fbpx
هذه كانت رسالتي للاخوان بتاريخ 19/5/2012م‎

في لحظة غضب واستياء من الانظمة السابقة ؛ وفي لحظة نشوة الانتصار على الوضع الذي عشعش على المواطن العربي طيلة فترة استمرت لعقوود طويلة ؛ وفي لحظة الزخم الثوري تدافع المواطنون في كل بلد عربي خلف الاخوان ليمنحوهم اصواتهم في صناديق الاقتراع ؛ فانتصر الاخوان في اكثر من مكان في الوطن العربي ؛ استلموا مقاليد الحكم في تونس ؛ ومجلس الشعب المصري وعينهم على الرئاسة المصرية وفي المغرب ايضا الحال لايختلف عن مصر وتونس وربما تتبعهم اليمن وان كان اليمنيون اكثر تجربة من باقي الدول في هذا الجانب وفي اليمن ايضا تنوع فكري وثقافي اكثر من غيره من الدول العربية الاخرى واليمن ايضا تتميز بان هناك احزاب لها حضور على الساحة وفي اليمن جرب اليمنيون الاخوان المسلمون فقد تؤدي هذه العوامل الى تقليل نفوذهم والحد من سيطرتهم بالاغلبية .
لكن من هنا اوجه رسالتي الى الاخوان المسلمين والذين نتمنى ان يلتفتوا الى الدين والعقيدة اولا وقبل كل شيء ؛ فالناس قد سئمت من القوانين الوضعية وتعسفات الانظمة الدكتاتورية وقد مل الناس من الفساد المالي والاداري الذي جثم على قلوبهم سنواات طوال وكان ضيفاً ثقيلاً طال بقاؤه ؛ وكم كنا نسمع الاخوان وهم يهتفون ويحرضون ضد الحكام بسبب ولائهم للغرب واليوم يقعون في نفس الخطأ الذي وقع فيه الحكام السابقين وان كنت ارى انه كان وضع طبيعي بسبب السياسة الدولية ولكن حديثي هنا بلسان الاخوان الذين كفروا كثير من الحكام بهذا السبب ؛ فليراجعوا سياستهم .
ومااردت لفت الانتباه اليه في هذه الرسالة هو ان العبرة ليست في هذه الانتخابات والوصول الى الحكم وانما العبرة في الممارسة بعد ذلك ؛ هل يستطيع الحكام الجدد ان يحدثوا تغييرا جذريا يلامس هموم المواطنين ؟ وهل يستطيع الحكام الجدد القضاء على المظاهر السلبية من فساد مالي واداري وتشرذم ؟ وهل يستطيعون القضاء على سلطان القبيلة الذي يفسد كل شي ؟ وهل وهل اسئلة كثيرة تطرح نفسها ، ومن هنا يجب ان نعلم ان تصويت المواطنين لصالح الاخوان في مصر وتونس له سبب جوهري واحد وهو عدم وجود حزب سياسي اخر على الساحة ؛ لايوجد كيان منظم غير الاخوان وان وجدت في مصر بعض الاحزاب في مصر حتى حزب الوفد رغم عراقته الا انه هش في كيانه ؛ فتدافع الناس للتصويت للاخوان ليس حبا في الاخوان في بعض الاحيان وانما نكاية بالحكام القدامى وكمتنفس والبعض اراد ان يجرب الاحساس بالحرية وهو يدلي بصوته لناس كان بالامس محرم عليه ان يعطيهم صوته ففعلها بنشوة وبفرحة ولم يمنعه احد ؛ وكثير صوتوا من المحبين للجماعة والمقتنعين بفكرها او المؤيدين لها او الراغبين في تجربة وجوه جديدة في السلطة ؛ لكن كمااسلفت المهم هو الممارسة اعني ممارسة الحكم فيما بعد.
وسيكون ترجمة ذلك في الانتخابات القادمة والتي نتمنى ان تاتي ان تاتي وقد عادة المياه الى مجاريها واستقرت الاوضاع في عالمنا العربي ؛ ونتمنى ان تاتي وفي الساحة اكثر من حزب سياسي ومن كان موجود نتمنى ان يعيد تريب اوراقه للدخول في سباق سياسي بقوة وان كنت لا اؤمن بالحزبية ولا بالديمقراطية ومبادئها لكن نقول هذا على اعتبار ان هذا امر واقع .

نتمنى من الله ان يحفظ البلاد والعباد