fbpx
مصير الأفغانيات بيد مجلس علماء المسلمين
شارك الخبر

 

يافع نيوز – وكالات

ربطت طالبان استمرار تمتع المرأة بحقوقها المدنية بمدى ملاءمتها للشريعة الإسلامية، وحتى قبل أن تحكم سيطرتها على كامل البلاد تعهدت طالبان بعدم مساسها بحقوق النساء اللاتي اكتسبنها على مدى عقدين، ما لم تكن مخالفة للشريعة.

 

وقال قيادي بارز في حركة طالبان إن دور المرأة في أفغانستان، بما في ذلك حقها في العمل والتعليم وشكل ملابسها، أمور سيبت فيها في نهاية المطاف مجلس من علماء المسلمين.

 

وقال وحيدالله هاشمي، المطلع على صنع القرار في الحركة، لرويترز “علماؤنا سيقررون ما إذا كان سيُسمح للبنات بالذهاب إلى المدارس أم لا”. وأضاف “سيبتون في ما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا. الأمر متروك لهم”.

 

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان، في مؤتمر صحافي بكابول إنه سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة “وسيكُن فاعلات للغاية في المجتمع لكن في إطار الشريعة الإسلامية”.

 

وقال قادة غربيون إنهم سيحكمون على حركة طالبان الجديدة من خلال أفعالها، بما في ذلك كيفية معاملتها للبنات والنساء.

وبعد أن باتت أفغانستان بيد حركة طالبان، تخشى النساء والفتيات اللواتي استفدن مع جيل كامل من عديد الحقوق والحريات، التحول إلى الفئة الأضعف في البلاد. وترى العديدات أنهن عرضة اليوم لخسارة المكاسب المحققة بصعوبة خلال عقدين من الزمن، خصوصا بعد سقوط العاصمة كابول.

 

وبعد أن استكملت طالبان اكتساحها لأغلب المدن في أفغانستان، ثم دخلت العاصمة كابول دون قتال وسيطرت عليها بعد عقدين من الزمن على طردها منها، يخشى أن تصبح النساء والفتيات من بين الفئات الهشة في المجتمع الأفغاني. فلطالما استهدفت الأفغانيات لمعارضتهن هجمات طالبان، أو حتى لتوليهن مناصب قيادية.

وفرضت طالبان تفسيرا صارما للشريعة الإسلامية، يشمل الجلد العلني والرجم حتى أطاح بها القصف الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. ومع استكمال القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة انسحابها، حققت طالبان مكاسب سريعة على الأرض، مما أثار مخاوف بين النساء من التراجع عن حقوقهن، من التعليم والعمل إلى حرية الحركة. فخلال حكم طالبان، طُلب من النساء تغطية أجسادهن ووجوههن ببرقع، ومُنِعن من الدراسة أو العمل أو مغادرة المنزل دون محرم.

 

ويقول المتشددون إنهم تغيروا، وإن الإسلام يمنح المرأة حقوقا في الأعمال التجارية والعمل والميراث والتعليم، لكنهم لم يقدموا تفاصيل، قائلين فقط إن هذا سيتقرر وفقا للشريعة الإسلامية، مما أثار الشكوك لدى العديد من النساء.

 

وتعهدت الحكومة بعدم التنازل عن حقوق المرأة مقابل السلام لكن المحادثات بين طالبان والساسة الأفغان فشلت في إحراز تقدم. وقد توقع محللو مجلس الاستخبارات القومي الأميركي خسائر للنساء، حتى قبل فوز طالبان، وعزوا مكاسب النساء الأخيرة إلى الضغط الخارجي، وليس الدعم المحلي.

 

وكانت فوزية كوفي إحدى المفاوضات القلائل في محادثات السلام بين السياسيين الأفغان (الذين تعهدوا بعدم المساومة على حقوق المرأة) وطالبان.

 

وقالت كوفي التي نجت من محاولتي اغتيال إن “المقاومة التي تتمتع بها نساء أفغانستان لن تعود إلى نقطة الصفر. سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على وجود المرأة في المجتمع وفي الحياة السياسية والاجتماعية.. لن نعود إلى الماضي المظلم”.

 

وخطت النساء خطوات كبيرة خلال العقدين الماضيين، حيث أنهت أعداد متزايدة من النساء تعليمهن وعملن في مناصب كانت حكرا على الرجال، بما في ذلك السياسة والإعلام والقضاء والضيافة وتكنولوجيا المعلومات.

ومع سيطرة طالبان على البلاد، يخشى الكثير ضياع حقوق النساء مع إلغاء الحركة أغلب تلك الحريات التي انتزعنها خلال 20 عاما، بعد أن ساعدت الولايات المتحدة عبر القوات التي تقودها في الإشراف على مسار انتقال البلاد إلى الديمقراطية.

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد الفارط طالبان وجميع الأطراف الأفغانية الأخرى إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” وأبدى “قلقه خصوصا حيال مستقبل النساء والفتيات اللواتي يجب حماية حقوقهن المكتسبة بصعوبة”.

 

فخلال سيطرتها على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.

 

إلا أن الحركة قدمت في خطابها الأخير وجها أكثر اعتدالا فتعهدت باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء. وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم في تصريح تلفزيوني إن “الحركة لديها قنوات اتصال مع دول أجنبية وترغب في تنمية هذه القنوات”. مضيفا أن “طالبان تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية”. موضحا “ندعو كل الدول والكيانات إلى الجلوس معنا لتسوية أي مشكلات”.

 

ومع سقوط كابول، يخشى أن يكون الأوان قد فات لإطلاق مناشدات والحصول على المساعدة. فقد أفادت تقارير عديدة بقيام طالبان بتفقد منازل المواطنين لإعداد قوائم للنساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و45 عاما، بغرض تزويجهن قسرا من المقاتلين الإسلاميين. وفي نفس الوقت أخطرت الحركة النساء بوجوب عدم مغادرة المنزل إلا في حال رافقهن الرجال. وأنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية. وأقفلت المدارس أيضا. لكن طالبان تنفي العودة إلى تلك الممارسات.