fbpx
في الذكرى الثانية لاستشهادهما بن عسكر.. والصهيبي ثنائي لن يتكرر

في الذكرى الثانية لاستشهادهما بن عسكر.. والصهيبي ثنائي لن يتكرر 

بقلم/ قحطان طمبح 

 يُصادف يوم الـ4 من سبتمبر 2012م الذكرى الثانية لاستشهاد

ثنائي نادر خرج من بين الصفوف لنيل شهادة الوفاء للجنوب، الوفاء لردفان،

 الوفاء لمن سبقوهم بالشهادة من أجل الحرية والكرامة، من أجل الأرض

والهوية من أجل استقلال الجنوب، دولة، وشعب، وتاريخ وحدود جغرافية،

 وقالوا لا للحصار المفروض على ردفان لا لعسكرة الحياة المدنية وألف لا للاحتلال.. نعم لفك الحصار نعم للتحرير والاستقلال هما الشهيدين، الشهيد محمد عسكر قاسم البدوي اسم ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب منذُ انطلاقته الأولى لإيمانه المطلق بعدالة القضية الجنوبية وحق الشعب بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بأراضيها وثرواتها. وذلك من خلال حضوره المتواصل والمتميز لكل الفعاليات والتظاهرات السلمية الذي كان يدعو لها مجلس الحراك السلمي الجنوبي ليس في ردفان فقط بل من الضالع إلى حضرموت مروراً بعدن وأبين وغيرها من مدن وأرياف الجنوب والذي على إثرها تعرض للسجن عدة مرات في سجون الاحتلال إلا أنها لم تثنيه عن مشواره النضالي بل أنها كانت دافع قوي لازدياد حماسه الثوري لمواصلة مسيرة الثورة مع رفاق دربه الأحرار، عاش الشهيد مع أحلامه الذي ناضل من أجل تحقيقها وهي أن يرى الجنوب حراً مستقلاً فيما علم الجنوب يرفرف فوق سماء عدن الحبيبة وقبلها بأن يسمع بيان إعلان الاستقلال الثاني لدولة الجنوب متمنياً أن يتحقق ذلك قبل أن يموت.

هذا ما كان يردده دائماً عند لقاءات مع رفاقه وأصدقائه كان طموحاً وتواقاً ليوم النصر الذي طالما انتظره كثيراً حتى استشهاده يوم 4 من سبتمبر 2010م في مدينة الحبيلين وهو يشارك رفاقه بفك الحصار المفروض على منطقة ردفان من كل الاتجاهات بإغلاق كل الطرق المؤدية منها وإليها بانتشار القوات العسكرية والنقاط الأمنية لقوات الاحتلال لمنع الدخول والخروج من وإلى ردفان بالإضافة إلى منع دخول المؤن التموينية والأدوية والمحروقات وكذلك عدم السماح بإسعاف المرضى والمصابين برصاص قوات الاحتلال من مستشفى ردفان إلى مستشفيات العاصمة عدن والذي على إثرها توفيت أكثر من حالة البعض منها حالات ولادة متعسرة هذا أمام الحواجز الأمنية المفروضة على ردفان من قبل قوات جيش الاحتلال اليمني التي كانت تستهدف في المقام الأول الحركة الثورية الجنوبية ممثلة بالحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب.

إلا أن ذلك الحصار لم يحقق ما تهدف إليه سلطات الاحتلال بل على العكس من ذلك فقد كان الحصار واحد من أسباب ارتفاع درجة الغضب الشعبي وارتفاع نسبة الانضمام للحراك السلمي الجنوبي واتساع نطاقه الجغرافي ليعم كل المناطق الجنوبية.

فالشهيد محمد عسكر البدوي واحد من أولئك الرجال الذين رفضوا الذل والخنوع وأبى أن يبقى جنود الاحتلال على المرتفعات والتلال المطلة على مساكن المواطنين في مدينة الحبيلين والقرى المجاورة لها والذي كان الهدف منها كشف عورات الآمنين في مساكنهم وحرمانهم من ممارسة حياتهم الطبيعية في الذهاب والإياب من وإلى أعمالهم ومزارعهم وكذا ترويع النساء والأطفال بالإضافة إلى مراقبة المواطنين بصورة عامة ونشطاء الحراك السلمي بصورة خاصة لاعتقال من تتمكن منهم واقتناص من لم تتمكن من اعتقاله بالرصاص الحي والذي كان الشهيد محمد عسكر البدوي ورفيقه الشهيد داؤود الصهيبي وآخرون هدف من أهدافها.

