fbpx
شباب الجنوب بين نهج الاحتلال وقيادته الانتهازية – بقلم : منصور زيد
شارك الخبر

 

مدخل الشباب في المجتمعات البشرية وعبر التاريخ القديم والمعاصر هم الشريحة الأكبر وفئتهم العمرية تقريبا (16 –40 عام) وهي المرحلة التي يبدأ فيها الشاب مشوار حياته في مجالات الحياة المختلفة فهي مرحلة الطاقة الإبداع الإنتاج والإقبال على المعرفة والعلم ويكتسب فيها خبرات ومهارات وعلوم ومعارف تمكنه من السير في مشواره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي ويكون عنصر فاعل في المجتمع وهو من يحمل راية التغير والبناء في المجتمع وتقدمه ممن سبقه والسير نحو صنع مستقبل امن ..

قيل عنهم (الشباب عماد الأمة ) وبالفعل هم عماد الأمة والثورات وأي عملية سياسية ونضالية في المجتمع هم أساسها .. وكثيرا ما نسمع الحديث عن الشباب أنهم نصف الحاضر وكل المستقبل…فالتاريخ القديم والمعاصر اثبت هذه المقولة ..فهم من غير مجرى التاريخ ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ,قدوة حسنة .

الشباب الجنوبي والتحديات الماثلة إمامة ان واقع وحال الشباب الجنوبي اليوم(الحاضر) وعلاقته بالغد(المستقبل) وفق المقولة أعلاه..ووفق المعطيات القائمة على الأرض والتحديات الماثلة إمام الشباب والتي تتحدث عنها في موضوعنا هذا والتي من خلالها نحدد هوية مستقبل شباب الجنوب باعتباره نتاج طبيعي وحتمي للحاضر . ان شباب الجنوب يواجه تحديات ومخاطر كبيرة من مصادر عدة وبالدرجة الاولى من سلطة الاحتلال : فالشباب هم الشريحة التي راهن عليها رئيس الاحتلال السابق صالح والذي سماهم بجيل الوحدة باعتبارهم شريحة تمثل صفحة بيضا يكتب عليها مايريد ويصقلها كما يريد وبغض النظر نجح او فشل في ذلك بطريقة او بأخرى فهناك أكثر من طريقة وهي قاتله ومسمومة سيضل الاحتلال ينتهجها مع شباب الجنوب لأنهم سيمثلون الخطر الأكبر له والكابوس المزعج لأحلامه الاستيطانية وتطلعاته في الجنوب وبالتالي بحجم الخطر سيكون حجم التعامل والنهج والأدوات المستخدمة ضد شباب الجنوب من منطلق ان الشباب هم وقود الثورة الجنوبية التحررية وطاقتها المتجددة المستمرة وهم الشباب قيادة الدولة وإدارتها وبالتالي مصلحته تكمن في تدمير فكر وسلوك الشباب اليوم ليسهل السيطرة على الغد وهو ما يجعل مقولة رئيس الاحتلال صالح قائمة وخطر محدق بالشباب وان بطرق أخرى ليس كما أرادها صالح.. فالاحتلال صنف او قسم شباب الجنوب الى نوعين : شباب سلبي ومستسلم ونوع ايجابي وفاعل وتعامل مع كل صنف بأدوات ووسائل مختلفة وكلها تحقق هدف واحد هو تدمير شباب الجنوب وجعله عنصر غير فاعل ومستسلم . فمثلا الشباب السلبي والذي يتعامل مع المواقف والتطورات والإحداث بنظرية القبول بالأمر الواقع تجده مستسلما ومتلقي لأي حدث او موقف ولايهمه من يتحكم بمصيره وتأثير هذا الفعل عليه مستقبلا ويهمه بناء ذاته في أي وضع مشروع او غير مشروع ..وهذا النوع من الشباب نحج الاحتلال باستقطابهم عن طريق الإغراءات المادية والمنح الدراسية وتوظيفهم واحتوائهم وبالتالي سيكونون عديمي التأثير والفاعلية والمقاومة ويتكيفون مع أي وضع وبل ويستخدموهم في نشر هذا الوعي السلبي المستسلم عند البعض الأخر مستغلين الظروف التي يعيشها شباب الجنوب والتي فرضها الاحتلال عليهم.

