fbpx
ضرورة تفويض اللجان ..

منذُ (1994م) عانى الجنوب ويلات خضوعه لحكم صنعاء العسكري ، وطوال هذه الفترة تعاملت صنعاء معه بطريقة الاستعمار قولاً وفعلاً ، ولم تعكس يوماً أن ما هو حاصل هو عقد شراكة بين دولتين اتحدتا في دولة واحدة تحت مسمى واحد وعلم واحد وعاصمة واحدة ، حكم الاستعمار هذا الذي عاناه الجنوب تكرس على أرض الواقع من خلال جرائم القتل التي تعرض لها أبناء الجنوب طيلة تلك الفترة ، وجرائم النهب والسلب للأملاك ومصادرة الحقوق .

ومنذُ ما بعد (1994م) لم تكن هناك قوة جنوبية تمثل بمثابة عامل ردع تجاه جرائم صنعاء بحق الجنوبيين رغم وجود الحراك الجنوبي ذو النهج السلمي في ثورته ، إلى أن دخلت اللجان الشعبية الجنوبية على خط المشهد السياسي في الجنوب من خلال تواجدها وبشكل رسمي في عدن لحمايتها من أي تسلل لأي قوة مسلحة تمثل تهديداً لأمن العاصمة عدن .

مثل تواجد اللجان الشعبية عامل توازن نوعاً ما ، في ميزان القوى داخل العاصمة عدن وأوجد حالة من فرض الهيبة وشكّل واقعاً مغايراً لأول مرة تُعايشه عدن من الناحية الأمنية والعسكرية ، إذ بات وجودها كقوة جنوبية بمقابل قوات النظام وأدواته العسكرية عامل اطمئنان في توافر عوامل الردع المتمثل فيها ونواة لقوة ستكون مستقبلاً قوة حسم للصراع الدائر .

وجود اللجان الشعبية بلا دعم شعبي يمثل حاضنة لتواجدها سينعكس سلباً عليها ، وإنهاكاً لتواجدها في عدن ، وحتماً سيؤدي إلى فشلها في أداء مهامها ، وكون أن الواقع الشعبي والجماهيري في عدن مرحب بوجود اللجان ويدعمها في خطواتها ، ففي هكذا حال بات من اللازم إعلان هذا الترحيب بشكل رسمي تمثله مسيرات جماهيرية تكون بمثابة إعلان تفويض شعبي للجان الشعبية في أن تأخذ مهامها كما أولاها الشعب إياها .

تفويض اللجان هو شرعنة ثورية لها ، ومنحها ثقة الشعب وهذا كفيل بأن يوجد حالة من الثقة في نفوس منتسبيها ، في أن ما يعملوه يواجه بترحاب وتأييد من الشعب ، ومحط تقديره وثقته ، كون اللجان وعناصرها من الشعب وإليه يهمهم ما ينظره به الشعب إليهم وما يحمله تجاههم .

دعم اللجان له أوجه أولها التفويض الشعبي العام لها بأن تأخذ مكانها كاملاً كما يجب وأن تؤدي دورها كاملاً غير منقوص ، الوجه الثاني هو الالتحاق بصفوفها ممن لديهم القدرة على حمل السلاح كون المهام الملقاة على عاتقها ستتضاعف وهي في هذا بحاجة إلى قوة بشرية كثيفة لسد متطلبات ما أوجده التفويض الشعبي لها ، الوجه الثالث هو الدعم بما تيسر من لوازم الدعم العينية سواءً بالشكل المنظم المستمر أو في حالاته الفردية أيضاً .

وجود اللجان هو عامل أثبت فاعليته في أن يكون للثورة الجنوبية تواجد فعلي ومُسيطر على الأرض ، وهو ما عكسته فِعال اللجان وموقفها في السيطرة على كثير من المنشآت الحيوية والهامة في عدن ، واستمرار هذا لن يكون بمقدور اللجان عليه في حال لم تجد التأييد الشعبي لما تفعله ، من هنا فإن ضرورة دعمها بات العامل الأوحد في مسألة استمرارية وجودها على الأرض ، فكونها قوة ثورية تُمثل نواة لقوة ستصنع الفارق على الأرض فهي بحاجة لتأييد الشعب لها والتفافه حولها .

دون شك اللجان هي من بيدها إثبات واقعاً مغايراً على أرض الواقع ، من هذا المنطلق يجب أن نتعامل معها وفقاً لمبدأ الترحيب والتأييد والتفويض لتُطلق يدها في العمل الثوري لصالح الجنوب وقضيته بكل ثقة مستوحاة من تأييد الشعب لها وتفويضه إياها ، وأن نُولي منهم أهل للثقة ثقتنا بالتأكيد فإن في هذا دافع باتجاه النصر .