fbpx
تفكير اليوم.. بعقول الامس.. غير مجدي ياأبناء الجنوب‎
جنوب اليمن قتيل بايدي ابنائه ؛ فمنذو رحيل السيدة العجوز وابناء الجنوب في صراع مدفوع الاجر ؛ فصراعاتهم لم تكن من أجل الثروة لأن تكديس الثروة لم تكن جزءً من ثقافة ذلك الجيل ، تغيرت الاحوال وتبدلت ومضت الايام والسنين ؛ وبقي الحصاد المر لتلك المراحل التاريخية والتي ارتكبت فيها القيادات اخطأ تاريخية القت بظلالها على كل المراحل من بعدها ؛ حتى وصل الحال الى ماوصل اليه اليوم ….
 
الخطأ التاريخي الاكبر كان في في عام 90م بالتحديد في يوم الثاني والعشرين من مايو بل ربما كان الخطأ من قبل ذلك التاريخ متمثلا بتلك التعبئة الجنونية باتجاه الوحدة اليمنية ؛ والتي كانت دون وعي من القيادة السياسية في الجنوب  ؛ دون وعي بواقع الحال في الشمال ؛ ودون وعي بالفروقات الاجتماعية بين البلدين ؛ دون وعي بالمناخ الاقتصادي المتناقض تماما بين شطري اليمن ؛ ودون وعي بالاختلاف الجذري في تركيبة المجتمع  ونظامة السياسي …
 
كل ذلك فات وانتهى ولم يعد الحديث عنه اليوم مجدياً ؛ الامر المهم والأهم من كل ذلك هو اصرار البعض على التفكير بنفس العقلية التي اوردتنا هذا المورد الكئيب وهذا المورد البئيس ..
 
المشكلة اليوم  هو اننا ابناء اليوم ومازال البعض مصراً على ان يفكر بعقلية الأمس  والتي اثبتت الأيام فشلها الذريع في بناء الوطن بل في الحفاظ عليه كما كان يوم استلموه من السيدة العجوز ..
 
قيادات تاريخية مازال البعض يتغنى بها وباسمائها رغم ان الجميع متفق ومجمع  على فشل تلك القيادات وانها السبب الذي اودى بالجنوب واهله ،…
ايها العقلاء …
نحن اليوم علينا ان نفكر بعقول اليوم .. علينا ان ننطلق من واقعنا  وان نتعاطى مع المجتمع الاقليمي والدولي بناء على ماتمليه المصلحة العامة لثورة الجنوب التي مازالت تتأرجح في مكانها من يوم انطلاقتها الاولى …
قد نقنع انفسنا من باب الدعم النفسي والمعنوي بانه تحقق وتحقق لكن في واقع الحال ومقارنة بالفترة الزمنية للثورة الجنوبية فاننا لم نحقق شيئا  على ارض الواقع لاسيما في اقناع الراي العام الدولي بقضية الجنوب ؛ فالمجتمع الدولي مازال متحفظ ومازال متردد ..
 
ليس حبا في حكومة الشمال ولا حبا في وحدة اليمن ؛ وإنما تكيفا مع مصالحها الاقتصادية والعسكرية  ، الغرب لايهمه الا ان يجد مصالحه في مأمن وانسجاما مع مايحقق له التواجد الفعال ويؤمن له خطوط النقل الدولية التي تقع اليوم وتطل على واحد من اهم هذه الممرات البحرية …
 
الغرب لم يجد مشروعا حقيقيا في الجنوب من قبل القوى الداعية الى تحرير الجنوب ؛ المجتمع الدولي لم يجد انسجام وتوافق في الجنوب يضمن من خلاله الحفاظ على مصالحه ؛ المجتمع الدولي وماما امريكا لم يجدوا حتى الان توافقا في الجنوب حتى يستطيعوا مخاطبتهم بصفتهم كيان واحد وقيادة واحدة …
 
المجتمع الدولي لايدعم ولايؤيد الا من يكون قويا متماسكا ويملك رؤية ومشروع واضح على الاقل مساويا لما هو موجود ان لم يكن افضل منه ..
فياابناء الجنوب علينا جميعا ان نبحث عن رؤية واحدة تمثلها قيادة واحدة من اجل تحقيق مشروع واحد  يستظل بظله كل ابناء الجنوب ولنتناسى قليلا الماضي والياته وعقلياته وانماط التفكير فيه … علينا ان نرسل ادمغتنا في رحلة مكوكية  حول العالم لنرى كيف يفكر العالم وكيف يتعامل وماهي العوامل التي نستطيع من خلالها ان نكسب دولا  لها القدرة على قلب موازين القوى بصالحنا  …