fbpx
ماذا بعد مقابلة الرئيس البيض ؟

يعي الجنوبيون جيداً وفي مقدمتهم القيادات السياسية أن وحدة الجنوبيين تشكل شرطاً رئيسياً وضمانة حقيقية لانتصار القضية الجنوبية بل وصمام أمان المسيرة النضالية ، ويعون جيداً كذلك ان هذه الوحدة لايمكن أن تتحقق أو ترى النور إلا على دعامة وقاعدة التصالح والتسامح وبالإيمان قولاً وعملاً بقبول واحترام وشراكة الآخر ، ، الأمر الذي يتطلب القيام بحوار جنوبي جنوبي واعي يخرج فيه الجنوبيين برؤية لمستقبلهم ويضعون الأسس والمعايير والضمانات التي تؤمن وتحمي المستقبل وتطمئن الجميع .

 

لقد فشلت كل الجهود والمحاولات السابقة لتوحيد الجنوبيين من مؤتمر القاهرة الذي حمل اسم المؤتمر الجنوبي الأول إلى أخر مؤتمر الذي حمل مؤتمر شعب الجنوب المنعقد في عدن لافتقارها للإعداد الجيد ووجود لجان تحضيرية يشارك ويشترك فيها الكل حتى تضمن نجاحها بالفعل وبحيث تكون معبرة عن مختلف القوى السياسية الجنوبية ، ولذلك وبغض النظر عن تسميات تلك المؤتمرات وعن ما حققته من نتائج وما شكلته من تقدم إلا أنها ظلت مؤتمرات أحادية الجانب لم تستطع أي منها ان تستوعب الطيف السياسي الجنوبي بتنوعه وتعدده حتى يمكن أن يطلق عليها مؤتمرات وطنية جنوبية شاملة وجامعة تستطيع أن تنتج أدارة ورؤية سياسية جنوبية موحدة،

 

ولذلك فان نجاح أي عمل أو مؤتمر جنوبي شامل وواسع يحتاج إلى إشراك وشراكة الكل في الإعداد والتحضير من أول خطوة بحيث يشعر الكل أنهم قد ساهموا بالفعل في صنع الحدث وليس على طريقة استدعاء الناس في اللحظات الأخيرة وقد تم الإعداد والترتيب لكل شيء اعد كل شيء ،

 

لقد أثبتت التجربة أن أزمة الجنوبيين كانت ولازالت أزمة قيادة وان مشكلة الجنوبيين ليست في الوثائق ولا في الأهداف التي قد يلتقي ويجمع عليها الغالبية بل تكمن وتتمثل في ارث وثقافة الماضي وما تمخض عنها من أزمة ثقة ومخاوف حقيقية تحتاج إلى ثقافة جديدة منفتحة على الأخر والى سلوك وتعامل صادق مع الأخر والى وعمل ملموس يعيد الثقة ويبعد المخاوف ويطمئن الجميع ،

ماذا بعد مقابلة الرئيس البيض في ذكرى التصالح والتسامح ،، ؟؟؟؟

 

ما قاله الأخ الرئيس البيض في مقابلته الأخيرة بمناسبة الذكرى السابعة لعملية التصالح والتسامح بصدد وحدة الجنوبيين والحوار الجنوبي ليس بجديد فلقد سبق له ان قاله في كلمته في تشييع شهداء مجزرة  7يوليو 2010م في الضالع وفي كلمته كذلك بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر 2011م

