده قدمت نموذجا يحتذى في الحل السياسي، مشير إلى أن هذا العام سيشهد ميلاد اليمن الجديد، بعد اكتمال خطوات المبادرة الخليجية. وأكد أن لجنة صياغة الدستور، تقوم بجهود حثيثة لإتمام الدستور وتضمين مخرجات الحوار الوطني فيه، بما فيها مقترح الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة وتأسيس نظام رئاسي ديمقراطي تحت مظلة الوحدة اليمنية. وقال: إنه بعد الفراغ من عملية صياغة الدستور سيعرض على اليمنيين للاستفتاء، ثم تليه الدعوة لإجراء انتخابات عامة «تشريعية ورئاسية» لاختيار الشعب لممثليه. «ومن المؤمل أن تنفذ كل هذه الخطوات مع نهاية هذا العام.. وبها يكون اكتملت خطوات المبادرة الخليجية بتشكيل حكومة يمنية تمثل الشعب اليمني واختيار رئيس جديد، سواء كان الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي باعتباره مرشح الغالبية العظمى أو أي أحد غيره.. بعدها ستبدأ الحكومة الجديدة رسم سياسات جديدة لليمن الجديد». وتوقع القربي دعما خليجيا غير محدود لليمن في الفترة المقبلة، وخاصة من السعودية التي عدها الشريك الأهم في مرحلة الحل السياسي في بلاده.

وشهد اليمن اضطرابات منذ الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على التنحي في عام 2011 بعد 33 عاما في السلطة. وتبذل السلطات جهودا مضنية لكبح جماح الفصائل السياسية والقبائل المتناحرة والانفصاليين في الجنوب والمسلحين القبليين. وكثف متشددو «القاعدة» من هجماتهم على مسؤولي الأمن والحكومة في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود.

وينشط تنظيم القاعدة خصوصا في الجنوب، ويكثف هجماته في البلاد بشكل عام وقد أعلن مسؤوليته أخيرا عن هجوم استهدف في ديسمبر (كانون الأول) 2013 مقار وزارة الدفاع اليمنية موقعا 52 قتيلا. واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية لا سيما خلال حركة الاحتجاج الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011. لتعزيز سيطرته وخصوصا في جنوب اليمن وشرقه.

أخبار ذات صله