fbpx
أفراح نوفمبر أهازيج في عدن وزغاريد في الضالع

ما أجمل أن يحتفل أبناء الجنوب بالذكرى الـ 45 لفرحتهم الأولى ذكرى الاستقلال الـ 30 من نوفمبر في عاصمتهم الأبدية عدن الثورة والتاريخ عدن التي عانقت السماء وارتدت أجمل حُللها لاستقبال نوفمبر الاستقلال ونوفمبر الوفاء والصمود مُعبره عن فرحتها باحتضان أبنائها القادمون إليها من كل بقاع الأرض الجنوبية لإحياء يوم نوفمبري لم تشهد له العاصمة عدن مثيل منذُ وطئت أقدام الاحتلال أراضي الجنوب الطاهرة.

وبهذا عبرت مليونية الـ30 من نوفمبر عن رفض أبناء الجنوب المطلق للاحتلال وأساليب التآمر والاحتيال وأكدت أيضاً قدرات أبناء الجنوب على تحمل كل المتاعب والصعاب وتجاوز كل  المعوقات الهادفة إلى عرقلة مسيرة الثورة الجنوبية التحررية.

وأوصلت رسالة للعالم وإلى الأصدقاء وإلى من في أرذاذهم صمم وبكل لغات العالم مصبوغة بدماء الشهداء مفادها بأننا هُنا نحن الجنوبيون صامدون وعلى استعادة أرضنا قادرون مهما بلغت فينا الآلام والمتاعب  والجراح إنها لم تكن أكبر من حجم آلام ومتاعب ودنس الاحتلال الهمجي المتخلف.

رسالة قادمة من ساحات النضال السلمي في المنصورة، المعلا، كريتر عدن تحمل في طياتها إجابات واضحة لكل التساؤلات الذي قد يطرحها البعض ممن يجهلون أو يتجاهلون الحقائق عمداً وسهواً. إجابات قطعت الطريق أمام كل المشككين أو فاقدي الثقة بقدرات هذا الشعب على العطاء والتضحية من أجل عزته وكرامته وحريته واستقلاله ووحدته الجنوبية الذي عبر عنها بمليونية 30 نوفمبر في ساحات الشهداء والحرية بعدن الذي عبرت عن هدف واحد وشعار واحد ردده الملايين من أبناء الجنوب في ذلك اليوم التاريخي ( لا وحدة لا فيدرالية برع برع يا استعمار ) ( لا تفاوض لا حوار نحن أصحاب القرار ) ولم ينسى ثوار الجنوب الشعارات التي تعاهد الشهداء  والجرحى والمعتقلين بعدم التراجع عن أهداف الثورة الذي قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل تحقيقها. نعم أنهم كذلك أبناء الجنوب يقصدون ويٌصدقون بما يقولون ونوفمبر خير دليل على وفائهم لتضحيات الشهداء.

إذاً فمليونية 30 نوفمبر هي اليوم الفصل والاستفتاء الأخير عن جنوب حر ومستقل وهذه هي الحقيقة الذي لم يتوقعها نظام الاحتلال اليمني وأن يرى كل الجنوبيون في شوارع عدن رجال ونساء شيوخ وشباب حتى الأطفال وهم يطالبون برحيل الاحتلال من أرض الجنوب ويرفضون الحوار اليمني باعتبار المشاركة في مثل هذه المؤامرة خيانة لدماء الشهداء ولنضال الثوار. الأمر الذي دفع بأمراء الحرب من قتله النساء والأطفال إلى استخدام عناصر تم استخدامها للقضاء على ثورة شباب التغيير السلمية في الجمهورية العربية اليمنية واستقدامهم إلى عدن إلى جانب اليمنيون المستوطنين في الجنوب كمحاولة يائسة لتغيير مسار الحقيقة الذي لا يمكن لها أن تغيب إلى ذلك تم التوجيه بقصف قرى مديرية الصمود بالضالع وهدم المنازل على رؤوس ماكثيها في الجليلة والذي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى أستخدم فيها جيش الاحتلال مختلف الأسلحة الثقيلة. ومن ثم التوجيه مرة أخرى بقصف قرى مديرية كرش الجنوبية وهي محاولة عقيمة لجر الحراك السلمي إلى مربع العنف الذي يرفضه الحراك السلمي الجنوبي منذُ انطلاقته الأولى عام 2007م مع إن استهداف هذه المناطق وبهذه الوحشية هو بسبب الدور الفاعل والمتميز لأبناء الضالع وكرش في عملية إنجاح فعالية الـ30 نوفمبر إلى جانب أخوانهم الجنوبيين في مختلف مناطق الجنوب المحتل

وأجمل رسالة الوفاء لشهداء الثورة الجنوبية الذي قدمها أبناء الجنوب أثنا تشييع جثامين شهداء الضالع والجنوب الشهيد عادل قسوم والشهيد خالد القطيش قد عبرت عن روح التلاحم الكفاحي لأبناء الجنوب، فالحشد الجماهيري المهيب قد يكون الأول في الضالع والثاني بعد احتفالية 30 نوفمبر يحمل دلالات واضحة عن مستوى الوعي الثوري بين صفوف الثوار وكذا الإحساس بالمسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم تجاه وطن يعيش تحت الاحتلال فكان لا بد من إعطاء صورة واضحة للعالم تجسد ذلك الطموح الوهاج المتجه نحو تحرير واستقلال الجنوب. عّبرت عنها أهازيج الثوار من عدن وزغاريد الحرائر من الضالع وغنت من خلالها كل ساحات الجنوب.

ولا شك أن التعتيم الإعلامي المتعمد الذي يحيط بالقضية الجنوبية من قبل وسائل الإعلام العربية والدولية، والتي لم تتجرا حتى الآن على إسدال الستار الذي يغطي جرائم نظام الاحتلال وقواته ومليشياته بحق أبناء الجنوب الذي يقتلون ويٌعتقلون وتنتهك حقوقهم أمام عدسات التلفزة العربية والدولية الأمر الذي ساعد نظام الاحتلال إلى حد كبير في عملية التأويل والتضليل لكل الحقائق والأحداث وتزييفها عبر وسائل إعلامه الخاصة وأبواقه المأجورة.