fbpx
يا أهل صنعاء … الوحدة طُعنت من الخلف طعنة كليب‎
في مسلسل تاريخي  مشهور هو مسلسل الزير سالم ؛ طعنة طعنها جساس لكليب من الخلف كانت سببا في اغلاق طريق العودة الى الوراء نهائيا …فتحت خيارات الى الامام  وكانت التباعد والتباغض القاسم المشترك فيما بينها جميعا ..
 
هكذا يا أهل صنعاء …
هذا هو حال الوحدة اليمنية التي تتباكون عليها  ، الوحدة اليمنية انطلقت مسرعة وكان الجنوبيون في ركابها وانتم لاحقون لهم ؛ ولكنكم لم تكونوا على قدر عال من المسؤلية والأمانة  فوجهتم سهامكم الى هذه الوحدة والى الناس الذين جاؤوكم فاتحي اذرعهم مستبشرين بهذا الانجاز الذ طالما تغنو به ..
 
نحب الوحدة اكثر منكم بكل تأكيد ودون شك ؛ بل ان محبتنا للوحدة كانت من قبل الوحدة بسنوات طوال وانتم حبكم للوحدة جاء بعد الوحدة باربع سنوات بعد ان حصلتم على فيد  بسببها  ؛ وامتلأت جيوبكم  وجيوب النافذين منكم فصارت عندكم الوحدة خيار استراتيجي … فحبكم للوحدة عندكم هو بقدر الفيد الذي يجده كل واحد منكم من هذه الوحدة ؛ والا جربوا واسالوا الناس الذين لم يستفيدوا من ثروات الجنوب وخيراتها وقولوا لهم مارايكم بالانفصال والوحدة  سيقولون لكم  بالفم المليان ماعلينا كل واحد( يرح له بلاده ) بلهجة اهل صنعاء ؛  نعم هذا حال البسطاء من الناس الغير معبأين من قبل هذا التيار او ذاك …
 
اليوم لم يعد بالامكان الرجوع الى الخلف  والحديث عن الوحدة اليمنية وكل ماهو متاح هو احد امرين ؛ اولهما : هو الصيغة الجديدة لعلاقة الشمال بالجنوب  .. وثانيهما الانفصال ونسيان  التجربة المرة التي انت بين شمال اليمن وجنوبه  تحت مسمى الجمهورية اليمنية  وينطلق كل جزء من اليمن نحو المستقبل متحملا مسؤليات نفسه وتبعات قراراته وتصرفاته …
 
الخيارات المطروحة اليوم كلها تسير بهذا الاتجاه اعني باتجاه صيغة جديدة لعلاقة الشمال بالجنوب  ؛ وخصوصا ان الشمال مجزأ الى صنعا وضواحيها 
ومملكة صعدة ؛ فكيف لنا ان نتحدث عن الوحدة مع الجنوب  ؟!!
 
ابناء الجنوب ذاقوا من الويلات مايجعلهم يرفضون الوحدة تماما ؛ لامجال للنقاش عن الوحدة عندهم ؛ افضلهم والينهم في هذا الجانب يرى بان الخيار هو تغيير الصورة الحالية ليدار كل جزء من الوطن  باهله وبكوادره  مع الحفاظ على المسمى الواحد …
ابناء الجنوب لم يأت  رأيهم هذا عن هوى في النفوس او رغبة في الخلاص ولكن له اسبابه الموضوعية والمنطقية عندهم وعند كل المنصفين الذين هم على اطلاع بما عاناه ابناء المحافظات الجنوبية من ضيم وقهر واقصاء وتهميش من بعد 1994م والتي  غيرت مجرى العلاقات بين ابناء اليمن فاصبح  بينهم ظالم ومظلوم ؛ واصبح بينهم منتصر وخاسر ؛ واصبح بينهم شمالي وجنوبي ليعود ابناء اليمن الى المربع الأول حينها …
ومع ذلك لم يكن رد ابناء الجنوب حينها  مساو لما يتعرضون له من ظلم واقصاء بل تاخر رد فعلهم  الى 2007 عندما انطلقت مسيرة الحراك الجنوبي وبدأ الرفض الشعبي يتزايد  ضدا على ما يسمى بالوحدة اليمنية …
حتى وصل الحال الى ما وصل اليه …
 
فطعنة كطعنة كليب .. وموت كموت وضاح … هو مصير الوحدة اليمنية