وما نحب أن نؤكد عليه أن ما تناوله الأخ الرئيس البيض في مقابلته الأخيرة بصدد الحوار الجنوبي والمؤتمر الجنوبي وميثاق شرف جنوبي الخ ،، هو كلام جميل ومهم بل ومطلوب إلا أن مثل هذا الطرح من شخص الرئيس البيض ومن بقية قيادات الجنوب غير مقبول إن لم يترجم ذلك إلى عمل وخطوات عملية ملموسة ، يبادر من خلالها الرئيس البيض  بل ويقودها ويتولاها شخصيا وإلا اعتبرت تلك التصريحات والدعوات مجرد كلام للاستهلاك في المناسبات وإخراج ماء الوجه ليس إلا ،، وبالذات إننا نعي ونعلم جيدا ان الظرف الراهن يتطلب بالضرورة الإسراع لتشكيل قيادة جنوبية موحدة والتي لم تعد مطلب جنوبي فقط بل ومطلب وذريعة وحجة دولية ، كما ان الزخم الثوري المتواصل للحراك الجنوبي منذ انتخابات الرئاسة اليمنية في ساحات الجنوب قد شكل هو الأخر أرضية شعبية جديدة موحدة نقلت الحراك من الدفاع الى الهجوم خلف مشروع الاستقلال وشكلت هذه المناخات والانتصارات الجديدة بدورها الى تقارب ووحدة الكثير من الجنوبيين خلف خيار شعبنا بالحرية والاستقلال الأمر الذي اوجد مجالاً رحباً وفرصة سانحة لوحدة الجنوبيين وتشكيل قيادة جنوبية موحدة في هذا الظرف والوقت بالذات

والسؤال المطروح لماذا لا يبادر الرئيس البيض بتبني مقترح عملي لتشكيل لجنة حوار لتوحيد مكونات الحراك الجنوبي المؤمنة والمنادية بالحرية والاستقلال يشرك الكل فيها ولا يستثني احد ؟؟؟؟

ولذلك فأننا نرى أن عملية الحوار الجنوبي الجنوبي ينبغي ان يتخذ مسارين كل منهما يكمل الأخر هما :

المسار الأول :  الحوار بين القوى والمكونات التي تناضل من اجل استعادة دولة الجنوب من خلال تشكيل لجنة مشتركة من مختلف القوى السياسية الجنوبية التي تنادي بالاستقلال والحرية وفك الارتباط لإيجاد إطار توحيدي لها وهي مهمة وطنية عاجلة لا تقبل التأخير والمبررات لأنه من غير المعقول والمقبول لمثل هذه القوى التي ترفع الشعار الواحد والهدف المشترك أن لا تتوحد إن كانوا بالفعل طلاب وطن ؟؟

المسار الثاني :  الحوار بين القوى التي تناضل من اجل الاستقلال وبين القوى الجنوبية الأخرى التي لها مشاريع أخرى (مع إننا نعي أن المشاريع الاخرى قد باتت فرصها ضئيلة وضعيفة ان لم تكن قد سقطت) يقود هذا الحوار لعقد مؤتمر جنوبي شامل وجامع يخرج فيه الجنوبيين بميثاق شرف جنوبي يحوي المبادئ والثوابت الدينية والوطنية والقواسم المشتركة  وان يحترم الكل خيار الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه .

إن الكرة اليوم (وبالذات بعد نجاح فعالية ورسالة 13 يناير في يوم التصالح والتسامح) أصبحت في ملعب قيادات الحراك لتتحمل مسؤوليتها التاريخية وان تكون عند ومستوى التحديات والمخاطر التي تواجه الجنوب وتتطلب إلى تكاتف ووحدة الكل وتشكيل قيادة جنوبية موحدة ،فقد أدى شعب الجنوب في الميدان دورة وأكمل رسالته وآن الأوان لقيادات الحراك وبالذات بالخارج لان ترتقي في نشاطها السياسي الخارجي والإعلامي لما يواكب نبض وتحرك الشارع الجنوبي وبما يلبي تطلعات وآمال الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال ،،،

في الختام نتمنى بل ونرجوا ان نرى ونلمس في الأيام القادمة ترجمة حقيقية لما جاء على لسان الكثير من قيادات الحراك في الخارج بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان التصالح والتسامح والذي نعتقد أن أول خطوة عملية واختباريه للأخ الرئيس البيض والأخ المناضل حسن باعوم ان يقوما بتوحيد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي وإعادة لحمته على طريق وحدة كل مكونات الحراك الجنوبي الأخرى .