(CNN)– عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بعد ظهر الأحد، لبحث تطورات الأزمة السورية، في أعقاب “المجزرة” التي وقعت في مدينة “الحولة” بمحافظة حمص الجمعة، وراح ضحيتها ما يزيد على 85 قتيلاً، بينهم عشرات الأطفال، والتي تقول جماعات المعارضة إن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ارتكبتها بـ”دم بارد”، بينما نفت دمشق مسؤوليتها عن تلك المجزرة.
وأثارت الصور التي تناقلتها عدة مواقع على شبكة الإنترنت، وبثتها محطات فضائية، لجثث الأطفال الذين سقطوا نتيجة تلك المجزرة، موجة غضب واسعة، سواء داخل سوريا أو خارجها، حيث دعا “المجلس الوطني السوري” مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ، فيما دعت دول خليجية جامعة الدول العربية لتحرك فوري لوقف أعمال القتل المتواصلة منذ ما يقرب من عام ونصف في سوريا.
وذكرت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن روسيا عارضت صدور إعلان من مجلس الأمن يتضمن إدانة “مجزرة الحولة”، قدمته كل من بريطانيا وفرنسا، وأشارت إلى أن مندوب موسكو طلب الاستماع إلى شهادة رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال مود، أمام مجلس الأمن، قبل صدور الإعلان، كما اتهم ما أسماه “طرف ثالث” بالعمل على إشعال الوضع في سوريا.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية بالحكومة السورية، جهاد مقدسي، قد نفى “بشكل قاطع” مسؤولية القوات الحكومية عن مجزرة الحولة، متهماً “مجموعات إرهابية مسلحة”، في إشارة إلى مسلحي المعارضة، بارتكاب تلك المجزرة، بعد معارك خاضتها مع الجيش، كما أشار إلى أن بلاده فتحت تحقيقاً في الحادث، منتقداً الدول الكبرى التي أدانت المجزرة على نطاق واسع.(التفاصيل)
واعتبر المتحدث الحكومي أن هناك “تزامناً مريباً” في الهجمات، بالتوازي مع زيارة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، الذي من المقرر أن يصل إلى سوريا الاثنين، وأضاف أن ما وصفها بـ”منهجية القتل الوحشية” ليست من “مناقبية الجيش السوري”، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة تحقيق عسكرية، على أن تعلن نتائج التحقيق خلال ثلاثة أيام.
في المقابل، وجه أحد قياديي “الجيش السوري الحر”، المنشق عن الجيش النظامي، والذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، دعوة السبت، لشن “هجمات انتقامية” ضد القوات الموالية للنظام، وقال العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر، في بيان مصور على موقع يوتيوب: “ندعو كل محاربينا الجنود والثوار، للقيام بهجمات انتقامية ضد قوات الأسد، والشخصيات الرسمية.”