fbpx
لا للاقصاء‎
صراع داخلي كان سببا رئيسيا في تاخير وهج القضية الجنوبية ؛ رغم قوة القضية الجنوبية ووجاهتها  الا ان هناك  مساعي لاحباطها وافشالها  ؛ وكم كنا نتمنى ان نرى تلك الجهود وهي تسير باتجاه معالجتها واحتوائها  …
ماحصل ويحصل هو العكس ؛ ويحصل كل ذلك بسبب عدم وعي لحقيقة المعاناة التي يعيشها ابناء الجنوب من البسطاء ؛ ففريق السلطة السابقة والحالية يستغل الصراع الداخلي  ويشتري تارة هذا وتارة ذاك  ويظنون انهم بذلك سيصلون يوما الى القضاء على هذه القضية .. وهم مخطئون في ذلك … لان تنازل فلان او علان عن القضية لن  يؤدي الى شفى تلكم الجراح التي  غارت في اعماق قلوب مئات الالاف من ابناء الجنوب الذين نهبت اموالهم وممتلكاتهم والالاف من الجنوبيين الذين تم تهميشهم  في وظائفهم والالاف من الجنوبيين الذين  تم طردهم واحالتهم الى ماكان يسمى سخرية واستهزاء بخليك في البيت …
 
الجنوبيون مازالوا يتأرجحون في ارجوحة الاقصاء … يراوحون مابين التخوين والاتهام بالعمالة والتفريط في قضية الجنوب لكل من خالفهم في الراي …
 
ان حملة اي قضية ان لم يغضوا الطرف عن نقاط الاختلاف بل ويسعون الى  اذابة كل نقاط الاختلاف  وتعزيز نقاط الاتفاق والسعي الى الخروج برؤية مشتركة  تمكن الجميع من السير الى الامام  باتجاة الضغط على الطرف الاخر المخالف وعلى المجتمع الدولي للقبول باصحاب هذه القضية او تلك كرقم صعب على ارض الواقع يفرض نفسه ويصعب بل ويستحيل تجاهله ….
 
لكن ان لم يكن هناك اتفاق بين الاطياف الختلفة وكل فصيل يشتغل ضدا على الطرف الاخر فانتم بهذه الطريقة توفرون على الخصوم الجهد والمال والوقت الذي يفترض ان يبذلونه في مواجهتكم  ؛ فكل فريق منكم يقوم بمقام الخصم والخصم  سالي البال مرتاح كما يقال …
 
فليعمل الجميع ويجب ان يظهر دورا فعالا ومؤثرا للمثقفين والاكاديمين …
القضية محتاجة الى العقول اكثر من الرصاص والهتافات ..
القضية تحتاج الى وعي بالواقع وادراك حقيقي للسياسة العالمية والتي شئنا ام ابينا فانها تلقي بظلالها علينا  ..
المجتمع الدولي والارادة الدولية هي الحاضر الاقوى  في ملاعب السياسة العالمية وهنا ياتي دور السياسيين واصحاب العلاقات الدولية ؛ هنا ياتي دورهم الحقيقي الذي يجب ان يترافق مع الشارع الجنوبي  وبالتوازي معه …
 
ونكرر ماقلناه ونقوله ان الحراك السياسي في هذا العصر ربما اقوى واكثر تاثيرا من الحراك الشعبي ..
ولابد من الضرب على اوتار السياسة بحنكة ودهاء .. واول خطوة هي تقبلنا لبعض واحترام الاراء والتي بالتاكيد كلها تصب في اتجاه واحد وهو تحقيق العدالة لكل مظلوم في ارض الجنوب