fbpx
[ كُلّمـا زدنــا شهيــد…(ياعلــي) زاد الرصيــد ]..!

[ كُلّمـا زدنــا شهيــد…(ياعلــي) زاد الرصيــد ]..!

 صالح اليزيدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعـد إن ظلّـت لعـام كامـل تحـت أشعـة الشمس الحارقـة ، وبرد الليـل المُدلهـم..وبعـد إن أتعبهـا السهـد وأرهقهـا القُهـاد وهـدْ النحـول قوامهـا..وبعـد إن بانـت ملامـح الشحوبـة موشومـة علـى وجههـا كإمـرأة (فَتَقَـت) مـن حيـاض مُجتمـع قبلـي عُـرف بالمحافظـة والتشـدُّد…وبعــد إن تسمّـرت الخلايـا النسويـة علـى رقائـق جلدهـا..وبعـد إن بَـرَزَت لديهـا المسامـات الداكنـة فـي تعاريجهـا..وبعــد إن عرفهـا العالـم “بالأنثـى الرجُـل” علـى إعتبـار إن توكُـل كرمان كانت بنظـر الكثيريـن تحمـل صفـات ذات طبيعـة ثوريّـة جافّـة..فهاهـي توكـل كرمـان غــدت سريعـاً (كأنثـى)..!


فلقـد عَمِلـَت العُمـلات الأجنبيـة العمايـل بملامـح الهيـاج الثـوري الـتي كانت تٌزيـن كيانهـا..وغـدت تلك الثائـرة بيـن عشيّـةٍ وضُحاهـا أُنثــى ذات بشـرة ملسـاء ناعمـة خاليـة مـن البثـور المُنفّــرة..وأصبحـت كبقيّـة نسـاء الأرض (تُجيــد) إستخـدام المساحيـق التجميليـة والكريمـات والعطـورات الفخمـة التـي كانـت ماقبــل الجائــزة مُخصصـة (للنسـاء فقط) ، “بـل وتتفهـم” مـدى إحتيـاج الرجُـل (الرجُـل) لبعضـا مـن علامـات الإنوثـة لإحيـاء مكامـن رجولتـه..فعـادت مـن معامـل التجميـل الغربيـة كشابـّه يانعـة بعدئـذ أزالـت شحوبـة الوجـة (الثـوري) وطـردت البثـور الثوريّة ذات السمــة المُسترجلـة..وربمـا خضعـت لـدورات ((تثقيفيـة) مُكثّفـة لكيفيـة إستخـدام وسائـل النعومـة النسويـة اللازمـة مثلهـا كمثـل أي أنثـى أُخــرى..وهاهـي تؤكـد بإنـه يتحتّـم علـى حـواء العربيـة المُسلمـة (المتزوجـة) إستخـدام معجـون الأسنـان لتنظيـف الفـم بعنـوة فائقـة حتـى تستطيـع الأنثـى : (الأنثـى) أن ترسُـم إبتسامـة عريضـة أمـام كاميـرات التلفـزة لدرجـة إندثـار كُـل مُخلّفـات الصخـر الجيـري (الثـوري) الـذي كـان (يُميّـز) أنيــآب توكـل عـن بقيّـة نســاء العالـم..!



فالمُلاحظ إن علامـات النعمـة بـدأت تظهـر على أوداج توكـل كرمـان..وكـان هـذا بعـد إن خرجـت من أجـواء الحيـاة الثوريـة الرتيبـة والمُعقـدة ، إلـى حيـاة نسويـّة أكثـر إهتمامـاً بأناقـة المـرأة…فهـي تُـدرك بأن الهُتـاف الثـوري لـم يعُـد مـن اللائـق إن يصـدُر عن أُنثـى..ولا يجـوز أيضـاً شـد (الحبـال الصوتيـة) بطريقـة قـد تَخرُجهـا مـن كينونتهـا الناعمـة.. فتذهـب عـن ناظـر زوجهـا نعمـة الشعـور بمشاعـر أقرانـه الرجـال..وهـي تُـدرك إن (توكـل نوبـل) لـم تعُـد كتوكـل كرمـان الثائـرة..فقـد أصبحـت مـن الشخصيـات (السياديـة) التـي تستطيـع أن تـزور كُبريـات الفنـادق فئـة سبعـة نجـوم..وتتستطيـع إرتيـاد متـى شـاءت أفخـم القصـور..وبإشـارة منهـا تستطيـع غـزو معالـم الشانزليزيـه وحـارة منهاتـن متـى..(لِـمَ لا) وهـي صاحبـة الجائـزة التـي لا يمنحهـا فخامـة نوبـل مـن (قبـره( إلا للثـوار الحقيقييـن فقـط…بدليـل إن نفـس الجائـزة مُنحـت للثائـر الكبيـر أنور السـادات لإعترافـه بالدولـة الصهيونيـة..وهـي نفـس الجائـزة الممنوحـة لـ الثائـر اليهـودي إسحاق رابيـن..الـذي قتـل أكثـر مـن (5600) فلسطينـي أعـزل (بالخطـأ)..!

