fbpx
مليونيات متتابعة وقيادات مختلفة
شارك الخبر

يافع نيوز – كتب / عبد الرحمن الطحطوح

الثورة الجنوبية أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى تلاحم وتعاضد , وأصبحت بحاجة إلى عقول تنويرية تفتح لها مجالات جديدة للمضي قدما نحو تحقيق أهدافها , لان الثورة الجنوبية لم تعد ثورة عفوية شعبية كما كانت في 2007 وما بعده , لذلك فهي بحاجة ماسة إلى العمل المؤسسي والتنظيمي الذي يحافظ على توجيه الجماهير وتقنين نضالها المستمر لكي لا يصاب الثائر الذي يشارك باستمرار بالمسيرات و الفعاليات بالإحباط أو التكاسل على اقل تقدير بسبب النمطية في العمل الميداني ولكي لا تكون الفعاليات مستنسخة مما قبلها  .

هذا الكلام اخص به القيادات وليس الثائرين الذي ملاءوا الميادين فخرا واعتزازا وبأصواتهم الحية اسمعنا العالم صرختنا المدوية , إذ لم يعد خافيا على ذي لب إن الهوة قد أصبحت شاسعة بين القيادات والجماهير الذين بدءوا  أكثر يقينا بان الوقت قد حان للبحث عن قيادات شابة الفكر والتخطيط  تعيش مع الجماهير وتسير معها في نفس الخندق , وبالتالي إعفاء القيادات العتيقة من إي عمل سياسي يمثل الثورة الجنوبية التي أعاق تقدمها الخلاف المستمر الذي لم يعد مبررا ولا مقبولا لاسيما وان أسبابه غير منطقية وحججه أهون من بيت العنكبوت .

يحق لنا اليوم وخصوصا بعد مليونية 27 ابريل أن نقول إننا قد ابتُلينا  بتلك القيادات وإنها قد أصبحت عبء على ثورتنا , وبدل أن تكون جزء من الحلول والمخارج أصبحت الجزء الرئيس في المشكلة واشغلت الناس بخلافاتها وعدم توافقها , بل ولا أبالغ إذا قلت أنها قد أصابت الكثيرين بالإحباط وشككتهم في انجاز ثورتهم لأهدافها , إذا من غير المنطق والعدل أن تزحف الجماهير الجنوبية من كل المحافظات وتتحمل عناء ومشقة الوصول إلى العاصمة عدن وتظهر عزيمة وإصرار على إقامة الفعالية  بينما تلك القيادات لا تزال تتراشق بالتهم فيما بينها وتتبادل رسائل التخوين .

ليس عيبا أن تعترف قيادات الجنوب بأنها قد فشلت في إيجاد توافق فيما بينها وأنها لم تعد قادرة على العطاء وبالتالي تعطي لغيرها الفرصة بكل رحابة صدر وتُغلّب المصلحة الوطنية على كل المصالح  , ولكن العيب كل العيب أن تستمر في التخبط والتوهان وتصر على الاستمرار في تضييع الوقت الذي يحسب فيه على أبناء الجنوب كل دقيقة وكل ثانية , فإذا كانت تلك القيادات قد تنازلت في مايو 90 لنظام صنعاء وسلمت مقاليد الحكم لعلى صالح دون قيد أو شرط فالأولى بها أن تتنازل لشعبها وأبناءه  الثائرين في الميادين , ولكنني  على يقين بان شيء من خفايا الماضي المؤلم  لا يزال  يتملك قلوب تلك القيادات ويسيطر على عقولها وإلا لما ظلوا على هذا الشقاق المقيت  .

لمصلحة من تتقسم الثورة الجنوبية إلى فصائل متعددة وكل فصيل أصبح له رؤيا مستقلة عن الآخر مع إن الجميع مشترك في العمل الميداني وكل له إسهاماته البطولية  , أليس عيبا أن يصبح شهداء الجنوب الذين قدموا أرواحهم من اجل التحرير والاستقلال مرتهنين لموقف فصيل او خلافه مع فصيل آخر , واليس مخزيا أن يتهم فصيل بأنه مدعوما من دولة خارجية وفصيل مدعوما من جهة مشبوهة , ومن يصدّر التهم شخصيات قياديه لها تاريخ سياسي حافل , هل وصلت الأحقاد إلى أن يخرج كلا ما تجود به نفسه الأمارة من اجل إفحام خصمه أو إسقاطه ؟.

قد يقول البعض ان الأمر فيه تهويل وتضخيم وان ما يجري هو اقل بكثير مما نقوله او نشاهده او نعتقده , إلا أن الشواهد تدل على ما نقول وما أكثرها  , بل قد تأتي قادم الأيام بما هو اشد وأعظم إن استمر الحال على ماهو عليه  , لان تقدم الثورة الجنوبية واتساع رقعتها سيصّفي كل الشوائب  وفي آخر المطاف لن يبقى إلا من يؤثر قضية شعبه ومصلحة بلده على كل مصلحة ذاتية والتاريخ سيبقى مفتوح لتدوين كل صغيرة وكبيرة وسيجل بأقلام لا تمحى ولا تبلى حروفها .

خلاصة القول ان عتابنا على القيادات في هذا الوقت دافعه  حب المصلحة الوطنية وتعظيما لدماء الشهداء واحترام لتاريخهم السياسي الطويل لكي لا يظن البعض أننا نصطاد في الماء العكر  كما نسمع عندما يوجه النقد او يبدي احدنا وجهة  نظره , فإننا  نعلم أنهم يحملون في دواخلهم هم القضية والشعب ولكن ترجمة هذا الشعور مهمة وخصوصا في هذا الوقت لاسيما واننا في الجنوب نعيش سباقا مع الوقت والمؤامرات والدسائس تحاك ضد ثورتنا في كل مكان يتواجد فيه المحتل وأعوانه .

أخبار ذات صله