fbpx
الحراك الجنوبي ،، ماذا بعد 30 نوفمبر ؟؟؟؟

شكلت احتفالات الحراك الجنوبي السلمي التي أقيمت في العاصمة عدن وفي بقية مدن الجنوب الأخرى في 30 نوفمبر 2012م في الذكرى الـ45 للاستقلال الوطني حدثا جنوبيا متميزا وعبرت تلك الاحتفالات عن إرادة شعب الجنوب وتلاحمه وحدته الكفاحية من اجل استعادة الجنوب المحتل .

ونستطيع هنا ان نستخلص من هذه الاحتفالية ومن البيان الصادر عنها في عدن وكلمة الرئيس البيض بعض الدروس والرسائل التي أرسلها شعبنا في يوم 30 نوفمبر 2012م ومن أهمها :

 

1 – عبرت تلك الاحتفالية عن وعي وأصالة هذا الشعب ليتعانق هذا الحدث مع تلك الذكرى مجسداً ملحمة وطنية متواصلة لمسيرة التاريخ النضالي البطولي لشعب الجنوب ضد الغزاة والمحتلين من اجل الحرية والاستقلال .

 

2 –  جدد الجنوبيين في هذه الملحمة الشعبية التي خرجوا فيها رافعا راية الحرية والاستقلال ،، جدد الوفاء لشهدا الاستقلال الأول ،، والعهد لشهداء الحراك الجنوبي على مواصلة مسيرة النضال والتضحية من اجل الاستقلال الثاني واستعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية الحديثة .

 

3 – لقد مثلت هذه الاحتفالية بذلك الزخم الجماهير الكبير مع احتفالات أكتوبر 2012م وانتخابات الرئاسة في  21/ فبراير/ 2012 استفتاء حقيقي لشعب الجنوب في رفض الوحدة وإصرار الجنوبيين على استعادة دولتهم الحرة المستقلة.

 

4 – اسقط الجنوبيين في هذا اليوم كل المشاريع الجنوبية الناقصة التي لاترتقي لمطالب الشارع الجنوبي في الحرية والاستقلال وحسم الجنوبيين في ال30 نوفمبر 2012م خيارهم الوطني حول مشروع فك الارتباط واستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كما ترجمته تلك الحشود بشعاراتها المنادية للحرية والاستقلال والرافضة للاحتلال وهم يرفعون أعلام دولة الجنوب التي اكتست فيها تلك الفعاليات وزينت فيها شوارع ومدن وقرى الجنوب ، وكما عبر عنه كذلك البيان الصادر عن احتفالات ال30 من نوفمبر في عدن وكلمة الرئيس البيض.

 

 

5 – مثلت احتفالات الجنوبيين في ال30 من نوفمبر لهذا العام انتصاراً للإرادة الجنوبية الشعبية الموحدة المتسلحة بعملية التصالح والتسامح خلف مشروع الاستقلال رغم خلافات قياداته ومكوناته ورغم الاختراقات والأجندة المختلفة ومخاوف وارث الماضي وافشل شباب الجنوب طلاب الوطن وصمام أمان الثورة في هذا اليوم كل المحاولات الرامية لتقسيمهم ،

 كما اثبت هذا الشعب لتلك القيادات وللعالم انه شعب لن تثنيه ولم تؤثر في خياره ووحدته لا خلافات تلك القيادات ولا تآمر أحزاب المشترك ولا أموال حميد ولا فتاوي الزنداني والديلمي ولا تهديدات صادق الاحمر ولا اختراقات السلطة وقمعها وشراء الذمم ولا أجندة وتقاعس وصمت الخارج بل خرج من بين هذا كله ليقول للعالم نحن هنا واقفون على ارض الجنوب لأننا أصحابها وسننتصر بإذن الله .

 

6 – أكد الشعب الجنوبي مجددا على استمرار ومواصلة نضاله السلمي كخيار ووسيلة حضارية من اجل استعادة دولته الجنوبية المستقلة والذي يرفض العنف والتطرف والإرهاب ، واستطاع الحراك الجنوبي الذي لا يمتلك من الإمكانيات ، أن ينظم فعالية مليونية طافت شوارع محافظة عدن ذهاباً وإياباً مشياً على الأقدام لعشرات الكيلومترات دون أن يسجل فيها أي حادثة او شغب او اعتداء وهو بذلك يعري ويفضح ويسقط كل تلك الادعاءات والافتراءات التي حاولت سلطة صنعاء أن تنال من الحراك الجنوبي وتلبسه لباس العنف والتطرف والإرهاب والفوضى والبلطجة الخ ، لتبرر قمع السلطة له في الفعاليات السابقة وهي رسالة للغد على ان الحراك الجنوبي قادراً على تنظيم صفوفه وعلى استعادة دولته وإدارة الجنوب مجدداً .

