fbpx
كفو عن أذى الثوار

كفو عن أذى الثوار

بقلم/ قحطان طمبح

لا زالت هناك بعض العقليات المنغمسة في ذاتها والتي لا تزال تمارس الضغط على نفسها من خلال قول ما لا يجب قوله خاصة وأن بعض ما يقال لا يعبر عن قناعتها السياسية والفكرية بل لأنها جعلت نفسها أدوات ناطقة يستخدمها الآخرون مقابل أجر زهيد لا يساوي قيمتها الحقيقية لذلك فإننا نسمع ونرى هنا وهناك من الصور والأصوات الشاذة والنشاز التي تحاول وبإيعاز من نظام الاحتلال إعادة إنتاج نفسها من خلال تكوينات وتجمعات لم نسمع عنها من قبل فتجرأت بالحديث باسم أبناء الجنوب والقضية الجنوبية ومتطلبات حلها بما يتناسب ورغبات ولاة أمرها في صنعاء بينما الجنوب وأبنائها أبرياء من تلك الجماعات الضالة أي الأدوات الناطقة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

فنظام الاحتلال أراد لهم السوء فأدخلهم التاريخ ولكن عن طريق بوابته الخلفية الذي لا يدخلها إلا الشياطين وعبدة الأصنام لصوص الثروات وقراصنة الثورات، وذلك لاستخدامهم بارتكاب جريمة جديدة بحق أنفسهم وحق شعبهم ووطنهم جريمة اسمها الحوار الوطني الحوار الذي سبق وان أعلن أبناء الجنوب الأصليين عن رفض هذا الحوار الذي لا يعتبر سوى أكذوبة وتكتيك سياسي للأسرة الحاكمة لشرعنة الاحتلال وبقائه على أرض الجنوب ليس حباً بوحدة الشمال والجنوب كما يدعون بل تشبثاً بالأرض والثروة والاستحواذ عليها، وهذا ما لا يناله تجار الحروب وصناع الدمار ما دامت الجنوب حبلى بالرجال الأوفياء ذات الكفاءة والقدرة الكاملة على إدارة المعركة السياسية في ميادين النضال السلمي حتى التحرير والاستقلال.

إذاً إننا نقول لتلك الأدوات التي وللأسف الشديد أن بعضها كان يوماًمن الأيام بين صفوفنا ومنحتها دولة الجنوب ما لم تمنحه لغيرهم من الرجال الأوفياء لتربة هذه الأرض الطيبة الذي ينتمون إليها بالهوية فأوصلتهم إلى أرفع المناصب وأعلى المستويات حتى وصل البعض منهم إلى موقع صناعة القرار السياسي في دولة الجنوب ولكنهم تناسو ذلك وتابعو خطوات الشيطان الذي سيعلن برائته عنهم كما أعلن براءته عن أسلافهم، وسيلعنهم التاريخ مع كل المتخاذلين والمتآمرين على قضية شعب الجنوب وحقهم في تحقيق أهداف ثورتهم التحررية نواة الربيع العربي.

نقول لهم كفوا عن أذى الثوار وعرقلة طريق الثورة بالمشاريع الصغيرة التي لا تنال من عزيمة وإصرار أبناء الجنوب الأحرار مثقال ذرة بينما تنالون أنتم وولاة أمركم الخزي والعار ولعنة الأجيال جيلاً بعد جيل.

إلا أن التاريخ هو من سيكتب بأحرف من نور تلك الأسماء الساطعة في سماء الجنوب التي قالت وبصوت عالٍ لا للاحتلال نعم للتحرير والاستقلال، قالتها على كل المنابر والساحات، أسماء كثيرة وكبيرة قدمت للجنوب ما لم يقدمه أباً لأبنائهم ولا أحباء لأحبائهم، قدمت أرواحها الطاهرة وبنفس راضية من أجل أن نسعد نحن بالحياة ويسعد معنا الآخرون.

وهنا وعند هذه النقطة لابد لنا من وقفة لنتذكر فيها معنى الشهادة من أجل الوطن، من أجل الحرية والكرامة من أجل الحياة، من أجل السلام، ولنتسائل أيضاً هل كل هذه المفردات تستحق منّا التضحية وأن نقدم أرواحنا من أجلها وهل نواصل المشوار؟؟

أقولها نعم وعلى لسان كل أحرار الجنوب الأوفياء منهم لدماء الشهداء، الأوفياء منهم لأهداف ثورة التحرير والاستقلال الجنوبية.. وفي الوقت نفسه أقول لأولئك الانتحاريين الذين قدموا أرواحهم وضمائرهم للشيطان من أجل الجاه والسلطة والمال الحرام ولم يتبقى منهم سوى أجسادهم فلتذهبوا وإياها إلى الجحيم.