الشهيد محمد عسكر قاسم البدوي من مواليد 1958م في ردفان حبيل جبر قرية مثبر متزوج وأب لـ3 أولاد و6 بنات متقاعد من السلك العسكري براتب لا يتجاوز (25000ريال) ينتمي لأسرة قدمت لثورة التحرير والاستقلال الجنوبي أكثر من شهيد وعشرات الجرحى ولا زالت مستعدة لتقديم المزيد.

والثاني هو الشاب الأسمر الذي لم يتجاوز العشرين من العمر سوى 54 يوماً فقط، فتى في بداية شبابه لم يعيش فترة ما قبل الاحتلال ولكنه عاشها في أحلامه أي من خلال ما قيل عنها من أسلافه بكل جوانبها السلبية والإيجابية فتبددت أحلامه من واقع يعيشه مع الاحتلال فتمنى أن يعود الماضي رغم أخطاءه، فاتخذ النضال السلمي كسلاح لمواجهة بطش وظلم الحاضر من أجل بناء المستقبل، إنه الشهيد داؤود محسن داؤود الصهيبي ابن الشهيد محسن الصهيبي والشهيد الذي عشق الجنوب قبل أن يولد من بطن أمه، نعم إنه كذلك كيف لا وهو الشبل الذي عاش في كنف ذاك الأسد، هو واحد من أولئك الشباب الذين رفضوا حياة الذل والمهانة في وطن هم أصحابها ليس للاحتلال فيها ما يملكن، فانخرط في صفوف الحراك السلمي مع رفاقه شباب ثورة التحرير والاستقلال فأصبح من ألمع شباب الثورة لحضوره الدائم في كل ساحات النضال السلمي وفي مقدمة خطوط المواجهة للتصدي للاعتداءات المتكررة التي يقوم بها جيش الاحتلال على ساحات الاعتصامات السلمية وكذلك الاعتداء على مساكن المواطنين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذي كان آخرها فرض الحصار الكامل على مناطق ردفان ومنع الدخول منها وإليها ومنع دخول كل ما يلزم حياة المواطنين في الحياة.

الحصار الذي أراد نظام الاحتلال من خلاله أن يجعل أبناء ردفان سجناء في وطنهم بانتظار الموت بذل ومهانة ولكن النظام لم يحقق غايته، فوقف الرجال والشباب صفاً واحداً في وجه الظلم والاحتلال فتحققت أمنياته بفضل جهود وصمود كل الأحرار وتضحيات الشهداء الأبطال والذي كان من بين أولئك الرجال الذين كان لهم شرف النصر وفك الحصار المفروض على ردفان وأبنائها الذي أراد لهم الاحتلال الموت جوعاً.

الشهيد داؤود محسن داؤود الصهيبي من مواليد 7/7/1990م في يافع مشألة متزوج وأب لطفل واحد أسماه (وضاح) تيمناً بصديقه ورفيقه الشهيد وضاح البدوي.

الشهيد درس الإعدادية والثانوية في الحبيلين ردفان محل إقامته هو وأسرته وموطن شهادته في الـ4 من ديسمبر 2010م.

إننا اليوم وبالذكرى الثانية لاستشهادهما نجدد لهم العهد والوعد ولكل شهداء ثورة التحرير والاستقلال الجنوبية بأننا سنظل دائماً كما عهدونا أوفياء لأهداف الثورة الجنوبية التحررية الذي قدموا أرواحهم من أجل تحقيق أهدافها والمتمثلة بالتحرير والاستقلال لكل الأرض الجنوبية سهولاً وودياناً، الأرض التي ارتوت بدماء أبنائها من أجل أن تبقى وتدوم لكل أجيالها.

المجد والخلود للشهداء

الشفاء للجرحى

والحرية للمعتقلين