fbpx
الحرس الثوري الإيراني يروج لنماذج صواريخ ومسيّرات في الدوحة
شارك الخبر

 

يافع نيوز -العرب

استوقفت مشاركة قادة من الحرس الثوري الإيراني في معرض ديمدكس الدفاعي القطري، العديد من المتابعين للمعرض الذي اختتمت فعالياته الأربعاء.

وظهر قادة من الحرس الثوري، المصنف على لائحة الإرهاب الأميركية، وهم يحتسون الشاي ويتناولون التمر خلال عرضهم نماذج من صواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة في المعرض الذي أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، وحيث توجد غير بعيد عنها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة.

وبدا حضورهم صادما بالنسبة للكثيرين، في وقت تشعر فيه دول خليجية أخرى بالقلق من احتمال أن تلغي الولايات المتحدة تصنيفها للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، في إطار جهود لإحياء اتفاق نووي مع إيران.

ويرى مراقبون أن مشاركة الحرس الثوري في معرض قطر الدفاعي لا يخلو من دلالات سياسية، لعل أبرزها حرص قطر على الاستظهار بسياسة متمايزة عن باقي محيطها الخليجي، وعدم اهتمامها بما سيولده هذا الحضور من حساسيات في المنطقة، خصوصا من السعودية التي تنظر إلى الحرس الثوري على أنه تهديد وجودي لها.

ويشير المراقبون إلى أن مشاركة قادة الحرس الثوري الإيراني في معرض ديمدكس، يندرج في سياق مساعي قطر لإعادة تعويم إيران، والتعامل مع هذه القوة العسكرية كأي قوة نظامية ممثلة لبلادها، بما يمهد لجهة سحبها من لائحة الإرهاب.

وتوسّع نشاط الحرس الثوري الإيراني، التابع مباشرة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، عبر وكلاء شيعة له في المنطقة، وشمل ذلك اليمن حيث شنت جماعة الحوثي الأسبوع الجاري هجوما صاروخيا جديدا على منشآت نفطية سعودية، هدد بتعطل التدفقات النفطية، في وقت يواجه فيه العالم أزمة طاقية.

وتتهم الرياض الحرس الثوري الإيراني بتسليح الحوثيين وتزويدهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة. وشدد مجلس الوزراء السعودي في اجتماع له الثلاثاء على أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في دعمها للمتمردين، وأن يضطلع بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة.

وتتخوف السعودية كما بعض دول المنطقة من تمشي الولايات المتحدة لجهة سحب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وما قد يفضي إليه ذلك من إطلاق يد الحرس والتنظيمات الموالية له في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون.

وأفادت أنباء بأن واشنطن تدرس رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من على قائمة المنظمات الإرهابية، مقابل ضمانات إيرانية بكبح نشاط القوة الخاصة التي تسيطر على إمبراطورية تجارية. وتقول مصادر إن هذا يأتي ضمن آخر القضايا التي يجري بحثها في محادثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وتلعب قطر دور ساعي البريد بين واشنطن وطهران في ما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول الاتفاق، وكانت لها مساهمة مؤخرا في تراجع روسيا عن شروط طرحتها، وتقضي بالحصول على تعهدات كتابية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها جراء عمليتها في أوكرانيا، على تعاملاتها مع إيران في حال تم توقيع الاتفاق.

كما لعبت قطر مؤخرا دور الوسيط في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن المحتجزين، ويرى المراقبون أن الدوحة تسعى لاستغلال علاقتها المتقدمة مع إيران لتعزيز دورها كوسيط يمكن للغرب الرهان عليه.

ويشير المراقبون إلى أن سياسة قطر ستؤثر حتما على علاقتها مع السعودية، التي بالتأكيد لن تقبل رؤية قادة من الحرس الثوري وهم يتصرفون بمثل هذه الحرية في الدوحة، ويعرضون نماذج لصواريخ ومسيّرات كانت المملكة ولا تزال أكبر المتضررين منها.

وأحجم قادة الحرس الثوري الذين حضروا المعرض الدفاعي في الدوحة، الذي افتتحت أعماله في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، عن التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية، في حين تجمع بعضهم في الجناح الإيراني الذي يحمل ملصقا ضخما لزورق سريع يضم أفرادا من القوات الخاصة، وتفقد البعض الآخر أرض المعرض.

ومروا أمام المجموعة المحيطة بقائد الأسطول الخامس الأميركي، والتقطوا صورا بهواتفهم الخاصة لناقلة جنود إيطالية مصفحة، وتفقدوا بنادق آلية تركية.

وفي جناح متاخم لجناح الحرس الثوري، عرضت شركة جنرال أتوميكس الأميركية طائرتها المسيّرة أم.كيو-9 بي. وأجازت وزارة الخارجية الأميركية للشركة بيع 18 طائرة للإمارات في صفقة تبلغ قيمتها 2.9 مليار دولار.

واجتذب معرض ديمدكس الدفاعي القطري شركات دفاع دولية تأمل في زيادة مبيعاتها لدول الخليج الغنية، التي تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية.

أخبار ذات صله