والنوع الأخر من الشباب وهو الشاب الايجابي الذي يبحث عن كرامته وحريته أولا ويعمل بطرق مشروعه لبناء ننفسه وصنع مستقبلة وتامين حياته ولا يفكر في نفسه فقط بل بالآخرين في مجتمعه فهو يرفض الباطل وهم الغالبية في الجنوب … وبالتالي من أولويات الاحتلال التعامل معهم بطرقه ممنهجة تختلف عن التعامل مع الشباب السلبي ويضلون هدف للاحتلال من خلال: أتباع سياسة منهجية تهدف الى حرمانهم من التعليم وتجهيلهم في المدرسة والجامعة والعمل على إحباطهم بكل الطرق القذرة ويبدأ هذا الفعل يعدم تأهيل معلمين أكفاء ويتمتعون بالنزاهة عدم توفير مقومات التعليم في المدارس تعين مدراء لايشعرون بالمسؤولية ووفق معاير حزبييه ويعملون على نشر الغش في مدارس الجنوب بقوة ومضاعفة العبء الاقتصادي من رسوم ووو إرهاق إبائهم في مواصلة تعليمهم في الوقت الذي يدرسون أبنائهم في مدارس خاصة ويستأثرون بالمنح في ارقي جامعات العالم نشر المخدرات وتسهيل مرورها وإدخالها الى مناطق الجنوب عبر عصابات منظمة تنتهج خطة مدعومة من مطابخ الاحتلال وبطرق تستغل ظروف الشباب الجنوبي ومن وقع في مستنقع المخدرات وتوسيع شبكة المخدرات لحرف الشباب سلوكيا وفكريا يمكن الاحتلال من توجيههم كما يريد. ومن حاول التمرد من الشباب على الحالات أعلاه فيلجئون لتصفيتهم ومحاولات لزرع الفتن بينهم وهدم جسور الثقة بينهم من خلال شبكة استخباراتية متخصصة لذلك الأمر ولاننسى أيضا استهدافهم من خلال عزل شباب الجنوب في عمر صغير عن المجتمع وتربيتهم عقائديا بطريقه لأتمت للاستلام بصلة مستغلين حماس الشاب وغيره على دينه والزج بهم في جماعات تكفيرية ترعاها سلطة الاحتلال. فالاحتلال منظومة تملك المال والإعلام والقوة لتنفيذ مخططاتهم في استهداف شباب الجنوب وتطلعاتهم وبالتالي علينا التنبه لهذا الأمر فالاحتلال يستهدف الحاضر كي يسيطر على المستقبل!!!!

