fbpx
المتاجرون باسم الوحدة …‎
نشيدنا القديم الذي طالما تغنينا به لم يعد له ذلك المذاق ؛ فقد تغير شكله ولونه وطعمه ايضاً.. الوحدة التي ارتسمت على شفاهنا في ايام الطفولة نحن أبناء الجنوب  ؛ لم نعد نستسيغها أبداً…
دخلنا الى الوحدة بقلوب يملؤها الحب والأمل … ولكن أحلامنا الوردية لم ينقض عليها عام واحد حتى بدأت تتبخر على شكل اغتيالات للكوادر الجنوبية  من قبل نظام صنعاء بشقيه واشقيائه ؛ توج القتل في عام 1993م ليصل الى الذروة والى حد لايطاق  ؛ حتى بلغ عدد القتلى قرابة 150 قتيل  الحامد  ابن شقيقة الرئيس البيض قتل في عملية كانت ربما تستهدف ابنائه ؛ وقتل ماجد مرشد من قبل مجموعة من افراد الامن  في العاصمة صنعاء ….
لتأتي بعد تلك الارهاصات  حرب 1994م لتقتل  الوطن بأكمله ؛ وتقتل احلامنا  ؛ وتقتل طموحاتنا ؛ وتقتل الاخاء الذي كان في قلوبنا  ، لنجد انفسنا امام حرب ظالمة تلتهم كل شي جميل في حياتنا …
انقسم ابناء اليمن الى قسمين مرة اخرى وتم الانفصال في 1994م ؛ نعم الانفصال كان يوم اعلان الحرب بين الشمال والجنوب ؛ فلم يكن الانفصال في 21 مايو 1994م ولم يكن الانفصال في ماتلاه من نداءات ومطالبات بالانفصال ؛ بل كما اسلفت فالانفصال كان يوم اعلان الحرب من ميدان السبعين على أبناء الجنوب ..
وتم تشييع الوحدة اليمنية الى مثواها الأخير في يوم 7/7/1994م .
 
العجيب في الأمر ان الذين قاموا بكل هذه الجرائم وارتكبوا كل هذه الافعال المشينة في حق الوطن  يتباكون اليوم على الوحدة!!! الوحدة التي اغتالوها بايديهم  الآثمة ..
صالح وحزبه االمؤتمر الشعبي العام  يهددون بالانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني  رافضين بزعمهم  التحاور الندي بين الشمال والجنوب  ؛ وفي الواقع انهم لايريدون الحوار الذي فرض عليهم ويريدون تعطيله والغاء مخرجاته ؛  يزعمون ان رفضهم حرصا على الوحدة  ..وهم كاذبون 
 
اليوم يظهرون من جديد ليبحثون لهم عن وسيلة للكسب السياسي في خضم الصراع الذي في ظله سحبت منهم كل خيوط واوراق اللعبة السياسية ؛ فارادوا ان يجربوا النغمة القديمة التي استخدموها في حرب 1994 م والتي اعلنوا حينها انهم يدافعون عن الوحدة ؛ اليوم يهتفون باسم الوحدة من جديد .. هؤلاء المتاجرون باسم الوحدة ؛ هم أول من يعلم انهم كاذبون في زعمهم ؛ وهم اول من يعلم انهم إنما يرددون اسم الوحدة لعلهم يجدون مستمعا لهم من ابنا الشمال  ليلتفوا حولهم ؛ يعلمون انهم ان وجدوا مصلحتهم في مكان آخر فأنهم سيتخلون عن شعاراتهم الجوفاء ..
وحتى تعلموا  ماقصده بكلامي الاخير .. هؤلاء هم الذين حاربوا جماعة الحوثي  ستة حروب متتالية ؛ هم الذين دلخوا في حروب في صعدة باسم الحفاظ على الوطن  ؛ فكانوا يقولون ان حروبهم تلك  انما هي من اجل الوطن ومن اجل مصلحة الوطن .؛ اليوم يتحالفون مع الحوثي  ويسلمونه ترسانة اسلحة غير عادية  فياترى هل هذا الفعل ايضا من أجل الوطن ؟!!!!!
تناقض عجيب  !!! فحروبهم الأولى كانت من أجل ابتزاز  دولا معينة للكسب المادي ؛ وتحالفهم اليوم ايضا من اجل مكاسب شخصية لاعلاقة للوطن فيها لامن قريب ولا من بعيد ..
 
الوحدة اليمنية انتهت … الوحدة اليمنية ماتت من قلوب أبناء اليمن … ولاقيمة لبقاء الارض والتراب تحت مسمى واحد في ظل كراهية تتزايد ونفور واحقاد بين أبناء الوطن ..
فالخير لأبناء اليمن شمالا وجنوبا هو إعادة صياغة العلاقة بين الشمال والجنوب ؛ والحوار بين الشمال والجنوب حفاظا على الوطن من الأنهيار ؛ الواجب على اصحاب القرار التحلي بالمسؤولية والبحث عن افضل الحلول وايسر المعالجات واقلها كلفه ؛ فالوطن على مفترق طريق  ؛فإما نكون او لانكون …
 
وفي دول مايسمى الربيع العربي العبرة لمن أراد الاعتبار ..
 
أنظروا الى حال المتشردين من السوريين في الشوارع ….
انظروا الى وضع النساء وهن يمددن أيديهن  في الاسواق والاماكن العامة …
 
فحال نساؤكم ياأبناء اليمن لن يكون أفضل أن لم تحكموا العقل …
 
حفظ الله البلاد والعباد