fbpx
( وعاد صوت الحقيقة )

الخط يبقى زمانا بعد كاتبة وكاتب الخط تحت الأرض مدفون ) (ولن يضيع حق ورائه مطالب ) رحمة الله عليك يا هشام باشراحيل لقد مت مظلوم وأسرتك مظلومة أيضا , وصحيفتك حكموا عليها بالسجن ( المؤبد ) والتي هي في نفس الوقت صحيفة كل الناس , وحراستها حكموا عليهم أما مقتول أو يواجه الاعدام بدون ذنب اقترفوه , واليوم عادة الصحيفة للصدور لكنها بدونك يا هشام وهذا غدر الله لا مفر منه رغم وجودك بيننا الهاما ومحبه ونحن على طريقك سائرون بأذن الله تعالى  .

تاريخ مليء بالأحداث المثيرة في زمن تحكمه ذئاب بشريه في هذه البلاد لن تترك مجال لصاحب الحق إن يدافع عن حقه , لكن هذا التاريخ الذي نتحدث عنه لن يمر مرور الكرام بل  سيسجل كل صغيرة

وكبيرة كانت في حياة البشر أو غيرها من سيرة الأنسان على هذه الارض ,

وهناك آلام وأحزان تتعرض لها كثير من البشر لكن المصيبة الكبرى عندما تأتي تلك الآلام والمصائب من أولئك الذين يفترض ان يكونوا مؤتمنين على حياتك وحياة شعبهم , والمفارقة إن هناك بشر تسقط كأوراق الشجر من الوهلة الأولى عند تعرضهم لمشكلة ماء , وهناك بشر تصمد كصمود الجبال

تجاه الرياح والعواصف القاسية , وبعد ذلك يترك الحكم للشعوب من أجل إن تعطي الثناء والتقدير في النضال والكل ذي حق حقه في شرف الصمود والشجاعة كلا حسب ( عمله ) تجاه تلك العواصف في مراحل الثورات الخالدة ومنها الثورة الجنوبية السلمية والمنتصرة بأذن الله وخاصة منهم من تعرض للمتاعب ووهب حياته في سبيل حرية شعبه مثل هشام باشراحيل رحمت الله عليه

عندما بداءة ثورة الأيام ( الثورة الجنوبية ) كانت هذه الصحيفة هي النور المضيء والساطع الذي تمشي عليه تلك الثورة وربما لا ابالغ ان قلت ان الفضل الكبير في استمرار الثورة الجنوبية يعود الى شجاعة القائمين على تلك الصحيفة وعلى رائسهم الشهيد المرحوم بأذن الله هشام و أخيه تمام أطال الله في عمره

 – كم كانت الناس في ترغب مستمر كل صباح لتلك الصحيفة , امام الأكشاك كانوا قراء أو باعه متجولين وهي الصحيفة الوحيدة التي كانت تصل الى جميع القراء وحتى البدو في رؤوس الجبال لن تفوتهم هذه الصحيفة , ليس لإنهاء جنوبية لكنها صوت الحقيقة , الصوت المعبر عن حال لسان المظلومين ( صوت الحق ) دون منازع وكم كانت صدمت هؤلاء الناس عند سماع خبر توقيفها ,

– نعم لقد أهتز الجنوب كله من أقصاه إلى أقصاه على توقيف صحيفة ( الأيام ) وكان في نظر السلطة إن هيجان الثورة ربما يقل عند توقيف منبر الثورة ( الأيام ) لكنها أستمرت الثورة ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها التي رسمت خطوطها ما نشيت صحيفة الأيام

– أيام مرت مع ( الأيام ) مرت بحلوها ومرها رغم انها في أغلب الأحيان مرة لكنها حلوه بوجودها , لقد تعرضت هذه الصحيفة وأسرتها الكريمة آل باشراحيل والقائمين عليها في زمن ما يسمى بالوحدة إلى أقصى

انواع التعسف والاضطهاد وكذا ظلم لم يسبق له مثيل , لا في زمان بريطانيا ولا أيام الحكم الشمولي في الجنوب , دمرت مقراتها على رؤوس ساكنيها ونهبت أصولها وسجنوا رجالها على رأسهم المناضل الكبير الشهيد هشام رحمت الله عليه وقد كان سبب وفاته نتيجة لتلك الضغوط الظالمة التي تعرض لها

– وفي صنعاء لم تسلم تلك الصحيفة والقائمين عليها من عنصرية السلطة حتى القتل تم تزويره ضدها وضد حارسها البطل احمد عمر العبادي وتم تكوين الملف المزور وأصبح البري قاتل والقاتل بري في زمن سياسة الغاب وعدم وجود قضاء نزيه في اليمن , ودارت الايام كما تدور عجلة التاريخ ومع هذا الدوران ( عاد صوت الحقيقة ) وبعودة هذا الصوت عاد صوت الحق وسيعود الوطن بأذن الله إلى أهله لا محالة

– والاحداث تتوالى وحشود الجماهير الجنوبية في كل مكان في الجنوب كل ذلك لرفض الظلم والطغيان ومواصلة المسيرة نحو الهدف المنشود المتمثل بالحرية والاستقلال إن شاء الله

– فرحة لا بعدها فرحة في قلب كل جنوبي بعودة هذه الصحيفة – المحبوبة التي غابت عن محبيها لفترة زمنيه ليس قليله , فتره , قاربت على الخمس سنوات بعد إن ضحى رجالها بكل ما يملكون في زمن كان مليء بالمغريات لكنهم أبوا إلا إن يكونوا مخلصين لوطنهم ومظلومين في حقوقهم , وهذه التضحية التي قاموا بها آل باشراحيل من أجل الوطن عظيمة والقليل من يقدم عليها خاصة في هذا الزمن العجيب لكنها مواقف مشرفة لبعض الرجال وستظل تلك الذكريات حافز وتاريخ قوى تتناقله الاجيال على مر العصور لهذه الاسرة الكريمة الشجاعة.