fbpx
دعوة لمواجهة “مليشيات الإصلاح” !!

دعوة لمواجهة “مليشيات الإصلاح” !!

 بقلم وهيب الحاجب


الدفاع عن النفس والذودُ عن الأرض والعرض واجبٌ ديني وأخلاقي قبل أن يكون واجباً وطنياً أو نزعةً ثورية أو حتى “قرحةً” قبلية ، أما الخضوع والاستسلام لبطش الظالمين وجرم السفاحين أو الرضى بالعيش تحت نير المستعمر فذلٌ وهوانٌ وعار وخزي بل الأخزى من ذلك أن يُبرز هذا الهوان والعار بمسميات “السلمية والمدنية”، في حين وصل بطش هذا الظالم المغتصب لأرضنا إلى شوارعنا وأحيائنا ، وبلغت رصاصات سلاحه شرفات منازلنا ومدارس أطفالنا .

إن الهجمة الشرسة التي يقودها حزب الإصلاح ومسلحوه ضد كل مَنْ وما هو جنوبي تزدادُ ضراوةً وعنجهية وتتوسع رقعتها على أرض الجنوب عامة وفي العاصمة عدن خاصة ، وإن الحقد الدفين الذي يكنّه الإصلاح للحراك الجنوبي وقضيته المصيرية بات اليوم أكثر وضوحاً ، تمارسه المليشيات المسلحة جهاراً بعد كان خلال فترات سابقة يتسم بالتمويه والمراوغة ؛ بغية الالتفاف على قضية شعب الجنوب والوصول إلى السلطة على حسابها ، بل سيظل هذا الحقد الإصلاحي المقيت ملتهباً ومشتعلا حتى ينتزعَ الجنوبيون كرامتهم باستعادة دولتهم أو يتمكنَ الإصلاح وحلفاؤه الشماليون من كسر إرادة أبناء الجنوب ؛ وبالتالي جعلهم عبيداً لآل الأحمر وخدماً وحشما في قصور الحكم بصنعاء ..

هذه هي الحقيقة الظاهرة للقوى الإصلاحية تجاه الجنوب أرضا وثروتا وشعبا ، وعليها قِسْ جملة من المؤامرات والدسائس والمكائد التي تخطوها وترسمها “قوى الشر الإصلاحية” في الجنوب ، ومن بين هذه المؤامرات وربما آخرها هي (الحسم العسكري / قبلي) لعدن والسيطرة المسلحة على مفاصلها، وفي إطار هذه المؤامرة أيضا ضرب الحراك الجنوبي باستهداف ناشطيه وسدّ منابع تدفقه وشل أماكن تواجده ، وهذا بالطبع ما هو حاصل اليوم في شوارع عدن ؛ إذ صارت قوى الإصلاح التي جلّها قادم من محافظات شمالية .. صارت أكثر حرصاً على أمن عدن وأكثر اهتماما حتى من قوات الأمن والسلطات الرسمية نفسها ، بل بدت الأكثر تخوفاً و”غِيَرة” من فعاليات الحراك الجنوبي وتحركات فصائله في عدن ما دفعها إلى العنف لشل هذه التحركات واستخدام السلاح والرصاص لضرب وقتل كل من يرفع علماً أو شعارا لدولة الجنوب المحتلة وكذا محاولة ترويع وإخافة أبناء عدن من تصعيد فعاليات الحراك والمشاركة فيها .

من هنا يبدو جليا أن هذه المؤامرة الأخيرة (الحسم العسكري واستخدام السلاح) هي التي فطنها القادة الإصلاحيون واستقروا عندها بعد أن تيقنوا فشل مؤامرات: المراوغة السياسية واللف والدوران واللعب بالأوراق والخداع والمكر وشراء الذمم .. وبعد أن عرفوا أيضا وتأكدوا من جدية شعب الجنوب وصدق نواياه وثبات مبدئه حيال قضيته غير القابلة للمساومة وغير المتأثرة في مثل هكذا مؤامرات ودسائس من أي كان

إذن فالمواجهة والتصدي لهذه المليشيات المسلحة والجماعات القادمة من الشمال أمرٌ يفرض على أبناء الجنوب وسكان عدن خاصة أن يتمردوا _ولو مؤقتا_ على مبادئ النضال السلمي الذي انتهجته ثورتهم سنوات تحت نيران مدافع الجيش وقناصات الأمن .. يفترض على أبناء الجنوب أن لا يحملوا أو يخضعوا لاستبداد حزب أو قبلية أو شيخ فوق ما يحملونه من استبداد وظلم الدولة والنظام الحاكم لأرض الجنوب غصبا .

حقاً .. إن المرحلة جد خطيرة  ومعها يتوجب حسم أمر المواجهة للدفاع عن النفس قبل أن يصل متطرفو الإصلاح وبلاطجة الأمن إلى عتبات بيوتنا وقبل أن تُداس جباهنا تحت نعالهم وفي شوارع مدينتنا وأرضنا ووطننا !

ختاما لم يبقَ من القول إلا إن المواجهة _برأيي_ هي السبيل الأمثل أمام أبناء الجنوب عامة للدفع بقضيتهم ومصير دولتهم المحتلة إلى الأمام سيما أن الشعب الجنوبي يمتلك من المقومات ما يكفيه لذلك ، ولا ينقصه سوى التخطيط والقيادة التي لن يُطلب منها غير القيام بهذا الدور وإن من داخل بيوتهم ومن جانب أطفالهم !

 

hajebpress@hotmail.com