fbpx
في ذكرى التصالح والتسامح

غداً يكون التصالح والتسامح الجنوبي الذي أنطلق تاريخ (13/1/2007م) أكمل عامه الثامن ، مكلل بوهج ذا عنفوان ثوري بلغ أوجه شعبياً منذُ انطلاقة الثورة في ذات السنة وذات اليوم الذي كان ميلاد مشروع التصالح والتسامح ، ويُحسب لجمعية ردفان في عدن أنها دعت لمشروع التصالح والتسامح واحتضنته وكانت محطة انطلاقته .

التصالح والتسامح أوجد بذرة وكان نواة لانطلاقة الثورة الجنوبية ، بالمقابل كانت الثورة الدعامة التي عمدت مشروع التصالح والتسامح بالواقع وجسدته في كل تفاصيلها ، ولو لم يكن من ثمار الثورة سوى تجسيد التصالح والتسامح واقعاً معاش لكان كافٍ أن تكون ثورة ذات معانٍ سامية ونبيلة .

دائماً وأبداً تُبنى الثورات على قواعد متينة تضمن لها الاستمرارية حتى يكتب لها النجاح في تحقيق أهدافها ، فإلى كون المطالب المحقة لأبناء الجنوب كانت أساس الثورة وسبباً في انطلاقتها ، كان التصالح والتسامح القاعدة المتينة التي أمدت الثورة بكل قوة واسندتها بكل عوامل الصمود والبقاء في بداياتها الصعبة الأولى .

تصالحنا وتسامحنا عما حدث في مأساة الـ(13 يناير / 1986م) وفتح الجنوب أبوابه لقادة تلك المرحلة متناسياً ما حدث ، لكن مرحلة ما بعد الاستقلال لا زالت موغلة بالكره في عقول البعض ، ومن جناتها للأسف وليس من ضحاياها ، وما محاولة البعض تبطين الرفض لشخصيات محسوبة كاسم على أنها مشيخية وسلطانية إلا دليل على هذا ، في حين أن أفعالها ومواقفها تجاه الثورة تعدت حاجز المشيخية السلطوية إلى الوطنية المحضة ، وباتت مواقفها هذه أفضل من شطحات من يُعرقلون الطريق أمامها بحجة المشيخية ومثيلاتها من التوصيفات..؟

قد لا تؤثم إن كنت ضحية وتحمل في قلبك العداء تجاه جلادك ، لكن أن تكون الجلاد ومارست في مرحلة ما الظلم بحق ضحاياك ، وبعد فترة طالت من الزمن لا زلت تحمل في قلبك بعض من عداءك للضحية فهذه معيبة بحق شعار ترفعه باسم (التصالح والتسامح) ، والأدهى الذي يعكس موروث نبيل لمن يحمله أن الضحية قد تناسى وطوى كل هذا على أمل بوطن جديد يتسع للضحية والجلاد والمواطن ..؟

التصالح والتسامح عم كل ما سبق وطواه إلى غير رجعة ، وبات ذات تاريخ ذكرى المأساة عيد ثوري يتداعى فيه أبناء الجنوب إلى العاصمة عدن للاحتفال بذكرى التصالح والتسامح كنقطة انطلاق للثورة ، لذا يجب أن يكون التفكير على هذا الأساس وعلى ضوءه تكون الأفعال أيضاً ، حتى نُجسد ثورة محبة للخير والسلام وفي حضنها يلتم الجميع تحت شعار التصالح والتسامح والوطن الواحد .

الجميل أن الوطن اليوم بات يرتدي لبس التعاضد ، يحمل أبناؤه همه ويُجسدون رابطة المودة فيما بينهم وهي ثمرة من ثمار التصالح والتسامح ، وما دمنا هكذا سننتصر يوماً ما ، أراه قريباً بقدر ما أخلصنا النية وحصفنا في القول وأحسنا الفعل .