fbpx
ما بين الزعيم جمال عبد الناصر وعبد المجيد الزنداني ؟!!

ما بين الزعيم جمال عبد الناصر وعبد المجيد الزنداني ؟!!

الحامد عوض الحامد 

قد يبدوا العنوان منذ الوهلة للقارئ غريبا لعدم وجود قواسم مشتركة بين الرجلين , حيث ان الزعيم جمال عبد الناصر غائبا عن الحياة منذ اربعة عقود بينما مأثرة وأفكاره لا تزال حية ويتشبع بها ابناء الامة العربية وكذلك روحة الطاهرة التي لاتزال تحوم بين ابناء الامة جمعا  مستذكرين عهدة عهد الكبرياء والكرامة والشموخ العربي .. بينما الاخر عبد المجيد الزنداني ذو مظهر يثير الاشمئزاز لدى الكثيرين , رجل كثيرا ما يحاول بين الفينة والاخرى تسليط الأضوئ حولية من خلال فتواه الغوغائية البعيدة عن الواقع الديني والتي بها يريد استفزاز مشاعر الجنوبيين ليس الا .. وكذلك تحقيق مكاسب مادية وسياسية ضاربا حرمة الدين عرض الحائط غير ابه البتة …

  وفي الحقيقة فان اختياري لاسمي الرجلين كعنوان لمقالتي اليوم كون هناك مواقف للرجلين من الوحدة .. فمثلا الزنداني عندما قام ابناء الجنوب سنة 94 م بالمطالبة بعودة الجنوب , قام الزنداني بتشغيل اله الفتوى لدية وجماعته وكفر وحلل واباح لكل ما هو جنوبي وهذا كرمان لعيون الوحدة اليمنية لا لشي اخر … وبالأمس يظهر لنا بفتوى جديدة مثيرة للسخرية وهي مضمونا تمثل امتدادا لفتوى 94 م يتحدث فيها عن ان الوحدة فريضة اسلامية وانه لا يجوز التفريط بها باي شكل من اشكال النظم الغربية كالفدرالية وغيرها ..

 لكن انظروا ماذا عن الزعيم عبد الناصر ماذا يقول في سبتمبر سنة 1962 م وهو يواجه انقلابا عسكريا في دمشق على الجمهورية العربية المتحدة ” التي كانت تضم مصر وسوريا ” وصوت الزعيم جمال عبد الناصر يرنوا بنزاهة وامانة وتجرد يقول : ” ليس المهم ان تبقى سوريا في الجمهورية العربية المتحدة لكن المهم ان تبقى سوريا ” هذا ما قله هيكل قبل ايام , انظروا ماذا قال ناصر المهم ان تبقى سوريا ” ان تبقى امة بكيانها بتاريخها موجودة على الخارطة ” ” الله عليك ما اعظمك واعظم كلامك ”  لم يستخدم القوة ضدهم رغم امتلاكه القوة العسكرية الكافية اضافة الى شعبيته الجارفة على مستوى الوطن الاسلامي والتي من خلالها لاستطاع وضع قادة الانقلاب السوري في مواجه غاضبة عارمة مع الشعوب العربية وبالتالي نبذهم , ناصر يراعي حرمة ” الدم العربي” ولهذا لم يضغط على الازهر لإصدار فتاوى مدفوعة الاجر لتبيح سفك ” الدم العربي ” رغم , ناصر لم يسترسل دباباته وجنوده وطائراته ومدافعة لقتل السوريين كونهم نقضوا اتفاق الوحدة مع مصر رغم انهم هما من ذهب الى ناصر الى القاهرة وعرضوا علية الوحدة الاندماجية كما هو حالنا نحن الجنوبيين بالأمس مع اليمنيين الذين انجرينا مندفعين لنفيق فيما بعد واذا بناء في نفق مظلم ..

 حتى عندما تستمع الى سوريين مثال اللواء عبد الكريم النحلاوي قائد الانقلاب على الوحدة يقول في سلسلة من برنامج شاهد على العصر قناه الجزيرة ,  قال حينما قمنا بالانقلاب لم نواجه اي مقاومة من المصريين بل انهم تركونا بحرية لم يلاحقونا او يقوموا بتصفيتنا او اعتقالنا , لكن ماذا عن ابناء الشمال ماذا فعلوا بناء؟ ماذا سيكون حال الزعيم ناصر لو علم بما فعلة ابناء الشمال ماذا سيقول النحلاوي ايضا .؟ فهذا الشعبين السوري او المصري بالإمكان ان تعيش وتندمج معاة على الاقل لأنها شعوب بتحترم ادميتك وانسانيتك وعروبتك ..

لكن انظروا للشمال علماؤهم يصدرون فتاوى تجعلنا كفرة ملحدين مرتدينوتريد فرض الوحدة علينا بالقوة متناسين قولة تعالى ” الا اكراه في الدين ” فما بالنا بأمور الدنيا فتاوى تحث وتحرض على قتلنا متناسي هذا الزنديق وبطانته رابط وحرمة الدم العربي وكذا رابط النسيج الاجتماعي على مدى عشرون عاما بين ابناء الشعبين , الم يراعوا كل هذا العوامل  والاعتبارات .. اضافة الى القيادات السياسية والعسكرية التي ادت مهمة النهب والسلب والطرد والحرمان والتشريد والملاحقة والاقصى والتهميش .. وابناؤهم للأسف اما نعتنا بالانفصاليين او قاعدة او عملا او بقايا نظام .. وفوق هذا وذاك مصرون نحن شعب واحد والوحدة باقية فأي وحدة هذه يا امة  محمد ؟؟؟ ولا على راي المثل  ” حبني بالغصب “

 ليس المهم ان تبقى سوريا في الجمهورية العربية المتحدة لكن المهم ان تبقى سوريا , وفتوى الزنداني المراد منها ان تراق وتزهق دماء وارواح جنوبية , مقابل بقى الجنوب بخيراته وثرواته وبحرة وسماءه في متناول يدينا .. وفتوى الزنداني الاخيرة عن تكفيره لمشروع الفدرالية يعد صفعة مدوية موجهة لكل جنوبي ينادي او يتبنى مشروع الفدرالية مع الشمال .. فيا ترى هل تلك الصفعة ستفيقهم من سبات نومهم العميق ؟؟