fbpx
يتمترسون بالدين لإصدار فتاوى وأحكام سياسية

في الوقت الذي كنا نتوقع فيه مواقف عربية ودولية داعمة لحق أبناء  الجنوب في استعادة دولتهم الجنوب التي تنتهك حقوقها وحرماتها وتسلب أراضيها وثرواتها، يقتل أبناءها رجالاً ونساء وحتى الأطفال لم تشفع لهم طفولتهم من رصاص الاحتلال اليمني، وعلى مدى عشرين عاماً وأبناء الجنوب يتذوقون كؤوس المرارة وآلام الغربة في وطن هم أصحابه، استباحه من لا يستحقون حتى المرور بأقدامهم على ترابه.

إلا أننا أمام مواقف عربية ودولية هزيلة ومكبلة بمصالح سياسية واقتصادية مع نظام الاحتلال  اليمني الأمر الذي  أفقدها طابعها الإنساني الذي من المفترض أن يكون هو السائد في مثل هذه الظروف الذي يعيشها الجنوب وأبناء الجنوب، فجرائم الاحتلال اليمني كثرت وتعددت أساليبها فتجاوزت كل الحدود في وحشيتها اللإنسانية، فكانت النتيجة هو أن الجنوب استعادت لحمتها في وقت كانت هي بأمس الحاجة لالتفاف أبنائها حولها لحمايتها من بطش النظام ودنسه فنالت الجنوب ما أرادت فخرج العشرات والمئات من أبناء الجنوب إلى الشوارع لكسر حاجز الصمت أولاً ومن ثم التعبير عن غضبهم ورفضهم لبقاء الاحتلال  على  أرض الجنوب فنالتهم  رصاصات الاحتلال اليمني ليخرج على إثر ذلك  الآلاف وبصدور عارية ولنفس الهدف  فتمادى الاحتلال بعمليات  القتل والإبادة الجماعية لتتفجر براكين الغضب فخرجت  الملايين إلى كل ساحات  وميادين النضال السلمي الجنوبي بصدور  عارية ورؤوس شامخة وأصوات  عالية باعتبار  ذلك واجب دين وأخلاقي يتحتم  على كل من يحمل الهوية الجنوبية حماية أرضها وعرضها وثرواتها وبسلاح العصر الحديث ولغة العقل والمنطق بالنضال السلمي إلا  أن الاحتلال اليمني لا يفهم إلا  لغة العنف ورائحة  الدماء فارتكب  أبشع الجرائم بحق أبناء  الجنوب العزّل وعلى  مرأى ومسمع من الجميع دول وحكومات  ومنظمات إنسانية وحقوقية وإعلامية  عربية  ودولية التزمت  الصمت ولم تأتي بالمفيد لنصرة هذا الشعب المكلوم بل أنها أظهرت تواطؤ ملحوظ على  كل جرائم الاحتلال بحق الجنوبيين.

الأمر الذي مكن الاحتلال اليمني من ارتكاب  مجازر  جديدة  في الجنوب  كانت أبرزها مجزرة ألـ 21 فبراير 2013م يوم الكرامة، التي  أودت بعشرات الشهداء والجرحى  على  أيدي جنود جيش الاحتلال  ومليشيات  حزب الإصلاح التكفيري في  كل من عدن وحضرموت  والضالع في وقت زمني واحد، وما يؤكد بأن هناك مشروع استراتيجي واحد أجمعت عليه  كل قوى  الفيد والنهب وأمراء  الحرب  في العربية اليمنية يهدف إلى تدمير الجنوب وقتل  أبنائه لالتهام ثرواته، مشروع كانت بداياته مع المخلوع من  باطن القصر الجمهوري  ليحكم من خارج الأسوار  عندما أبدع بصناعة القاعدة لمحاربتها في الجنوب مستهدفاً أبناء الجنوب، ليأتي اليوم الدور  على أحد أطراف  الأسرة الحاكمة ممثلاً بحميد الأحمر لمواصلة مشروع التصفية الجسدية للجنوبيين وبادعاء  آخر  هو  الدفاع  عن الوحدة  الذي  كان  لهم شرف اغتيالها عام 1994م، وكذا محاربة الحراك  المسلح ذات الدعم الإيراني وهي  الادعاءات الأكثر هشاشة من ادعاءات السلف  الطالح، بينما الحقيقة هي حرب على  سلمية الحراك الجنوبية ومحاولة لقتل  الثورة الجنوبية قبل  أن تحقق أهدافها وهذا أمر صعب ومستحيل أن تناله عصابة تعودت على سفك دماء الأبرياء واغتنام أموالهم واستثمار عرق الكادحين وتوعدت  أيضاً  على تكفير  خصومها السياسيين متى شاءت وأسلمت حلفائها ولو كانوا من عبدت الشيطان.

لذلك  أقول  لؤلئك المارقين ممن يتمترسون بالدين والإيمان لإصدار الفتاوى والأحكام الباطلة بقتل المسلمين في الجنوب  واستباحت دمائهم وأموالهم وأعراضهم إن بإمكان دباباتهم وطائراتهم  وعرباتهم  بمدافعها ورشاشاتها وصواريخها أن تأخذ  أشجع الرجال وأجمل  الشباب وأحكم الشيوخ ولكنها لن تستطيع أن  تأخذ  مثقال ذرة من إرادة وعزيمة  وإصرار أبناء الجنوب على مواصلة مسيرة الثورة حتى التحرير  والاستقلال  واستعادة دولة الجنوب  المحتلة التي أصبحت قاب قوسين أو  أدنى بفضل تضحيات الشهداء الأبرار  وصبر  الرجال الميامين ممن كان لهم شرف  الصمود في ساحات  وميادين النضال السلمي وهم يفترشون الأرض  ويلتحفون السماء غير عابهين بعوامل  الطبيعة القاسية (حرارة الصيف، وبرودة  الشتاء)  أو  أزيز الرصاص القادمة من فوهات بنادق جنود الاحتلال.