fbpx
رسالة إلى شباب الحراك الجنوبي

بقلم | صالح محمد قحطان المحرمي 

لم تصل القضية الجنوبية إلى ما وصلت إليه اليوم من انتصارات عظيمة وباتت اليوم قضية كل مواطن جنوبي تغطي رايتها كل قرى ومدن وسهول ووديان وجبال الجنوب من المهرة إلى باب المندب وتفرض نفسها كقضية حاضرة في أورقة سلطة صنعاء ومجلس الأمن إلا بفضل نضالكم وتضحياتكم الغالية أيها الشباب الإبطال على الرقم من كل إشكال وأساليب القمع والبطش الذي تعرضتم لها لثنيكم وضرب الحراك الجنوبي السلمي وإجهاض قضيتكم الجنوبية الوطنية العادلة والتي سخرت سلطة صنعاء كل إمكانيات الدولة لذلك , إلا أنها فشلت كما تحاول اليوم بعد أن عجزت عن قمع الحراك عسكريا إلى الالتفاف على القضية الجنوبية بحلول ترقيعية في محاولة تقسيم الجنوب إلى إقليمين ومعالجة بعض القضايا الحقوقية لبعض الجنوبيين الخ،،  مستقلة بذلك هشاشة وخلافات قيادات الحراك وعجزها عن إيجاد آليات للعمل والتصعيد الثوري المنظم وافتقاد الحراك لإدارة سياسية موحدة وفاعلة تستطيع  تأمين مسيرة الثورة وتواكب المستجدات ومواجهة التحديات والمخاطر

حافظوا على معنوياتكم وزخم الشارع الجنوبي

لقد أثبتت التجربة فشل وعجز هذه القيادات من تجاوز خلافاتها وأن  تكون عند مستوى ثقة الناس فيها التي هتفت لها ورفعت صورها  وفي مستوى شعار التسامح والتصالح الذي رفعتموه في ساحات النضال إيذانا لبدء مرحلة جديدة من التوافق والشراكة الجنوبية الحقيقية بل شكلت هذه القيادات عاملا معطلا ومعرقلا للمشروع الوطني الجنوبي الموحد وأضرت بتصرفاتها وخلافاتها سلبا على تقدم مسيرة الثورة والروح المعنوية للناس وبدأت اليوم ملامح اليأس والإحباط تتسلل إلى نفوس بعض الشباب وهو الأمر الذي ننبه ونحذر الشباب بأن لا يسمحوا لسلطة صنعاء للنيل من إيمانهم بعدالة قضيتهم ومن عزيمتهم وإصرارهم على المضي قدما وعليكم إيه الشباب أن تحافظوا على معنوياتكم وزخم الشارع الجنوبي مهما كانت التحديات وثقوا تماما أنكم كما صنعتم هذه القيادات بل وأحييتم بعضها من قبورها قادرين بإذن الله أن توجدون طابور من القيادات المخلصة من بين صفوفكم ومن ساحات النضال ورحم المعاناة

لقد آن الأوان إيه الشباب لكي تتحررون وتحرروا الحراك الجنوبي السلمي من هذه القيادات ليتحرر معها العقل الجنوبي وتخليصه من ارث وإمراض الماضي المتجسد في سلوك وعقول هذه القيادات المريضة الحبيسة لشهواتها وخلافاتها ،، وهي فرصة بالمقابل لتنقيه وتطهير الحراك من الشوائب التي علقة بمسيرة وتصويب خطابه ونهجه وسلوكه وأخلاقه،،،،

المبادئ الوطنية لانتصار القضية الجنوبية

 في اعتقادي أن هناك خمس مرتكزات تمثل أسس ومبادئ فيما إذا أحسن الحراك العمل بها فهي كافية وكفيلة لان تعيد للحراك الجنوبي القه وتشكل في نفس الوقت صمام أمان وضمانه أكيدة لتامين مسيرة الثورة وانتصارها إن شاء الله وهذه المبادئ هي :

أولا : الإيمان الراسخ بعدالة القضية الجنوبية وحتمية انتصارها كقضية شعب تتعلق بمصير ومستقبل الأجيال القادمة وبهوية وتاريخ وكرامة الشعب الجنوبي وحقه في العيش والحياة على أرضه حرا كريما،ورفض أي مشاريع تنتقص من حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بنفسه

ثانيا : تمسك شباب الحراك الجنوبي بشكل قاطع بأسلوب ووسيلة النضال السلمي كسلاح حضاري وقوي وفاعل بيد الجنوبيين والتصدي ورفض كل أشكال العنف والدعوات والتلميح له تحت أي ظرف أو مبررات مهما كان

ثالثا: الحفاظ على عملية التصالح والتسامح والعمل على تحويلها إلى سلوك وثقافة في نضال الحراك السلمي الجنوبي تقوم عليها العلاقات الجنوبية الجنوبية هو الأمر الذي ينبغي أن يتصدى الشباب ويتخلص من ثقافة الإلغاء والتخوين والفرض والوصاية والعمل على احترام وقبول الأخر والإيمان بأن الجنوب لكل الجنوبيين .

رابعاً : العمل على تربية وتوعية الشباب تربية دينية ووطنية وأن يتمثل الشباب بقيم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة وأن يكون ولائهم لله وإخلاصهم للجنوب ووفائهم للشهداء وفي هذا السياق فأنه من المهم أن يتصدى الشباب لكل أشكال التطرف والتعصب الطائفي وأن يقدم الشباب وقادتهم ونشطائهم القدوة الحسنة والنموذج الجيد الذي يحتذي به ويحترمه الآخرين .

خامساً : أن يتخلص شباب الحراك الجنوبي السلمي من عشوائية العمل والفردية والعاطفية وسياسية التطبيل والتمجيد للأفراد والانتقال إلى العمل التنظيمي المؤسسي وفقاً للبرنامج سياسي واضح وتأصيل عمل الهيئات والاحتكام لها .

وما التوفيق إلا من عند الله

 

ابو وضاح الحميري