fbpx
رسائل إلى المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين

رسائل إلى المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين

كتب / أديب السيد

صحيح انه في السياسية لا توجد مبادئ ، لكن في الثورات لا يمكن ان تكون المبادئ معدومه ، ففلسفة الثورات المرتبطة بالحرية والكرامة تختلف عنها في الفلسفة السياسية رغم ان الحالتين تريدان الوصول إلى أهداف معينة ، ولهذا ففي الجنوب كنتم أنتم  أيها المتقاعدون العسكريون والمدنيون نبع الثورة وفلسفتها حيث جسدتم ورسمتم ملامحها بصورة لم يسبق ان تم رسمها من قبل، وهي الفلسفة السلمية التي وضعتموها لنا والمتمثلة بإخفاء أسلحتكم وانتم القادة والخبراء والضابط العسكريين وخروجكم إلى ساحات النضال سلمياً ، وهو الأسلوب الذي ينبهر له المشاهد كما ينبهر له العالم ، حيث لم يبلغ هذا الفكر المتقدم كثير من القوى المدنية العالمية فما بالكم بالقوى العسكرية.

فكنتم انتم القوة وأنتم الركائز التي إعتمدت عليها ثورتنا الجنوبية التحررية وستضلون كذلك حتى يتحقق الهدف الشعبي الذي ينشده شعب الجنوب وهو التحرير والاستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية.

ومن واقع الثورة التحررية اليوم نبعث لكم رسائلنا ونشد عل أياديكم بالعمل من أجلها وإنجازها بالتعاضد مع القوى المدنية الأخرى التي يجب أن توجهوها التوجيه السليم بعد ان أثبتم أنكم أكثر مدنية وفهماً وإدراكاً منها .

الرسالة الأولى : هي الحث على الإستمرار بالتمسك بالنضال السلمي الخالص وإضفاء الخطاب السلمي على روح الثورة لما له من وقع ضارب تقتضيه المرحلة التي نمر بها اليوم .

الرسالة الثانية : العمل فيما بينكم على إعادة هيكلة جمعيات المتقاعدين ووضع لائحة عريضة تتضمن المبادئ والأسس والخطط الخاصة بها وإعادة تفعيلها وتصدرها للحق السياسي الجنوبي المتمثل بالثورة والدولة الجنوبية ، بحيث تكونوا انتم القوة التي تستند عليها ثورتنا وكذلك حصنها الحصين.

الرسالة الثالثة : هنا وبما أنني لا أخفي عليكم مدى الإندهاش الذي تفأجت به في جولتي إلى جانب الصحفية اللبنانية (جمانا فرحات والزميلين ياسر اليافعي وسعدان اليافعي) والتي زرنا فيها عدد من قيادات جمعيات المتقاعدين بعدن ، حيث رأينا فيكم الروح الوطنية والخطاب الراقي والمتطور والذي ننشده نحن الجيل الجديد ، فإنني أضع بين أيديكم وعلى عاتقكم أمانة العمل المشترك والتنسيقي بين مكونات الحراك على أساس إحترام الرأي والعمل من أجل الهدف المصيري الواحد وهو التحرير والإستقلال ، وكذلك تشكيل قوة سياسية ضاغطة على قيادات الحراك لتشكيل كيان سياسي وجبهة تنسيق تضم الجميع ويلتزمون بلوائحها على ان تكونوا إلى جانب الهيئة الشرعية الجنوبية الضامن الرقابي والمرجعية للسير معاً نحو أهداف شعب الجنوب .

كما لا أنسى أن أقدم لكم هنا إمتناني وتقديري لنضالكم الكبير وخطابكم الراقي وروحكم الوطنية التي يفتقدها الكثير اليوم في ضل التخبط والبحث عن المصالح ، فلكم تحياتنا الثورية المعطرة بدماء الشهداء والممتزجة بالآلام الجرحى ومعاناة المعتقلين والمشردين والملونة بألوان تطلعاتنا المستقبلية وأحلام أجيالنا القادمة .