وهناك تحدي أخر ماثل إمام شباب الجنوب هذا التحدي لايمكن مقارنته بالاحتلال حتى لايضن البعض او يسيء الفهم والتفسير ولكنه سيضل تحدي يعزز التحدي الرئيسي وهو الاحتلال لتنفيذ مخططه ..فالنخب والقيادات الجنوبية والمكونات الثورية تمثل تحدي استثنائي وذلك للاتي: تعاملت بسلبية مع التحدي الرئيسي والأخطر وهو الاحتلال تجاه شباب الجنوب ولم تستوعب الخطر الذي سيستهدف حاضر ومستقبل شباب الجنوب من خلال نهجه وسياسته التدميرية ولم تقم بمسئوليتها النضالية والأخلاقية تجاههم وتركتهم يواجهون المصير لأنفسهم. لم تأخذ بيد الشباب وتأهيلهم ونقل خبراتهم المتراكمة من المراحل السابقة والحالية لتشكل وعي حقيقي عند الشباب وتكون لهم مرجعيه تمكنهم من اتخاذ القرار لا ممارسة الوصاية عليهم بل للأسف ان هذه القيادات جعلت من شباب الجنوب أدوات يستخدمونها في أفق ضيق عندهم ونقلوا تجربتهم السلبية وارثهم الشمولي القائم على الصراع وحب الذات وتحويلهم لقطع شطرنج يحركونا متى ما أرادوا وفي الاتجاه الذي يريدون. ان التجربة الماثلة إمامنا خلال فترة الثورة الجنوبية الثانية وجدنا كثير من النخب والقيادات للأسف تستقطب شباب الجنوب بعضها ضد بعض واستخدمت المال والإعلام وإبراز البعض على حساب الأخر ليكونوا قوة ليست ضد الاحتلال بقدر ماهي ضد أطراف جنوبية أخرى وتحول معظم الشباب من صفحة بيضا نقية الى صفحة سوداء ملوثة وافرغوا شباب الجنوب من الوعي والسلوك الثوري وقيم الثورة الحقيقية وهذا بذاته يمثل أفراغ لمضمون الثورة التحررية ذاتها وإفراغ للحاضر وهناك جزء من شباب الجنوب تمرد على هذه الثقافة ثقافة الولاء والتبعية للقيادات والمكونات وأعطوا ولائهم بعد الله للجنوب ليعبروا عن إرادتهم ومحاولة صنع قراراهم بعيدا عن الماضي والأفق الضيق الحزبي والمناطق والشخصي متبنين فكر جديد للأسف عملت هذه القيادات والنخب على تخوينها وتفكيك منظومتهم من خلال التفريخ والاستنساخ وتوزيع صكوك الوطنية لمن يريدون ويرموهم بالعمالة مستغلين عاطفة وعفوية الشارع الجنوبي وبكل جراءة قيل من قبلهم اما ان تكونوا أداة طائعة لنا ..ام اقبلوا وتحملوا مترتبات رفضكم واستقلالكم عنا.. ..

وبالتالي وفق هذه الحقائق والمعطيات والتي تحدثنا عنها نختم حديثنا بسؤال وهو كيف سيكون الغد المستقبل لشباب الجنوب وللثورة الجنوبية التحرري؟؟؟ فالحاضر أكان سلبا او إيجابا سيؤسس للمستقبل وبنفس الحالة ستكون النتيجة. والسؤال الأخر ماهو هدف ثورة الجنوب التحررية في ضل واقع مرير يعيشه شباب الجنوب وكيف سيتحقق وعماد الثورة الجنوبية وأساسها ووقودها بهذا الحال؟ ان شباب الجنوب بين احتلال همجي متخلف يعمل بكل الوسائل لتدمير شباب الجنوب وبين قيادات ونخب جنوبية للأسف نقولها بمرارة انتهازيو لم تغادر مربع الماضي الشمولي ومربع التفكير بعقلية السلطة لاعقلية الثائر ّ!!! على شباب الجنوب اليوم استيعاب هذا الواقع المؤلم والتنبه له ومن مخاطرة مستقبلا والتفكير بمسئولية بالخروج منه وليعملوا على بناء الثقة في أنفسهم ومع زملا النضال وكسر قيود الاستسلام للأمر الواقع … فتحرير الذات فكرا وسلوكا (الحاضر)) هو الخطوة الاولى والأرضية الصلبة التي ننطلق منها لتحرير جنوبنا الحبيب واستقلاله وبناء دولته واستعادة هويته ان كنا نريد فعلا ذلك. رحم الله شهدائنا وأسكنهم الجنة والشفاء لجرحانا والحرية لاسرئنا والنصر لثورة شعب الجنوب فليعيش شباب الجنوب حاملين راية التحرير والاستقلال وحاملين  على إعتاقهم تضحيات الشهداء والسير على طريقهم والله الموفق

الناشط منصور زيد

أمين عام اتحاد شباب الجنوب السبت 24منايو 2014م

 

أخبار ذات صله