قــد تـزداد توكـل (الأُنثـى) أكثـر إشراقـاً ولمعانـاً بصـورة أكبـر ، لتصبـح ذات يـوم تُكنـى بـ (الدلوعـة توكـل) فتُناطـح الأميـرة ديانـا لتخطـف منهـا جائـزة أعـذب إبتسامـة بالعالـم..ومـن يـدري فقـد تُكنـى فـي قـادم السنين بفخامـة الرئيـس توكـل آل كرمـان..وستـرتـاد كبائـن الصـراف الآلـي كثيـراً لمراجعـة حسابهـا البنكـي الشخصـي لجـرد رصيـدهيـا الورقـي الأخضـر..وستعتـاد علـى مُصافحـة كبـار رجـالات السياسـة والديـن والكهنـة والقساوسـة والبطريـارك والبابـوات وكُبريـات النساء السياسيـات مـن شتـى المشـارب..وستقـوم حتمـاً بمـد جسـور الحـوار الدينـي مـع بقيـة الحضـارات الأخـرى كهـدف أسـاس.. ” بينمـا لـم يطـرأ علـى أجسـاد أقرانهـا الثـوّار مـن الرجـال شيـئ يُذكـر”..!

أنـا شخصـاً وقفـت “وسأقـف” معهـا قـدر الإمكـان..حتـى فـي حـال ظـن الكثيريـن أن الهالـة المصنوعـة لهـا ليست صحيحـة..وحتـى فـي حـال تسرّبـت الصدمـة لبعضـاً ممـن كانـوا ينظُـرون لتوكـل كقـدوة حسنــة..مـع هـذا..فلـن ألومهـا إن تهـوّرت يومـاً أو ساورهـا بعضـاً مـن علامـات التكبُّـر فهاجمـة شُركـاء الثـورة جنوبـاً وشمـالاً..ولـن أخذلهـا إن أعلنـت بملـئ فاههـا بـأن الإسـلام مصـدر إلهـام فقـط..وما جِئـتُ هنـا لنقدهـا أو التشهيـر بهـا إن أعلنـت صراحـةً دعمهـا للمـرأة المُسلمـة لنـزع حجابهـا..مثلمـا لـم ينالهـا قلمـي عندمـا (غمسـت) لثـلاث مـرات إبهـام الحُريّـة لتنتخـب رئيـس رفضتـه بلسانهـا..!

كُـل هـذا لـم يعُـد يهمنـي..فقـد أثنيـت عليهـا عندمـا قامـت “مشكـورة” بتقديـم النصـائح للثـورة المصريـة كونهـا لـم تُنجَـز..بقـدر ما أنصحهـا بأن تحتـرس فـي قـادم الأيـام بصـورة أكبـر..وإن تكـون أكثـر حرصـاً حتـى لا تضيـع معالـم إنوثتهـا فـي زحـام الربيـع العربـي البنفسجـي..فتعـود كأنثـى ثائـرة تهتـف مُجــدداً بهُتـاف (قــد) لا يـروق ل(بعلهـا) بعدمـا إستسـاغ مـذاق الإنوثـة الدافقـة…خصوصـاً بعـدمـا أثبتـت الأيـام عـدم جـدوى أي هُتـاف فـي تغييـر الواقـع مهمـا بلغـت فصاحتـه..وأنصـح بقلـب يملـؤه الصـدق إن لا تعـود للحيـاة الثوريـة الرتيبـة لتهتـف بصوتهـا الجهـوري هُتافهـا المُسترجـل : [ كُلّمـا زدنـا شهيـد..ياعلـي زاد الرصيـد ]..!

قلـت ماقلـت حرصـاً مـنّي عليهـا..وبخاصـة بعـد قرائتـي لتصريحهـا الخـاص بالحـراك الشيطانـي الجنوبـي المسلـح..سيمـا وإنهـا تحـدثـت وفـق إحصائيـة (نوبليـّة) دقيقـة تجـزم بالقـول إن الرصـاص الغـادر يختـرق عنـوة أجسـاد مُنتسبـي حـزب الإصـلاح فقـط..فـلا يجـوز أن تصـرُخ (دلّوعتنـا) بنبـرات ثوريـة (خادشـة) قـد تسحـب عنهـا نياشيـن الغنـج ومساحيـق البشـرة الناعمـة..ولتتـرُك المُغـرر بهـم ليهتفـوا بصوتهُـم الجهـوري (لا حزبيـة لا أحـزاب – ثورتنـا ثـورة شبـاب)..!