fbpx
المتزحلقون على جلود الشعب..والراقصون على بقايا الجماجم الجنوبية

المتزحلقون على جلود الشعب..والراقصون على بقايا الجماجم الجنوبية 

بقلم: صالح اليافعي

هنا في الجنوب .. في كل زواياه وأمكنته… تتوه في عالم من اللحظات …وأنت تبحث عن ذلك القائد الثوري … فلن تجد إلا رجلاً قد فقد ظله …فصار يتناثر في دهاليز التيه… يحاول أن يصنع لنفسه ظلاً جديداً.
بالأمس تناثرت الحروف والبيانات والتصريحات والخطابات…في أرجاء الجنوب.. وكأنها…صوراً لملامح أشباح قادمة … لكنها لا تحمل أرواحاً… فيُخيّل إليك أنها تحمل عناوين الحقيقة…وما هي إلا ضجيج لثلة من الراقصين الجدد على بقايا الجماجم الجنوبية…
ثلة من الراقصين الذين يتراقصون على نعوش عانقت التراب.. يتلذذون بصنع هيلمان الوهم…وينسجون ما تبقى من خيوط المكر…حتى تلظت شفاههم بسموم فتاكة…فنطلقت لتنحر ما تبقى من روح وأمل وبقايا من وفاء …
مشكلة هؤلاء في الجنوب…للأسف …أنهم يريدون أن يكون الجنوب مشكلة… فما أن يظهر شخص ما …فيطلق عليه العوام أنه قائد … فما يبرح إلا أن يريد بالكل العودة إلى نقطة الصفر…والبداية من وقت انطلاقه هو… وليس من حيث انتهى الآخرون…
مشكلة هؤلاء مع الجنوب…أنهم لا يريدون أن يقول الآخرون أنهم أتوا متأخرين.. لذلك فهم يعتبرون أن الإنطلاقة والثورة هي ملك لهم وحدهم… منذ أن خرجوا هم..في الوقت الذي كانوا يغطون في سبات عميق… فانطلق الآخرون قبلهم..لذلك مشكلة هؤلاء أنهم يريدون أن يكتبوا تاريخاً جديداً ولكن على مقاسهم فقط.. وينكرون على الآخرين أنهم كانوا السباقين.. والسباقين..
مشكلة هؤلاء ليست معنا… بل إن مشكلة هؤلاء المتزحلقين على جلود الجنوبيين هي مع الجنوب بأسره…تزحلقوا ولا زالوا يتزحلقون…على تلك الجلود البشرية التي كوتها نار الظلم…ورسمت ملامح القهر على وجوههم…
لم يكتفوا بذلك…ولكن آخر شطحاتهم الثورية…ما قاله أحدهم..بأن نفى الكل.. وفصّل الثورة الجنوبية على مقاس جديد…وصنع تاريخ الجنوب من يوم مولده الثوري…
هؤلاء بخطر فكرهم الإقصائي…لا يقلون خطورة عن أولئك المتزحلقين الذين قسموا الجنوب إلى تيارين..تياراً إيرانياً وتياراً سعودياً…حراك علي سالم الإيراني وحراك باعوم السعودي… وكان البيض كعبة الجنوب وباعوم حجره الأسود…
هؤلاء ومنذ زمن وهم يوهمون أبناء الجنوب في الداخل والمملكة… أن هناك خطاً أخضر وأحمر وأصفر من السعودية لفهم القضية الجنوبية…ويزرعون التشكيك بالتيار الذي يقولون أنه سيقودنا إلى طهران..
سنيين وهم يلتقون بالأجهزة السعودية ويقولون الخير قادم…أعوام وراء أعوام وهم يلتقون بأبو أحمد وأبو مدري مِن… مِن الأمراء والوزراء وأصحاب الشأن .. وطويلي العمر …كما يقولون هم ويدعون…بينما يطلقون الإشاعات الأولى تلو الأخرى أن الأمن السعودي يعتقل شبابنا الجنوبي هناك ويدرجهم زنازينه..
قبل سنوات اعتقل بدر وغسان الصلاحي وغيرهم فقالوا لنا إنها غلطة وسيفرج عنهم بعد يومين أو ثلاثة …وطلبوا منا أن لا نكتب ولا نناشد لا في الإعلام ولا منظمات حقوق الإنسان.. واستمر اعتقالهم قراب العام.
طلبوا من شعبنا الطيب في الجنوب رفع أعلام السعودية في مظاهراته و اعتصاماته… وكل مرة تزيد الاعتقالات لأبناء الجنوب في السعودية…
كذبوا ومازالوا يكذبون… يوهمون الكثير أنهم أصبحوا تيار السعودية في الجنوب..فأين بدر الحكومة ورمزي ونواف وآخرون معتقلون في سجون السعودية.. يا تيار السعودية الوهمي..وأين تيار إيران في الجنوب فلا نرى أثراً..
سنتحالف اليوم مع من يساعدنا من أجل الجنوب إذا اعترف بعدالة قضيتنا… كانت إيران أو قطر أو بريطانيا أو غيرها …ولا ننتظر الوهم …أن تعطف علينا في الغد الجارة الكبرى… ولكن أهلاً بها ونحن من شحبت أصواتنا.. ونحن نناديهم ونرفع أعلامهم وفي الأخير معتقل خلف الأخر في سجونهم…