fbpx
أقلمة الصفع والركل والمدرعات!

مع انطلاقة موسم الفيد، المسمى مجازا (مؤتمر الحوار الوطني)، في العاصمة صنعاء،  قال الرئيس عبدربه منصور هادي: “لا خطوط حمراء أمام القضية الجنوبية”، وزاد من الملح قليلاً: ” إن القضية المحورية والجوهرية للحوار الوطني، التي ستكون المفتاح الأساسي لمعالجة سائر القضايا هي القضية الجنوبية، ويجب الوقوف أمامها بمسؤولية وإحساس وطني عميقين بعيدا عن العواطف والحلول المطبوخة والجاهزة، والتصورات غير المدروسة والضغوط السياسية وكل أنواع الابتزاز وردود الفعل، مؤكدا على أن أي تفكير لفرض أي تصور لمعالجة هذه القضية الوطنية بالقوة المسلحة لن يقود إلا إلى فشل ذريع وأخطاء كارثية ودمار كبير..”!!.

وقال رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة: “إن انفصال الجنوب أمر قابل للنقاش”!.

كانت تلك وغيرها الكثير من التطمينات، كي يقبل الجنوبيين على المشاركة في (طبخة) سمجة، أعدت مسبقا، وبمباركة يمنية، إقليمية ودولية.

لم يأبه جل الجنوبيين لتك الأقاويل، لعلمهم أن هادي وبا سندوة، مجرد (عسكر) في (حضيرة) الـ الأحمر، فالقرارات تصدر من قصورهم، وما على الاثنان سوى وضع التواقيع والأختام البالية!

عشرة أشهر كان عمر الحوار (18 مارس2013- 25 يناير 2014م)، شهد خلالها ما شهد من عروض الإستقواء، والذل والمهانة، وتصدير الغثاء، والصراخ، انتهت جميعها بالخروج بقرارات ورؤى فضائحية، تلزم (الجنوب) الضحية الباحث عن موطئ قدم في دولة العصابات، بتقسيمه إلى إقليمين، وكأنه ناقص فواجع وموانع، ودمار.

لم يتحقق من كلام ووعود ثنائي (الطرب) هادي وباسندوة شيئا، وهاهي (الأقلمة) كحل تفرض بقوة المدرعات والدبابات والعسكر، ولم يتم الالتفاف صوب من يطالب بالانفصال، باعتباره خط أحمر، كما يفرض عليهم (الأحمر)!، وكما قال المثل الشعبي: “الرجال تحبل من السنتها”! وفترة (الحمل) تجاوزت السبعة والتسعة والعشرة أشهر، وستبقى كما يريدون!.

الخمسة الأيام الماضية كانت تحمل في طياتها تباشير غير سارة لكل أحرار الجنوب وحرائره، فعند تدشين عملية الترويج للأقلمة في عدن، تعرضت الناشطة الجنوبية (ابتسام عبد الصمد)، لنزع خمارها، وضربها ركلاً، في قاعة الصرح العلمي الأكاديمي (جامعة عدن)، ويا للعار، الصرح العلمي تحول لمأوى للفتوات وبلاطجة البهتان، لم يستيقظ الجنوبيين من وقع تلك المأساة، حتى باغتتهم المدرعات، والدبابات، والرشاشات لمنعهم من دخول ساحة الحرية، لإقامة مليونية جديدة تنديدا بهتك الهوية وسلخ الجنوب، ويا للعار مجددا، تلك القبضة الحديدية من صنع أبناء الجنوب في سلطة تتعامل معهم كأوراق الكلينكس، يتلذذون بمشاهدة دماء أخوانهم البريئة، دون وازع ديني أو ضمير، وحريا بهم عرض أنفسهم على دكاترة لفحص الدماء الجارية في عروقهم، ونزع غشاوة الباطل السوداء المسيطرة على أبصارهم.

المشهد الثالث شهده صباح السبت  بالاعتداء على الزميل الصحفي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” لتأديبه، وإرسال رسالة لكل الصحفيين الأحرار في الجنوب: مضت فترة النقاهة، وحانت ساعة الضرب من حديد، وعودة القبضة الفولاذية، وتكميم الأفواه، لخاطر عيون (الأقاليم)!، وتباً لمن يريدون فرض إراداتهم، ومشاريعهم المنقوصة على شعب حي يحمل أكفانه في حله وترحاله وشعاره: ” أما استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين”، ألعبوا غيرها يا خبرة!.