fbpx
حملة أممية للقضاء على ظاهرة “البدون” حول العالم
شارك الخبر

يافع نيوز – فرانس برس

أطلقت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، حملة للقضاء على ظاهرة الحرمان من الجنسية، “البدون”، التي يعاني منها حوالي 10 ملايين شخص، معلنة أن هدفها استئصال هذه الآفة التي “صنعها الإنسان” في غضون 10 سنوات.

والدول المعنية أكثر من غيرها بهذه المشكلة هي بورما، حيث حرم أكثر من مليون شخص من مسلمي الروهينغا من الجنسية البورمية بموجب قانون صادر عام 1982، وساحل العاج حيث يعيش نحو 700 ألف شخص بدون جنسية وقد قدم أكثرهم من بوركينا فاسو، وتايلاند حيث يعيش 500 ألف شخص بدون جنسية، وليتوانيا التي يقطنها 268 ألف شخص ذو أصول روسية لكن دون جنسية روسية أو ليتوانية، وجمهورية الدومينيكان، حيث يعيش 200 ألف شخص من أصل هايتي لكن دون جنسية.

ويشهد العالم نزاعات كثيرة أجبرت ملايين الأشخاص، كما هو حاصل في سوريا، على النزوح وترك منازلهم وأحيانا مغادرة بلدانهم. فولد عشرات الآلاف من الأطفال خارج بلدانهم وهم يفتقرون اليوم للأوراق الثبوتية التي تثبت جنسيتهم.

وفي هذا السياق، قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس: “كل 10 دقائق يولد طفل بدون جنسية في مكان ما في العالم”، واصفا هذا الوضع بأنه “خلل خطير غير مقبول في القرن الـ21”.

ولمواجهة هذه المشكلة، أطلقت المفوضية العليا للاجئين حملة عالمية بعنوان “أنا أنتمي”.

وفي إطار هذه الحملة التي أطلقها أمس الثلاثاء غوتيريس وكذلك 20 من مشاهير العالم نشروا رسالة مفتوحة لفتوا فيها إلى أن “انعدام الجنسية يمكن أن يعني حياة بدون تعليم وبلا رعاية صحية أو عمل رسمي، حياة بدون حركة وبدون أمل ولا أفق للمستقبل”.

وبين الموقعين على الرسالة المفتوحة النجمة السينمائية أنجيلينا جولي ورئيس أساقفة جنوب إفريقيا السابق ديزموند توتو والمغنية برباره هندريكس.

وهذه الرسالة المفتوحة هي عريضة موجهة الى المجتمع الدولي لجمع 10 ملايين توقيع دعما لحملة القضاء على ظاهرة الحرمان من الجنسية في غضون 10 سنوات.

وتشمل خطة عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين 10 إجراءات ملموسة لحل أوضاع البدون جنسية وتجنب ظهور حالات جديدة، وأيضا التعرف بشكل أفضل على المحرومين من الجنسية وحمايتهم.

ومن بين هذه الإجراءات، تطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن تعمل الدول من أجل أن لا يولد أي طفل بدون جنسية وأن يؤمن تسجيل الولادات. كما تطالب الدول بإعطاء شهادات ولادة إلى البدون جنسية الذين يحق لهم الحصول على مثل هذه الوثائق.

وحاليا يعتبر 70% من المولودين الجدد السوريين المسجلين في مخيمات اللاجئين بدون جنسية، بحسب غوتيريس.

وغالبا ما يعاني البدون جنسية من التهميش طوال حياتهم، محرومين من الهوية القانونية عند الولادة، محرومين أيضا من التعليم أو العمل، و”حتى محرومين من الكرامة بأن يكون لهم مدفن ووثيقة وفاة رسمية”.

وهناك عوامل عدة تفسر ظاهرة الحرمان من الجنسية، ومنها الحروب وانهيار بلدان مثل الاتحاد السوفياتي وتشريعات بعض الدول التي تحرم الطفل المولود من أب مجهول من الحصول على جنسية الأم.

وبالرغم من توقيع اتفاقية دولية لاستئصال ظاهرة انعدام الجنسية في 1961، فإن المشكلة لا تزال قائمة بعد مرور 53 عاما.

غير أن بعض الدول وجدت حلا لمشكلة البدون جنسية. وهكذا وعلى إثر قرار صادر عن المحكمة العليا في بنغلادش في 2008 تم الاعتراف بـ300 ألف شخص بدون جنسية ناطقين بلغة الأوردو كمواطنين.

ومنذ العام 2009، حصل أكثر من 60 ألف مواطن سابق في الاتحاد السوفياتي على جنسية قرغيزستان و15 ألفا على جنسية تركمانستان. لكن يبقى أكثر من 600 ألف شخص يتحدرون من الاتحاد السوفياتي السابق بدون جنسية.

وفي الإجمال تمكن أكثر من أربعة ملايين شخص من البدون جنسية خلال السنوات الـ10 الأخيرة من الحصول على جنسية أو تثبيتها بفضل تغييرات تشريعية وسياسية.

أخبار ذات صله