 

7- أفشلت تلك الحشود مسرحية الحوار الوطني التي يراد من خلالها جر بعض الجنوبيين الى فخ الحوار الوطني لدفن القضية الجنوبية وأكد البيان الصادر عن هذه الفعالية أن أي حوار ينبغي أن يسبقه اعتراف واضح وصريح بالقضية الجنوبية كقضية شعب وان يكون الحوار ندي بين الشمال والجنوب وبإشراف ورعاية إقليمية ودولية .

 

8- شكلت هذه الاحتفالية محاكمة للموقف العربي والدولي السلبي من قضية الشعب الجنوبي والتعتيم الإعلامي تجاه مايعانيه هذا الشعب من قمع وتنكيل منذ صيف حرب 94م ولذلك فقد استطاع الجنوبيين في هذا اليوم من كسر حاجز الصمت وأسوار العزل الإعلامي ليسمعوا صوتهم وبقوة للعالم الذي أجبرت وسائل أعلامه على التعاطي مع هذا الحدث كأمر واقع وان كانت على استحياء  .

 

وإذا كنا هنا قد تناولنا بعض تلك الرسائل والمكاسب التي حققها الشعب الجنوبي في ال30 من نوفمبر لهذا العام ، التي يحق للجنوبيين أن يفخروا فيها وفي أبنائهم الشباب الأبطال ، فان السؤال الذي يطالبنا الإجابة عليه عملياً هو ماذا بعد ؟؟؟

هل ننتظر الى فعالية قادمة أخرى ؟؟ أم أن هناك مناخ جديد ومهمات ومسؤوليات فرضتها هذه المناسبة والتحديات الجديدة ينبغي على الجنوبيين انجازها وبالذات القيادات السياسية لتواكب ولترتقي لمستوى ذلك الحدث ولتكون عند مستوى تضحيات وتطلعات شعبنا من خلال الارتقاء بعملنا السياسي والإعلامي ليواكب حركة وفعل ونبض الشارع الجنوبي وهو أمر يتطلب الانتقال للعمل المؤسسي المنظم القائم على وحدة الإرادة وسمو ووحدة القيادة ووضوح وثبات الرؤية من اجل تأمين وتفعيل المسيرة النضالية التحررية وهو الأمر الذي يتطلب من مختلف القوى السياسية الجنوبية وفي مقدمتهم قيادات الحراك الجنوبي تحقيق وانجاز مهمتين وطنيتين رئيسيتين هما :

 

أولا – العمل بأسرع ما يمكن على وحدة القوى المؤمنة بالاستقلال وتنظيم تلك الجهود والطاقات المجزئة في إطار تنظيمي موحد وبأي شكل أو صيغة تضمن وحدة تلك الجهود والطاقات وتنظيم قيادتها الموحدة وعملها السياسي والإعلامي الموحد وهذه المهمة قد باتت اليوم لا تقبل التأخير والمبررات إن كنا ننشد الاستقلال وطلاب وطن بالفعل .

ولذلك فإنني أرى أن يبادر الأخ الرئيس البيض والأخ المناضل حسن باعوم الى تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف مكونات الحراك لانجاز هذه المهمة .

 

ثانيا – العمل على عقد مؤتمر وطني جنوبي لايستثني ولا يلغي احد يلتقي فيه الجنوبيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية والقبلية عنوانه الجنوب حزبنا الكبير ، الجنوب أولا ،، يضع فيه الجنوبيين مصلحة الجنوب فوق كل مصالح الأحزاب ويخرج فيه الجنوبيين بميثاق شرف جنوبي يحوي المبادئ والقواسم الدينية والوطنية المشتركة التي يحتكم ويلتزم بها الجميع وفي مقدمتها رفض الاحتكام للعنف والاحتكام للشعب الجنوبي في القضايا الخلافية من خلال استفتاءه والاحتكام لما تتمخض عنه إرادة الأغلبية من الشعب الجنوبي

 ولتحقيق ذلك فانه ينبغي دعم واستكمال الجهود التي بدأ فيها الأخ المناضل محمد علي احمد للاعداد لعقد مؤتمر وطني جنوبي والعمل على توسيع اللجنة التحضيرية لتشمل كل الطيف السياسي الجنوبي بحيث لاتتجاوز ولا تلغي ولا تستثني على اعتبار ان الجنوب وطن وملك ومسؤولية الجميع والكل شركاء ,,,,,,